طلبت وزيرة خارجية اسرائيل سيبنى ليفني من العرب تطبيع علاقات دولهم باسرائيل دون انتظار للحل مع الفلسطينيين في القمة العربية التي ستعقد أواخر الشهر في السعودية.. وكان هذا الأمر قد جاء في اختتام أعمال المنظمة الأمريكية الاسرائىلية المعروفة اختصاراً باسم «ايباك» والمعروفة بنفوذها الكبير ،بل يقال إن القرارات التي تتخذها ضد العرب تصبح ملزمة للحكومة والكونجرس الأمريكيين.. وللتأكيد على ولاء القادة الأمريكيين لاسرائىل يحضرون اجتماعاتها السنوية.. الرئىس أو نائب الرئىس. بالإضافة إلى أعضاء الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي والذين يتسابقون في خطاباتهم على إظهار الطاعة لاسرائىل والصهيونية أكثر من بحث ومناقشة القضايا التي تهم الشعب الأمريكي كالضرائب والصحة والتعليم.. ويعتقد أن ليفني بعثت بهذه الرسالة في الوقت المناسب ومن المكان الذي عادة ما تسلط أنظار الامريكيين وغيرهم في العالم إليه باعتباره نسخة أخرى من الكونجرس الأمريكي في رسم السياسات الأمريكية الداخلية والخارجية والتي لا يجرؤ أحد على التعليق عليها إلا إذا كان موالياً مخلصاً مستعداً للدفاع عن اسرائىل بماله وحياته وداعماً لسياستها التوسعية العنصرية التي ازدادت شراسة في السنوات الأخيرة وتتسم بالتحدي الصارخ للشرعية الدولية التي تعترف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وعودة اللاجئين وعدم إيذاء المدنيين. ويقول بعض السياسيين المتخصصين في القضايا العربية والنزاع الاسرائىلي الفلسطيني إن تحركات بعض السياسيين المتخصصين في القضايا العربية والنزاع الاسرائىلي الفلسطيني إن تحركات بعض المسؤولين العرب التي سبقت أو تزامنت مع مؤتمر «الايباك» تدل على أن تلك الرسالة قد وصلتهم بالفعل عن طريق الاتصالات عبر الهاتف أو الرسائل المكتوبة التي نقلها السفراء الأمريكيون الاسرائيليون إلى القادة المعتدلين.. جاء من ضمنها تعديل المبادرة العربية للسلام مع اسرائىل عام 2002م والتي رفضتها اسرائيل فوراً رغم أنها كانت مفاجئة جداً للشعوب العربية والاسلامية وغير مسبوقة في بنودها التي تحدثت لأول مرة عن استعداد العرب للاعتراف باسرائيل دون استثناء وتبادل السفراء إذا انسحبت اسرائيل من الأراضي العربية التي احتلتها عام67م وهي الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وما تبقى أو انتزع من سيناء بعد المعاهدة المصرية الاسرائىلية عام 77م.. ويخشى هؤلاء السياسيون من قبول الأمر الواقع الذي احتوته رسالة أوامر ليفني وسيجدد القادة في قمتهم المقرر عقدها في الرياض الشهر الجاري التمسك بكل عناصر المبادرة العربية وعدم القبول بتجزئتها على النحو الذي طرحته وزيرة خارجية اسرائيل كما جرى في السابق التراجع عما يتفقون عليه تحت مبررات خاصة بكل زعيم عربي يكلف بشرح المزايا التي يمكن أن يحصلوا عليها من امريكا إذا هم وافقوا على خططها التي تصب في مصلحة اسرائيل من حيث التغاضي عن جرائمها وآخرها الحفريات الجارية تحت المسجد الأقصى المبارك وتهجير سكان النقب والجليل عن قراهم وسلب أراضيهم وتصفية الوجود العربي داخل ما يسمى الخط الأخضر باعتبارهم في نظر المتطرفين اليهود في الحكومة والكنيست والمستوطنين أعداء لإسرائيل وليسوا مواطنين من الدرجة الثانية يحملون الجنسية الاسرائيلية.