تحولت مقاه تقدم الشيشة في المغرب إلى اماكن للقاءات بين الأحبة واللهو ومقابلة سياح خليجيين تحت أنفاس الدخان قد تتطور إلى لقاءات محرمة خارج هذه المقاهي. أضواء خافتة توحي بالرومانسية , دخان يخنق الأنفاس, وهواء يأتي بريح التفاح والتوت , قهقهات تجوب الفضاء , عري وصخب, أغان مشرقية تطرب الآذان , فتيات في مقتبل العمر تتمايلن مع رنات خليجية لهواتفها النقالة. إنها الموضة التي أصبحت تجذب بعض الفتيات بعد انتشار مقاهي الشيشة ذات الطابع المشرقي للمدن الكبرى بالمغرب مما خلق فينا الفضول وضرورة معرفة دوافع ارتيادها. لم تكن حسناء تعلم أن عاطفتها الجياشة تجاه عشيقها ستكون سببا في تعاستها حيت وجدت نفسها رهينة ارتياد مقاهى الشيشة. وتحكي حسناء في تصريح ل"العربية نت" قائلة: لم يخطر ببالي أن أكون في يوم ما زبونة هذا النوع من المقاهي , فنجاحي في دراستي الجامعية كان هو هدفي الوحيد في الحياة, إلا بعدما تعرفت على شاب احببته بكل جوارحى, فاعتبر هذا ضعفا مني,وبدأ يطالبني بمرافقته يوميا وأقنعني بضرورة تدخين الشيشة معه لإضفاء جو الرومانسية على جلساتنا الحميمية مستغلا إقامتي بالحي الجامعي نظرا لتواجد أهلي بمنطقة نائية بعيدة عن الكلية. وتضيف: كنت مطيعة له حتى تلقيت صفعة هجرته إلى فرنسا دون علمي فانقطعت عني كل أخباره لأجد نفسي وحيدة مهملة لدراستي ومدمنة للشيشة التي تتطلب مني 6 دولارات يوميا, رغم ظروفي المادية العسيرة التي لاتسمح لي بذلك. وأمام انعدام فرص الشغل وجدت نفسي في شراك الدعارة قصد الحصول على مصاريف إدماني . مزحة تحولت إلى رغبة انقطعت رجاء -20سنة-عن الدراسة نتيجة وفاة والدها الذي كان يعيلها إلى جانب أربعة إخوة لتجد نفسها نادلة في إحدى مقاهي الشيشة لمساعدة أسرتها على لقمة العيش, كانت تنظر أول الأمر بازدراء للفتيات اللواتي تلبي طلباتهن خاصة لما ينادينها لإضافة الجمر. البداية كانت مجرد مزحة بين النادلات لكن الأمر تطور إلى ولع و رغبة في اللحاق بركب الموضة . تقول رجاء: " تدخين الشيشة ليس جديدا فكلنا نعرف أن نساء الأمس كن يدخن في الخفاء وبنات اليوم تدخن في العلن. أفضل سيجارة في حين تعتبر "إيمان "34سنة" أن الشيشة مكلفة ومجرد استنشاق رائحتها يحدث لها الغثيان لذلك تفضل تدخين السجائر مادام ثمن الشيشة يساوي ثمن ضعفي علبة سجائر. ووجودها في هذه المقهى هدفه ليس إلا إسقاطا لبعض الزبائن من الخليجيين في شباكها. يقول حسن"27 سنة" ليس من صالح المرأة تدخين الشيشة فبنيتها الجسمانية ضعيفة مقارنة مع بنية الرجل بالإضافة إلى ذلك تقلل من أنوثتها وجمالها.ويضيف حسن "موضة المرأة تكمن في لباسها وأناقتها وليس بتعاطي الشيشة والسجائر". ويؤكد الدكتور مصطفى كرين أن تناول هذا الموضوع لابد أن يتم على مستويين أولهما تعاطي الشيشة بغض النظر عن المتناول لها له مخاطر تتمثل في استنشاق الأدخنة والمواد المحترقة المنبعثة منها وتاثيرها على الجهاز التنفسي مثل الإلتهابات المتكررة أو الحساسية أو السرطان, أو بالجهاز الهضمي كالتقرحات و انسداد الشرايين وارتفاع الضغط الدموي أو غيرها. يضيف: المستوى الثاني هو خصوصية ذلك بالنسبة للفتيات و التأثير الذي يظهر على بشرة وأنوثة المرأة و الاحتمالات المضاعفة للإصابة بأمراض القلب والشرايين و التأثير على وظيفة الإنجاب . يتابع: تعاطي الشيشة هو جزء من تعبير الشباب و الفتيات عن معاناة اجتماعية واقتصادية متزايدة وعن التهميش والغربة الثقافية المتفاقمة, وحل هذه المشكلة يجب أن يكون شموليا يبدأ بفتح قنوات التواصل والحوار مع متعاطي الشيشة و توجيهه إلى إبراز قدراته ومواهبه في مجالات أخرى ومساعدته على النجاح فيها, كما أن توعيته بمخاطر هذه السموم التي يقبل عليها هو أمر ضروري ولكنه يستوجب منا تطوير خطابنا من خلال الابتعاد عن الأسلوب الوعظي المنفصم عن واقع الشباب وخصوصياته.