زاد الإقبال على الدردشة مؤخراً بشكل كبير، بعدما اعتمدت شركات الهاتف النقال اليمنية هذه الخدمة التابعة للرسائل النصية، كجزء من خدماتها الإضافية التي تقدمها للجمهور، وغرضها الأول والأخير هو الربح. وقد تحولت هذه الخدمة إلى ملهى وملتقى للمتعطشين للحب والرومانسية، والباحثين عن رفيق القفص الذهبي في غرفة الدردشات المتعددة، المكتظة بالأسماء الساذجة حيناً، والقبيحة أحياناً أخرى، وهي بالطبع وهمية في معظمها. يتبادل أهل الدردشة رسائل أكثر سذاجة ووقاحة، ويقضون معظم أوقاتهم تحت مظلة تلك الخدمة التي أتاحت لهم الحرية الكاملة والمطلقة، بدون مراقبة للكلمات والألفاظ والصور! ومن أجل توثيق الحقيقة ووضع النقاط على الحروف، بما يجري داخل تلك الدهاليز المظلمة، نسلط-هنا-الضوء على بعض الشباب بمن فيهم مشتركو خدمة الدردشة إلى التفاصيل. * كانت البداية مع مدير مكتبة صناع الحياة محمد أحمد غالب الذي قال: مع تطور العلم والمعرفة مؤخراً، ظهرت وسائل الاتصال الحديثة، بما فيها الجوال، الذي يعد سلاحاً ذا حدين، فكم من فتاة تعرفت على شاب عن طريق دردشة الجوال، في تلك الغرف المغلقة، بعيداً عن أنظار الآباء والأمهات، لتنتهي القصة بكارثة لا تُحمد عقباها. والتربية هي العامل الأهم لتجنب ما يحدث. ويجب على جميع أفراد المجتمع أن يكونوا على يقظة وشعور بالمسؤولية في استخدام وسائل الاتصال الحديثة. وعلى الآباء والأمهات أن يكونوا على قدر من المسؤولية من خلال متابعة ومراقبة الأبناء، والحذر من تلك الذئاب الشريرة. * مراد غالب حسن، طالب صيدلة، يقول: أصبحت الدردشة "سوالف" ليس لها معنى، ولم يعد للشباب- للأسف- من هم سوى إشباع رغباتهم، وذلك بسبب ضعف الوازع الديني. وأنا شخصياً فوجئت برسالة من أحد المدردشين فيها كلام بذيء وقبيح. وبالصدفة وقع تلفوني في يد أحد المعارف، وهو كبير في السن، خفيف العقل، فأحرجني وقام بتشويه سمعتي. ولم يقتنع بكلامي بأن هذه الرسالة من أحد المدردشين. فعزمت على الخروج من الدردشة نهائياً، وأنصح الشباب والشابات بالانسحاب من الدردشة، فأكثر من يشتركون فيها شباب سيئون، ونادراً ما نجد غير ذلك. * يوسف أحمد غالب الشرعبي، موظف قطاع خاص، تحدث قائلاً : تحولت الدردشة إلى ملتقى للرومانسية، وتسببت في إفساد الأخلاق. فقد أصبحت الدردشة كميناً لأولئك الشباب التافهين والمنحرفين أخلاقياً لاصطياد الضحايا، ودخولهم بأسماء بنات ليلعبوا بمشاعر الآخرين الذين لا يقلون انحرافاً عنهم. * عبدالله شائف، طالب، يرى أن الدردشة أصبحت لمن هب ودب، وأصبح الغرض منها هو البحث عن فريسة، أو التعرف على ضحية جديدة للإيقاع بها. ونادراً ما تكون هناك علاقات حقيقية وصادقة، وينتج عنها حب عميق صادق، وإنما هو نوع من الإيهام والخيال العاطفي المكبوت لدى الشباب. * أما عبد الوهاب أحمد علي، عاطل عن العمل، وهو أحد مشتركي خدمة الدردشة، فيرى أن الدردشة مضيعة للوقت وطريق للانحراف الأخلاقي, ولا فائدة منها سوى التعب فقط. ولا ينكر أنه قد وقع عدة مرات في شباك المدردشين الذين وصفهم ب"قراصنة الدردشة"، رغم أنه يمتاز بذكاء كبير وتحليل عميق. بينما هو في المقابل اصطاد عدداً من الضحايا، الذين أقنع كثيراً منهم بتحويل كروت شحن إليه، وخدعهم باسمه الناعم المستعار! في الأخير ماذا عسانا أن نضيف بعد كل هذه الشهادات، وماذا ستقوم بعمله شركات الاتصالات اليمنية، بعد هذه الانتقادات والسخريات. وأظن أن شركات الاتصال لا ترضى بأن تكون هذه الخدمة سبباً في انحراف الشباب.