صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"شات"الرسائل القصيرة .. حفلات تنكرية لتفريغ الكبت
نشر في الجمهورية يوم 02 - 02 - 2007


نت /تحقيق / محمد السياغي :
(المجنونة8 :"ايش بتابع يا حبيبي)..كان هذا نص الرسالة التي تلقيتها عبر الهاتف الجوال، قبل أن اقتحم عالم دردشات، واكتشف عالما حدوده الإثارة، ومحيطه المتعة والتسلية، ما دفع مصنفوه لوصفه ب"اللعبة"، خاصة بعد أن بدا هذا العالم وكأنه " المتنفس" الوحيد، لا كثر من 200 إلف مدردش ومدردشة في اليمن من الجنسين حتى الآن.
هؤلاء يتبادلون فيما بينهم حسب الإحصاءات أكثر من 600 إلف رسالة في اليوم الواحد، يصنف معظمها من أشد رسائل الدردشات عبر الهواتف النقالة سخونة على الإطلاق، بما تحمله في مضامينها من عبارات ومفردات لا تخلوا من اللغة الغرامية الملتهبة، و الجنسية الفاضحة !!
ما يفتح الباب واسعا على أكثر من سؤال حول هذا الموضوع في مجتمع محافظ مثل اليمن، هو الانتشار غير المتوقع لخدمة دردشات عبر الهواتف النقالة في فترة قياسية لا تتجاوز العام منذ تدشينها في مايو/ أيار من العام الماضي2005م، مقارنة بالدردشة عبر الانترنت حديث العهد.. ما أسباب ودواعي هذا الانتشار للخدمة؟ والضوابط والقوانين التي تعتمد عليها؟.. وهو ما نقطع تذكرة السفر في هذا التحقيق لمعرفته، والكشف عن خفايا وأسرار وتناقضات عالم يبدو من فيه وكأنهم في حفلة تنكرية، لاعتماد الخدمة على الأسماء المستعارة .
انترنت وهواتف نقاله
(أهلا بك في عالم دردشات .. بثلاثة ريالات فقط.. باقي ريال ودردش معانا !!)..تحت هذه الشعار وغيره من الشعارات، أضحت خدمة دردشات عبر الهواتف النقالة في اليمن تشد إليها مابين (500-600) مشترك يوميا من مشتركي خدمة شركتي(سبأفون وسبيستل ) للهواتف النقالة المشغلة للخدمة، تماما كما هو الحال بالنسبة لدردشات (الشات والماسنجر) التي توفرها تقنيه تكنولوجيا الحياة الحديثة المعاصرة التي باتت الهواتف النقالة والانترنت أبرز صورها.
لكن على عكس الدردشات عبر الانترنت ومحدودية توافرها وتداولها من قبل شريحة اجتماعية معينة في ظل ارتفاع تكاليفها،وارتفاع نسبة الأمية في أوساط المجتمع، وما تحتاج إليه من مهارات علمية، فأن سهولة استخدام الدردشة عبر الهواتف النقالة وقله تكلفتها وسعة انتشارها، ساهم في تجاوز الكثيرين لهذه العوائق وكسر حاجز العزلة واقتحام عوالم التسلية من أوسع الأبواب.
ويبين تقرير رسمي أن عدد مستخدمي الهاتف النقال في اليمن بنظامية ل(GSM)وال(CDMA)خلال العام الماضي بلغ مليونين و300ألف مشترك. ويوضح التقرير الصادر عن المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية في اليمن أن اقتناء اليمنيين وإقبالهم على الاشتراك في خدمة الهواتف النقالة فاق ما حققه قطاع الهاتف الثابت منذ دخوله اليمن في تسعينيات القرن الماضي, حيث لم يتجاوز عددهم حتى نهاية 2005م (901.385)الف مشترك في خدمة الهاتف الثابت .
ويشير التقرير إلى أن خدمة الإنترنت هي الأخرى نمت خلال ال3 أعوام الأخيرة حيث يبلغ عدد مشتركي هذه الخدمة التي دخلت اليمن عام 96م 109 آلاف و127 مشتركا مقابل 473 مشترك عند دخول الخدمة في 1996م .
وتقدم خدمة الهاتف النقال في اليمن شركتان مملوكتان للقطاع الخاص تأسستا في عام 2001م بالإضافة إلى شركة حكومية تأسست في العام 2004م وشركة ثالثة تقدم خدماتها عبر الأقمار الصناعية فيما تقدم المؤسسة العامة للاتصالات خدمة الهاتف الثابت السلكي حصرياً.
ومؤخراً تم استدعاء شركة (عمانتل) لتكون المشغل الثالث لخدمة الهواتف النقالة GSM حيث تشير الدراسات إلى أن سوق الاتصالات في اليمن لا يزال واعداً ويتسع لمزيد من الشركات التي ترغب في التنافس في مجال خدمات الاتصالات.
وقدر خبير في مجال الاتصالات ما ينفقه اليمنيون على خدمة الهاتف النقال شهريا ب5 مليارات و750 مليون ريال وبمعدل ألفين وخمسمائة ريال شهريا للشخص الواحد على أقل تقدير.
وبناء على ذلك فإن ما أنفقه اليمنيون على مكالمات الهاتف النقال خلال العام الماضي بلغ 69 مليار ريال.
فيما يقدر وليد خالد مدير شركة (لينك إن تايم) مزودة خدمة دردشات لشركتي(سبستل وسبأفون) المشغلة للخدمة عدد المشتركين بأكثر من نحو 150 ألف مدردش ومدردشة، يتعدى حجم ما يتبادلونه من رسائل دردشات عبر الشركتين العاملة بنظام (جي إس إم) أكثر من نحو 600 ألف رسالة في اليوم الواحد، كلفه الرسالة الواحدة ثلاثة ريالات بمعدل 54 مليون ريال شهريا.
تعريف بالخدمة
ويقول وليد خالد في حديث مطول مع (المرأة اليوم):" عندما دشنا الخدمة في مايو/أيار من العام الماضي 2005م، عبر رسائل إعلان قصيرة لجميع المشتركين في الشركتين،كان عدد المشتركين حينها لا يتجاوز 12 ألف مشترك، وارتفع هذا العدد في اليوم التالي إلى 15الف مشترك بزيادة خمسة ألف مشترك.. وشهدت عملية الدخول خمول نتيجة احتواء الخدمة على مجموعة من الأوامر الدقيقة في البحث عن طريق الهوايات والمدينة، وكان من الصعب إيصال رسالة شرح لكل هذه الأوامر في رسالة قصيرة لا تتجاوز السبعين حرف ، ولهذا كان من الضروري ان نوقف عملية الترويج للخدمة عبر الرسائل القصيرة والبحث عن وسائل أخرى لعملية الترويج كان من أهمها طبع بروشرات تعريفية وتفصيلية تم توزيعها بداية بمدينة صنعاء وعدن".
ومثلما كان التجاوب في بداية الامر كبير ، فأن اللافت للانتباه إلى جانب الزيادة غير المتوقعة لحجم المشتركين حاليا في ظل اتساع رقعة الأمية في اليمن ،وما كان يتطلبه الترويج للخدمة في المناطق النائية والأرياف من شرح لأبجدياتها، أن أبناء الأرياف ممن يمثلون النسبة الأكبر في حجم الأمية تجاوبوا أكثر من أبناء المدينة مع الخدمة وهذا دليل على قابلية التعاطي مع كل جديد لديهم.
ويشير مدير الشركة إلى أن هذه الخدمة ليست الوحيدة التي تشهد إقبال متزايد في السوق اليمنية ألان بل هناك خدمات أخرى تقدم عبر الهاتف النقال سواء الخدمات الإخبارية أو الرسائل للقنوات الفضائية أو خدمات الأغاني والنغمات وخلفيات شاشات التلفونات الأمر الذي دفع بالكثير من الشركات المحلية والدولية للاتجاه نحو توسيع نطاق خدماتها في اليمن , بما في ذلك شركته التي تستعد حاليا لإدخال خدمات جديدة في السوق اليمنية منها الرسائل المتعددة الوسائط والعاب ال"جافا" والصور.
ويتابع:" هناك تنافس كبير من قبل القنوات الفضائية العربية والدولية المشغلة لخدمات الرسائل ..في حين مازال هناك العديد من الشركات والقنوات الفضائية التي تعتزم إدخال خدماتها في هذه السوق اليمنية الواعدة للتنافس على الحصول نصيب من مشتركي الهواتف السيارة في اليمن الذين يتوقع أن يتجاوز عددهم مليونين ومائتي ألف مشترك في الشركات الثلاث المشغلة للخدمة خاصة "وأن شركته تستكمل حاليا مفاوضاتها مع الشركة اليمنية للاتصالات( يمن موبايل ) المشغلة لخدمة الهاتف السيار نظام ( سي دي أم ايه) لتفعيل خدمات رسائل الدردشة لمشتركيها الذين يقارب عددهم أربعمائة ألف مشترك تقريبيا وذلك ابتداء من العام المقبل.
وتقوم الخدمة على الربط بين مشتركين أو أكثر ، بما يمكنهم من تبادل رسائل الدردشة عبر الهاتف السيار سواء كان ذلك فيما يتصل بقضاياهم واهتماماتهم أو عن هوايات كل منهم والألعاب التي تجمعهم حتى وأن كان كل منهم لا يعرف الأخر نظرا لأن الخدمة تعتمد أساسا على عدم إظهار أرقام الهواتف للمستخدمين وتمكنهم من استخدام أسماء مستعارة.
مشاكسة ومتعة وبنات
من باب (العلم بالشيء خيرا من جهله)، وفضول المعرفة والرغبة في التسلية وقتل الفراغ وربما المشاكسة، تتعدد أسباب ودواعي تردد المدردشين على عالم دردشات، وخلف أغطية وأسماء مستعارة عدة تحمل أسماء مشاهير وصفات عامة، يبدأ المدردشين أول خطوة على طريق البحث عن أصدقاء، ليجدوا أنفسهم على موعد مع قوائم من الأسماء المستعارة مثل (الفاروق،عبودي،القاسم،المغرمة2006، نانسي111، روبي3، بزنزمان1، والمنتظر..الخ ).
وحسب المعلومات فأن الإناث يشكلن نسبة65% من حجم المشتركين في الخدمة ، والباقي ذكور ، بينما 85% من المشتركين هم مراهقين، وتمثل البحث عن البنات غاية الكثير من المشتركين، ويبقى من الغريب أن تكتشف أن من يقفون وراء بعض الأسماء المستعارة التي يغلب عليها الطابع الأنثوي هم في الأصل ذكور.
"جريحة حدة"
جريحة حدة (شاب 25عاما ) دخل عالم دردشات من باب المشاكسة لا أكثر، لكن ذلك الشعور سرعان ما تحول إلى دور يحتاج منه إتقانه.. يقول :" دخلت بهذا الاسم من باب المشاكسة ووجدت كثيرين يتهافتوا على التعرف بي باعتبار أنني بنت.. يوميا كنت أتلقى الكثير من الرسائل الغرامية وبعض فاضحة..
وفي مرة من المرات يضيف:" أتذكر ان احد المدردشين بادر بتعبئة كرت لي من اجل مواصلة التحادث معه طوال الليل ".. ورغم تعمد البعض مثل هذه الأسلوب في ابتزاز الآخرين واللعب على مشاعرهم وعواطفهم .. ألا أن (جريحة حدة) ينفي أن يكون من هذا النوع .
ويقول:" بعدها غيرت اسمي(فرسان14)، تعرفت على الكثير من البنات كان من بينهن بنت كانت داخله في الشات باسم (الولهان)، ولدرجة الثقة التي نشأت بيننا تبادلنا أرقام هواتفنا الحقيقية وتعارفنا.
إدمان ومعرفة
وبدافع الفضول لا أكثر دخلت روبي3(موظفة27 عام) عالم الدردشة.. لكن لم تكن تتوقع في يوما من الأيام ان تدمن عليه.. تقول روبي3:" الممتع في هذا العالم هو السماح للبنت بمحادثة صديقاتها بتكلفة اقل من كلفة المحادثة عبر الهاتف أو أي وسيلة أخرى كما تكسبه معارف وقدرة واطلاع على ما حوله ،أهم شيء تخرجه من دائرة العزلة والشعور أحيانا بالملل والروتين اليومي .. لكن لم أكن أتوقع ان أدمن هذا العالم واجد نفسي ارتاده يوميا بعد الانتهاء من عملي".
وعلى العكس من روبي3، فأن وليد1، ونانسي5، والعطشانه3، لم يصل تعلقهم بعالم دردشات إلى حد الإدمان ، فالتسلية والشعور أحيانا بالفراغ هو ما يجعلهم يترددون عليه من وقت إلى أخر، يقول وليدا(طالب20عام) :" أنا ادخل دردشات في وقت الفراغ فقط ، وفي كل مرة أغير اسمي، والبحث عن علاقات جديدة مع صديقات..
وقاحة
ولا يتحرج وليد1 من الإشارة إلى وقاحة بعض البنات اللواتي يدخلن عالم الشات، وابدأ دهشته من الجراءة الفاضحة للبعض مؤيدا بذلك الرأي الكثير من المدردشين والمدردشات ممن التقيناهم واشترطوا الحديث معنا خلف أسماءهم المستعارة.. حيث تقول العطشانه3 (طالبة 20 عاما):" الوقاحة ليست محصورة على البنات فقط ..هناك بنات وقحات وهناك رجال أيضا ممن يطالعوك برسائلهم التي تنم عن الإفلاس الأخلاقي الذي يعانوا منه.. المهم أن هذا لم يؤثر على استمرار " العطشانه3" في الخدمة بعد أن حجبت من خلال أوامر الحجب في الخدمة تلقى رسائل من هذا النوع ، وتؤكد عدم تأثير ذلك على مواصلتها الدردشة مع صديقاتها انطلاقا من مفهومها بان الدردشة وغيرها من الوسائل ووسائط التكنولوجيا هي وسائل لتوسيع المعرفة ينبغي استغلالها الاستغلال الامثل".
"ريقان"
أما الحائر14 (25 عام )، فأن نظرته للدرشات تختلف عن غيره ،فعلى حساب درجة "الريقان" كما يقول:"ادخل عالم دردشات .. أحيانا أغير اسمي باسم فتاة ونتراسل وهذا هو حال عالم الدردشة.. نتبادل رسائل عفوية .. وهي مساحة واحد يتكلم فيها بصراحة ولا يتوقع انه سينكشف فيما بعد".
بدون "كنترول "
ما بين لحظة تلقي المشترك الجديد قوائم من الأسماء المستعارة في بداية التسجيل في الخدمة، وبين تحرير رسالة التعارف الأولى وتوجيهها للاسم الذي يتم اختياره من بين تلك القوائم ، يجد المشترك نفسه قد غرق في بحر من الرسائل، ولا يستبعد أن يكون من بينها الرسائل الغرامية حد الإفراط أو الإباحية التي تخدش الحياء.
وليد خالد مدير الشركة الذي لا يتحرج من الإقرار بتبادل المشتركين لرسائل تخدش الحياء يقول:" هذا الامر راجع للشخص نفسه ،ونحن لا نفرض أي رقابه وإلا ما قيمة الخدمة.. وهناك أوامر تحتوي عليها الخدمة وتمكن الشخص من استخدامها في حجب تلقي رسائل هذا المشترك او ذاك ممن يبعث بهذا النوع من الرسائل ".
ويضيف :" الخدمة في نفسها أشبة بلعبة الدخول إلى حفلة تنكرية، حيث تتساقط الأقنعة الزائفة التي عادة ما يخفيها الأشخاص خلف شخصياتهم في الواقع للتسلية والمتعة ويجب أن نقبلها كلعبة بدون كنترول ".
وبالنسبة للأسماء التي تحمل ألفاظ وعبارات غير لائقة ..يقول وليد خالد :" نحن لسنا عاملين أي كنترول على الأسماء عدى ما يحمل منها ألفاظ نابيه مثل(........) والأسماء التي تحمل أسماء الله الحسنى ال99 ، وهذا كان بقرار من الشركة دون أي تعليمات من أحد، لأنني كنت قد لاحظت ان واحد كان اسمه الله - الرحمن هذا منعناه".
ازدواجية وتساقط الأقنعة
المثير في عالم دردشات ، أن يكشف هذا العالم عن حجم التناقض الكبير والازدواجية التي تحملها شريحة واسعة من المشتركين في الخدمة من الجنسين ، فعلى عكس ما يحاول الشخص أن يظهر به من شخصية في الواقع ،تبدو شخصيته مختلفة خلف الأقنعة والأسماء المستعارة والصفات الوهمية .
ويتضح وكأن ثمة زيف في الشخصيات الحقيقية الواقعية للمدردش عنها في عالم دردشات حيث تتسع مساحة الترويح عن أنفسهم والبحث عما يتفق مع التوجه والميول وإشباع الرغبات والحاجات بعيدا عن الرقابة والقيود والمحاذير الاجتماعية التي تفرضها العادات والتقاليد .
فضفضة وتوازن
في ظل غياب المراكز النفسية والاجتماعية، فأن الخدمة في نظر المشغلين تمثل المتنفس المناسب لتفريغ الكبت المريع الذي يعاني منه المجتمع نتيجة العادات والتقاليد القبلية المتزمتة، تماما كما ان هذا النمو المتزايد الذي فاق التوقعات لمشتركي خدمة الدردشة عبر الهواتف النقالة يعكس مدى استيعاب الإنسان اليمني للخدمات التقنية المتسارع وسعيه لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة..
يقول وليد محمد :" الدردشات تلعب دور كبير في تقويم الشخصية ومنحها نوع من التوازن ، إذا ان سماح الخدمة للمشتركين الدخول بأسماء مستعارة "لبس أقنعة"، يمكنهم من الفضفضة وبالتالي والترويح عن أنفسهم بقول الكثير مما يعتمل ويختبئ في نفوسهم سواء سياسيا او اقتصاديا او اجتماعيا وحتى رومانسيا وجنسيا .. ويشير إلى أن عالم دردشات ليس لعبة ممتعة ومسلية فحسب بل تسهم في تقويم الشخصية ومنحها توازنها وتعمل على منحها نوع من الاستقرار سواء العاطفي او النفسي .
"زواج شات"
ويرى خالد أن للخدمة الكثير من الايجابيات ، إلى جانب كونها مساحة للترويح عن النفس وتفريغ الكبت، واكتساب الصداقات والتعارف والمعرفة، فأنها وسيلة للتواصل بين أصحاب المصالح والنافع المشتركة.. بالإضافة إلى كونها وسيلة لإكساب الشخص مهارات التفكير السليم والتعبير والصياغة والمحادثة ومخاطبة الآخرين.. وليست كما يظن البعض مجرد وسيلة للتسلية ..
ويكشف عن حالات زواج بالشات هي الأولى من نوعها في اليمن ويقول:" اكتشفنا مؤخرا ان الخدمة كانت حلقة الوصل وراء أربع علاقات زوجية تمت حتى ألان.. وهذا اعتقد انه مؤشر يدعم جملة من الأهداف الإنسانية النبيلة التي تقدمها الخدمة باعتبار ان جني الإرباح فقط ليس مجرد الهدف منها ".
غرف وعالم مفتوح
مع أن الخدمة تعد من الخدمات التكنولوجية الراقية في نظر المشغلين، إلا أنها تظل بحاجة إلى المزيد من التحسين حسب المشتركين ممن يتطلعون إلى فتح قنوات اتصال مع العالم الخارجي، خاصة وأن الخدمة لا تسمح حتى الآن بإمكانية أجراء المحادثة والدردشة بين المشتركين في الخدمة عبر شركة (سبأفون)مع نظرائهم في شركة (سبيستل).
ويعلق وليد خالد حول هذه الامر ويقول:" الخدمة كانت مربوطة في البداية ..لكن واجهنا صعوبة تطابق الأسماء.. ولتجاوز هذا قمنا حاليا بعمل ما يسمى بالغرف(الرياضة، الثقافة، التعارف)، والتي تتيح للمشترك التحادث مع جميع من يتفقون مع ميوله ، وفيه كنسر جديد أيضا عملنا "عالم" ، عالم سبأفون وعالم سبيستل، بحيث أذا كنت أنت مشترك في سبأفون مثلا وتريد الدردشة مع أخر في سبيستل تعمل :"دخول عالم سبيستل وتبدأ في الدردشة والعكس"..هذه الطريقة الوحيدة التي وجدناها وسنبدأ تدشينها قريبا جدا.
ويقول :"كما سنعمل أيضا "عالم دبي" في الإمارات العربية المتحدة ، وسنوقع مع شركة الاتصالات العقد قريبا ،وقد بدأنا التفاوض الآن مع السعودية وسلطنة عمان، بحيث يمكن المشترك من المحادثة مع المشتركين في الخدمة التواصل مع غيرهم في هذه البلدان ".
خمول وشللية
يشكو المشتركين المبتدئين في خدمة الشات من وجود نوعا من الخمول في الخدمة، وعدم التجاوب مع رسائلهم، الامر الذي بقدر ما دفع بالكثير من المشتركين إلى الخروج من الخدمة ، بقدر ما أثار مخاوف وقلق الشركة المشغلة .
وحسب وليد خالد فأن هذه المشكلة فعلا ظلت كما يقول :" تؤرقنا خلال الفترة الماضية، لكن تغلبنا عليها مؤخرا .. حيث اكتشفنا أن فيه ما يسمى بالمجموعات شللية.. كل شله تدردش مع بعضها ترفض أي واحد دخيل عليها بما يجعل من المدردش الجديد يجد نفسه معزول لا احد راضي يتكلم معه.. الان عملنا على طريقة منح المشترك جديد لستة بالعشرة المشتركين اللذين سبقوه للخدمة، بما يمكنه من إيجاد فرصة المحادثة ولا يجعله معزول".
وبالتأكيد يجد المشترك الجديد لدى هؤلاء المشتركين الجدد أمثاله ، رغبة في المحادثة "المجابرة"،هذا بالإضافة إلى دورنا نحن في إنعاش وفتح قنوات اتصال بين هؤلاء المشتركين،ومساعدتهم على التواصل فيما بينهم وحل مشاكلهم وعمل شلل شلل، ودائما ما نعمل عملية الإنعاش هذه من خلال متابعة المشتركين اللذين لا يدردشون ، والقيام بالاتصال بهم وسؤالهم على المشاكل التي تحول دون تفاعلهم، ومن ثم معالجتها والقيام بعملية ربطهم وشبكهم مع بعضهم البعض آليا ، وقد ساهم هذا في زيادة عدد الرسائل ثلاثة إضعاف".
احتكار
ورغم احتكار شركة (لينك إن تايم) للسوق المحلية إلا أن مدير الشركة يؤكد أن نصيب الأسد من عائدات الإرباح تعود للشركتين المشغلتين للخدمة ، ويتمنى وليد خالد أن يكون لشركته التي تحتكر السوق منافسين آخرين.
ويقول:" أي شركة ستأتي للسوق، سيكون مطلوب منها أولا ما يعرف بتثقف الناس وأحاطتهم بالخدمة أو السلعة التي تروج لها خاصة إذا كانت هذه السلعة أو الخدمة جديدة وغير معروفة، وهذا يعنى أنها بحاجة لوقت طويل تقدم خلاله الكثير من التضحيات، وعلى افتراض أن هناك شركة منافسة هذا سيكون بالتأكيد حافز بالنسبة لنا باتجاه تحسين المستوى والارتقاء بالأداء ".
المراءة اليوم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.