ليست من المصادفات العجيبة أ ن يتم اغتيال المناضل طه ياسين رمضان في هذه الأيام بل هي رسالة غير نظيفة تعبر عن فشل للمشروع الصهيو أمريكي ولذلك جاءت الرسالة متزامنة والذكرى الرابعة لغزو العراق واحتلاله ، ذكرى الخزي والعار .. ذكرى انكشاف المخبأ ، وظهور المستور في السياسة والاستراتيجية الصهيو أمريكية والتي بدت واضحة جلية بجبروتها وطغيانها ودمويتها واستباحتها لكل الحقوق والكرامات والحريات ، وظهر جلياً أن ليس هناك من كرامة ، ولا حرية ولا حق في عيش آمن ومستقر إلا لمن ينتمي للصهيو الأمريكية ، وكل من يخاصمها فهو يخاصم الإنسانية ، ويخاصم الحرية ويعتدي على حقوق الإنسان .. كل هذه الحقائق كانت تختفي وراء شعارات زائفة ، تستعمل لاستمرار هذا الزيف كل مساحيق التجميل ، وديكورات الضلال والتضليل. وهاهي العراق بعد أربع سنوات من الاحتلال تعيش نزيفاً دائماً للدم العراقي الطاهر، وتعيش حالة من الخوف الدائم ، وحالة من الحرب الطائفية القذرة وقوافل دائمة من الهجرة والتهجير لأبناء العراق الشرفاء ، واغتيالات دائمة لأحرار العراق وعلمائه ، ومفكريه سلسلة مستمرة من إرهاب الدولة الأقوى في العالم .. بعد أربع سنوات والطائرات الحربية مازالت تغطي سماء العراق ، والدبابات والآليات العسكرية تحتل أرضه شوارعاً وأزقة ، والجنود المدججون بالسلاح المتطور والفتاك ينتشرون في كل شبر من العراق على اليابسة والماء ، وفي الأزقة والشوارع وأسطح المساجد والمنازل .. والذي يعني أن المقاومة أقوى وأشد من الطغيان . فبعد أربع سنوات من الغزو لم يتحقق على الأرض العراقية سوى الدمار ، وكل ما كان يقوله الأمريكيون قبل الغزو صار سراباً لأنه كان كذلك فالغزو جاء تحت شعار من أجل «حرية العراق» .. وأتضح أن المقصود بهذا الشعار هو تحرير العراق من العراقيين وتحرير العراق من موارده، وتحرير العراق من سيادته ، وتحرير العراق من استقلاله ، وتحرير العراق من تماسكه ووحدته الوطنية ، وهويته القومية والإسلامية. إنهم لم يحققوا الحرية التي أوهموا بها العالم ظلماً وعدواناً ، ولكنهم حققوا تلك الحرية التي لم تبق للعراق ما يحتفظ به كقطر عربي مستقل ، وأرض عربية حرة. والمؤسف أن تظل هذه الأكذوبة الكبرى حرية العراق ذات صيت وشيوع ،، مع شلال الدماء المتدفق في العراق وحال الدمار الذي لم يتوقف. وفي ظل هذا النزيف والدمار والعدوان تستمر اغتيالات رموز العراق الوطنيين في ظل صمت وغفلة عربية ، فاليوم تغتال أيادي الإثم والعدوان مناضلاً جسوراً ، وبطلاً صامداً ، وقامة عراقية كبيرة ، وعقلية اسهمت بكل جهد في التخطيط الحضري والتنمية الريفية للعراق قطراً وإنساناً ، وشخصية وقفت بكل رجولة في ساحات الدفاع عن الأمة ، وحقها ورسالتها ، وكانت طوداً شامخاً على البوابة الشرقية ، التي تتباكى قوى الظلم والعدوان اليوم أنها تهدد المنطقة وتهدد أمنها واستقرارها.. ولم يتذكر مع ذلك أحد حارس البوابة الشرقية. فإلى جنة الخلد أيها الشهيد المناضل ، عشت وطنياً وقومياً مؤمناً ومخلصاً ، واستشهدت على المبادئ ، وكم هو جميل أن يتوارى جسدك الطاهر في جوار الأجساد الطاهرة للشهداء وعلى رأسهم الشهيد الرمز البطل صدام حسين الذي رافقته في مسيرة التحرير والبناء، وعشت معه في أجواء المحنة وتفاصيلها وأخيراً رحلت معه إلى حيث نسأل الله ان يتقبلكما في الفردوس الأعلى من الجنة وكل رفاقكما الشهداء في فلسطينوالعراق ، وكل دروب الحرية في كل بقعة عربية وإسلامية. والله من وراء القصد