نظم مركز الدراسات والبحوث اليمني أمس في صنعاء حلقة نقاشية بعنوان «مسار القضية الفلسطينية بعد العدوان على غزة»، بمشاركة عدد من الباحثين والمهتمين في الشأن الفلسطيني. حيث دعا مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية، رئيس مركز الدارسات والبحوث، الدكتور عبدالعزيز المقالح، الأطراف الفلسطينية إلى رص الصفوف والتركيز على المصالحة الفلسطينية بإاتبارها الرد العملي على المخططات الصهيونية التي تستهدف كل الشعب الفلسطيني دون استثناء. وقال الدكتور المقالح: كلنا تابعنا بالتفاصيل الدقيقة المحرقة المفزعة والمؤلمة التي تعرضت لها غزة، وتابعنا الصمود المنقطع النظير الذي أدته المقاومة الفلسطينية في وجه العدوان الغاشم الذي استطاع في حروب سابقة أن يهدد الأمة. ونوه بأهمية تركيز الجهود الآن على بدء عملية إعمار غزة.. متسائلاً: متي يبدأ إعمار غزة، ومتى يلتقي الإخوة حول قضيتهم بعيداً عن الخلافات التي يتخذ منها الكيان الصهيوني ذريعة للماطلة والمساومة؟! فيما أشار نائب رئيس المركز الدكتور سمير العبدلي إلى أن هذه الحلقة تأتي في إطار سلسلة الفعاليات الفكرية التي يزمع المركز إقامتها خلال العام الحالي 2009م والتي تتناول أهم القضايا الاستراتيجية التي تهم اليمن والأمة العربية. ورأى العبدلي ثلاثة مسارات ينبغي الاقتراب منها، والإجابة عليها تتضمن العلاقات الفلسطينية - الفلسطينية في ضوء الانقسام القائم، وهل من الضرورة في الوقت الراهن أن نبحث عن إيجاد مرجعية بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية التي قادت النضال الفلسطيني في أحلك مراحله، وكيف يمكن السير نحو بناء دولة فلسطينية مستقلة؟ وأشار العبدلي إلى أهمية استلهام روح المبادرة اليمنية وما تضمنته من حرص على وحدة الصف الفلسطيني من خلال الحوار الفلسطيني الجاد بين كافة الفصائل وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية. إلى ذلك أرجع ممثل حركة حماس جمال عيسى فشل العدوان الغاشم في تحقيق أهدافه إلى صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة أمام عدوان الآلة العسكرية الصهيونية. وأكد عيسى أن حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة أفقدها مخزوناً كبيراً من رصيدها السياسي والأخلاقي والإعلامي والدبلوماسي ليس في المحيط العربي والإسلامي فحسب بل والدولي أيضاً مما جعل القضية الفلسطينية تتصدر قائمة الحدث في كل مكان. وتطرق إلى ما أفرزته الانتخابات الصهيونية الأخيرة من صعود اليمين المتطرف، وهو ما يتطلب الوقوف في خندق واحد أمام الاحتلال. من جانبه أكد ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين سلطان مهداوي، أن الحصن الحصين للحركة الوطنية الفلسطينية يكمن في الوحدة الوطنية القائمة على برنامج القاسم المشترك والائتلاف الوطني العريض.. لافتاً إلى أنه شكل دوماً رافعة الخلاص من الممرات الضيقة والخانقة، وراكم إنجازات تقربنا من الحلول السياسية المتوازنة التي تفتح على حق تقرير المصير والدولة المستقلة والعودة. وأشار مهداوي إلى أن القضية الفلسطينية تتأثر بالمحيط سلباً وإيجاباً خاصة منذ انهيار المنظومة الاشتراكية. أثريت الحلقة بعدد من المداخلات من عدد من المهتمين والباحثين في الشأن الفلسطيني.