سفينتنا الفلسطينية تتقاذفها رياح عاتية وأمواج تنذر بفقدان القدرة على إنقاذها من الدمار والتبديد، والخلافات الفلسطينية الوطنية أخدت منحنىً تصعيدياً خطيراً لامثيل له ،حيث لم يقف عند حدود التراشق الاعلامي والسياسي، بل تعداه إلى القتل والذبح والتدمير ،وصولاً للتخوين الذي سيضعنا شئنا أم أبينا أمام مرحلة انعطافية خطيرة ،إذا ماتواصلت الاشتباكات القاتلة والهجينة والفظيعة والمريبة بين حركتي فتح وحماس المناضلتين. ان شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية لن يرحم اولئك العابثين ، الذين يحاولون استغلال عذاباته الاقتصادية والأمنية التي خلقها الاحتلال الصهيوني وممارساته وأعماله الإجرامية، لمصالح فئوية ضيقة، لأن فلسطين أكبر من الجميع ، وفوق الجميع ، ولايجوز استباحتها، من أي طرف كان ومهما كان ، فمهما كانت الأسباب والدوافع لاتبرر ماشاهدناه في الأيام التي خلت من معارك ،وانتهاك حرمات بيوت، ومقرات وجامعات وإراقة الدم الفلسطيني الغالي في شوارع وأزقة مدينة غزة ومخيماتها ، في سابقة لم يشهد التاريخ النضالي الفلسطيني التليد مثيلاً لها..ويجب أن لاننسى ،وفي أحلك الظروف وأكثرها تعقيداً أن عدونا الرئىس هو الاحتلال الصهيوني ومخططاته ومشاريعه.. إن شعبنا الفلسطيني ، صاحب التراث النضالي المديد والمواقف الصائبة ، مطلوب منه أكثر من أي وقت مضى أن يقف في وجه الاقتتال بين الاخوة ويجبرهم على العودة إلى ناصية المصالح الوطنية العليا ، والمتمثلة في حل الخلافات بالحوار الوطني الشامل القادر على تجاوز هذه المذابح والمجازر المسيئة لتاريخنا النضالي، والوصول إلى قناعات مشتركة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية ،لتشكل أرضية لعودة وطنية مخلصة نحو استلهام العبر والدروس من أخطاء الماضي والحاضر، والانطلاق بقضيتنا الوطنية من قواعد وأسس سياسية وتنظيمية وكفاحية ، قادرة على الحفاظ وصيانة الحقوق ،والتمسك بالثوابت والخيارات الوطنية التي أكدتها وثيقة الوفاق الوطني. إننا وفي هذا الوقت العصيب الذي يمر فيه شعبنا الفلسطيني لاننسى أن نثمن ونقدر تقديراً عالياً كل الدعوات والمناشدات الطيبة والحريصة على وحدة وتماسك شعبنا ،وفي المقدمة منها الدعوات المتكررة لفخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح حفظه الله.