اليوم أواصل الحديث عن معاناة الجامعات اليمنية.. في ضوء ما أطلع واستمع من طلاب جامعة تعز ،وموظفيها ،وهيئاتها التعليمية ،والادارية والفنية.. وسوف أقترب كثيراً اليوم من تحديد المشكلات.. والناتجة عن عدم كفاية الموازنات ،وعدم تطورها مع تطور ونمو الجامعة التي تضم العديد من الكليات العلمية التطبيقية ،والكليات الانسانية وتسير الحياة الجامعية في حدود امكاناتها وموازناتها التي لاتزال كماهي قبل سنين مضت.. بينما الجامعة في تعز قد تطورت ونمت ضعف ماكانت عليه إن لم تكن أضعاف ماكانت عليه من حيث عدد الكليات ،والمنشآت ،والطلاب وبالتالي الاحتياجات والمتطلبات والتجهيزات والكادر الفني والاداري والخدمي والبيئي ،والمكتبات المرجعية والبحثية العامة والمتخصصة ،وتقديم الخدمات الارشادية والنفسية.. و.. و.. إلخ. من خلال علاقاتي مع جامعة تعز.. رئيساً ،وعمداء ،وهيئات تدريس ،وطلاباً وموظفين.. أجد أن الجامعة تنحت في الصخر لكي تسير أعمالها.. وخاصة العلمية وفي حدود الدراسة والتعليم النظري وقدر يسير محدود من الدراسة العملية والتطبيقية ،والميدانية ،والبحثية. إن جامعة تعز تحتاج إلى الكثير والكثير.. مما يتوجب على الحكومة.. والتي يجب أن تعنى بكل الجامعات بموازنات تغطي احتياجاتها ومتطلباتها العلمية مثل: تجهيزات الكليات العلمية بالمعامل والمختبرات الكافية لاستيعاب كل الطلاب واتاحة الفرصة أمامهم للدراسة العملية والتطبيقية.. وهذا يعني أن تكون لكل كلية علمية ،وقسم علمي ،العديد من المعامل المجهزة بكل متطلبات قيام الطالب بالتجريب والتطبيق العملي واكتساب الخبرة العملية.. التي تجود من تعليمه وتأهيله وترفع من مهارته وخبرته ،وتمكنه من البحث والدراسة في مكتبات تتوافر فيها المادة المرجعية بالعدد الكافي سواء في المكتبة العامة أو المكتبات الخاصة التي تتبع كل كلية.. وهكذا يجب أن يكون هناك العديد من معامل الطب ،والهندسة والحاسوب.. مجهزة بالامكانات اللازمة والكافية لممارسة الطالب العملية «كل طالب» بالقدر الذي يكسبه.. أما كلية التربية فهي بحاجة للعديد من الورش التي تتوافر فيها كل انواع الوسائل التعليمية التعلمية وأجهزة العرض ،ومواد واداوات صنع الوسائل.. وغير ذلك مما يحتاجه الطالب ،ولما يؤهل الجامعة لاخراج طلاب مؤهلين بالعلم والكفاءة والخبرة العملية والتطبيقية. أيضاً جامعة تعز.. وكل الجامعات اليمنية تحتاج إلى عدد من الحافلات ،وعدد من الباصات الكبيرة.. واعتمادات وقود ،وبدل سفر لهيئات التدريس ،وبدلات سكن للطلاب وذلك للقيام بالرحلات والزيارات العلمية ،والبحثية ،والدراسية للكليات العلمية علوم هندسة«كزيارة قسم الجولوجيا للأقاليم التضاريسية والصخرية وزيارة قسم الجغرافيا للأقاليم الطبيعية والبشرية والبحرية ،وزيارة قسم الكيمياء للصناعات المختلفة ،وهكذا قسم التاريخ للأقاليم الأثرية.. و.. و..إلخ. إن اكتمال دور الجامعة لايمكن أن يتحقق إلا بهذه النشاطات التجريبية والتطبيقية والبحثية ،والدراسة الميدانية.. وهي من الضرورات الجوهرية لتأهيل الانسان.. وإن ظلت جامعة تعز على حالها.. دون الدور السالف ذكره.. فإنها لن تزيد عن مؤسسة لاخراج كثبة لاغير.. لايرجى منهم احداث التحول في البلد.