نظم مركز الدراسات والبحوث اليمني أمس في صنعاء حلقة نقاشية تحت عنوان «مسار القضية الفلسطينية بعد العدوان على غزة - الجزء الثاني». وفي الحلقة أوضح المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية الدكتور عبدالعزيز المقالح أن الهدف من هذه الفعالية الاطلاع على مسار القضية المركزية الكبرى القضية الفلسطينية، لاسيما بعد العدوان الغادر على غزة.. معرباً عن سعادته لتزامن انعقاد هذا اللقاء مع محادثات الفصائل الفلسطينية في القاهرة. واستعرض رئيس الدائرة السياسية بالمركز عثمان ناصر علي، ما تعرض له الشعب الفلسطينيبغزة من حرب إبادة على مرأى ومسمع من العالم.. مشيداً بالصمود البطولي الفلسطيني شعباً ومقاومة أمام آلة الدمار الصهيونية. وقال: إن الصمود الفلسطيني والإخفاق الإسرائيلي قد ورث مفاعيل جديدة على واقع القضية الفلسطينية وقدم إضافة ملموسة للرقم الفلسطيني ضمن أطراف الصراع في الشرق الاوسط.. وأكد ضرورة الاستفادة من ثمار هذا الصمود على الساحة السياسية وأهمية التوحد ورص الصفوف.
فيما أشار القائم بأعمال سفارة دولة فلسطين في صنعاء فايز عبدالجواد إلى أن القضية الفلسطينية تمر بمأزق حرج ووضع لاتحسد عليه في ظل تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة والانقسام الفلسطيني الفلسطيني وتعثر عملية السلام والاستيطان وتهويد القدس وصعود اليمين الصهيوني المتطرف إلى سدة الحكم.. مستعرضاً تاريخ النضال والكفاح الفلسطيني منذ العام 1948م مروراً بالمحطات والانتكسات التي تعرض لها.. داعياً إلى ضرورة التوحد والوقوف صفاً واحداً للوصول بالقضية الفلسطينية إلى بر الأمان. وقال عبدالجواد: إن مواجهة الاحتلال الإسرائيلي تتطلب تمتين الوحدة الفلسطينية والعمق العربي والدعم الدولي سياسياً وقانونياً وتوفير مقومات الصمود الفلسطيني.
من جانبه استعرض ممثل حركة فتح في صنعاء محمد عبدالكريم، مراحل مسيرة القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني بمختلف فصائله وقواه في سبيل التحرر وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. وقال: إذا جئنا إلى القضية الفلسطينية بتعقيداتها والصراع فيها حول مسألة الوجود لأحد طرفي الصراع سندرك أن من المستحيل لفصيل واحد مهما بلغت قوته أن يتمكن من إدارة هذا الصراع بمنأى عن باقي تيارات وقوى الساحة الفلسطينية.. معتبراً وحدة الفصائل الفلسطينية ضرورة وطنية وضمانة أكيدة لإنجاح المشروع الوطني الفلسطيني. وأكد أن وجود منظمة التحرير الفلسطينية لم يكن في يوم من الأيام ترفاً سياسياً أو يافطة تعريف بهذا المقر أو ذاك خاصة في ظل الظروف التي نشأت فيها المنظمة، بل مثل ضرورة حتمية لديمومة نضال الشعب الفلسطيني وصولاً إلى الاستقلال مما جعل من منظمة التحرير إطاراً لاستيعاب وتنظيم كفاح الشعب الفلسطيني.
ولفت ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في صنعاء محمد رجب أبورجب إلى أهمية تعزيز دور المقاومة في نضال الشعب الفلسطيني من أجل استرداد حقوقه المشروعة.. وتطرق إلى المخاطر التي تتعرض لها منظمة التحرير الفلسطينية، وقال: يجب أن نتفق أولاً على أن منظمة التحرير منجز وطني يجب الحفاظ عليه وأن نعمل على إصلاحها من خلال التمسك بوثيقة الوفاق الوطني التي حظيت بإجماع فلسطيني ووضع آليات لها قبل فوات الأوان. وأشار أبورجب إلى أن المرحلة القادمة تتطلب وقفة مع الذات للمقاومة وللفصائل الوطنية وللأنظمة العربية.. مطالباً بتحرك عربي جاد غير خجول لمحاسبة إسرائيل. مؤكداً أن إعادة إعمار غزة يجب أن لا تنسينا أصل المشكلة وهي الاحتلال والعدوان ومحاسبة مجرمي الحرب.
وقد ألقيت في الحلقة العديد من المداخلات التي أثرت موضوع النقاش.