يتضح من القواعد التي أسسها أعداء المستقبل بالأمس ويستكملون بناء نسيجها اليوم لكي تصبح واقعاً غداً وبعد غد والهدف أن تصبح التنمية والاستقلال والوحدة من الأمور غير الممكنة. ليس من مواطن شريف، مهما كانت هويته السياسية ومهما كان رأيه أو موقفه من الرئيس/علي عبدالله صالح، إلا ويفهم دون أي تساؤل وغموض لماذا تقاد تلك الهجمة الجهنمية ضد الوطن ؟يفهم ذلك لأن البرنامج الانتخابي للرئيس صالح وضع نفسه في موضع الصدام السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بل الثقافي، ضد الفساد الذي عمل على تدمير الشعب اليمني مستهدفاً أرضه وعقله وما فيه من تاريخ الأمس والحاضر والمستقبل. وكان فخامة الرئيس إزاء ذلك، يعمل في سياق متصل ومتواصل من العمل وفي سلسلة مترابطة حلقاتها، وعلى جسر يمتد من العام 1978م وحتى يومنا هذا من أجل تجفيف كافة المستنقعات الموبوءة والمتمثلة بشتى أصناف الجراثيم النفسية والذهنية التي كونها النزاع الحزبي والمذهبي، لذلك فان أعداء التنمية والاستقرار لم يكفوا عن رهانهم أو بالأحرى .. عن محاولاتهم لخلق ثورة مضادة تلعب لعبة الضرب على أوتار الغرائز الضيقة بهدف تعطيل التنمية والتطلع نحو المستقبل. ونحن لسنا هنا أمام موقف لجرد الحساب ولكننا نتساءل عن أسباب بعض المواقف الحزبية وبعض الجمعيات المتلعثمة إزاء ما يجري .. أليس الوقوف أمام برنامج الرئيس وإعاقته يعد «جريمة» ؟ أليس المستقبل أضحى تلونه دماء الضحايا في مشهد لن تماريه العين ؟ ، أليس ذلك جريمة مرتكبة من قبل الذين لا يريدون التغيير ؟ أليس هؤلاء يحاربون هزيمتهم في مجتمع يتطلع إلى المستقبل. إن اعداء الوطن وأعداء المستقبل ليسوا في جبال صعدة فحسب ، انهم داخل الثقافة الممتدة خارج الحدود اليمنية وهم داخل الأفكار الدينية المتخلفة ويقطنون داخل الكلام المنمق الذي يوهم السلطة انه معها وهو يقف في حقيقة الأمر ضدها .. إن اعداء الوطن يختبئون عن الحقيقة وتعجز افواههم وحناجرهم عن الافصاح بما تجيش به نفوسهم في الوقت الذي تحصد أياديهم الحاملة للخناجر والبنادق والقنابل أرواح الأبرياء من اخوانهم وبني عشيرتهم، وتمتد لكل إنجاز لتعمل على تقويضه وتوسع من دائرة الفساد المالي والإداري .. هناك اعداء لبرنامج الرئيس يتواجدون داخل الجهاز الإداري للدولة وهم أجبن من المواجهة وأجهل من معرفة الحقيقة وأضعف من القدرة على قول كلمة حق .. هناك تيار نما وترعرع على الفساد ، هذا التيار يريد تحويل برنامج الرئيس إلى ركام من الانقاض واشلاء من الجثث يريد تدمير مشروعات التنمية والاعمار وإعاقتها. لقد أدركوا ان البرنامج يبحث عن العيش الكريم والحياة الحرة السعيدة لجموع الناس ويبني وطناً عزيزاً موحداً يحمي الخائفين ، ويطعم الجائعين ، ويرهب المعتدين فأرادوا الديمقراطية ان تتحول إلى حوار بالبنادق ، لقد افزعهم كثرة الجموع التي أفسحت المجال أمام فخامة الرئيس من أجل ان يتخذ ما يجب اتخاذه من أجل رفعة الوطن وعزه وتقدمه ، ما يذهلنا اليوم ، وأكثر ربما من أي وقت مضى ، نوع من الضياع إزاء واقع مشحون ومليء بالمؤامرات على هذا الشعب ، واللافت ان لا أحد يجهل مثل هذه المخاطر فالكل يدرك معانيها وأبعادها ، حتى ان ابسط مواطن قادر على تحليلها بما يفوق تحليل السياسيين الخبراء ، ولكن ، لم تظهر مع ذلك كله أية مبادرة عملية أو حتى علامة للخروج من هذا المأزق ، بل ما برز هو شيء غريب لافت للنظر .. لقد تسارعت الكتابات والبيانات وكأنها في سباق محموم ، من أجل تحميل السلطة ما يجري امعاناً في الانتقام من مشروعها المستقبلي .. إلى هذا كله ، مازالت المعارضة السلفية بروحها والحديثة بتعبيرها تفعل فعلها في تفريغ كل ماله علاقة بمفرداتنا الوطنية وكل حلم من أحلام المستقبل .. وتعمل دائبة للاستيلاء على اهتمامات لا تنتمي إلى أي شرط من شروط العلاقة مع الحاضر والمستقبل وانما تغرق الأجيال داخل بنية من التناقضات القديمة والبعيدة عن مجرى التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وتصرفها عن تحليل ما يحدث وتضعها أسيرة لأفكار بلهاء وعمياء تقودها نحو مصائر تعتمد على تقسيم الغنائم والمناصب. أوليس هذا هو أخطر الاستهدافات لليمن الجديد، حين نلحق الهزيمة في تطلعات أجيالنا القادمة وأحلامها؟ أوليس واقعنا كما نعيشه في ظل صمت المعارضة وتضليل الحقيقة من قبل تجار الحرب هو الذي يجعل مستقبلنا ينوء تحت وطأة زلازل متعاقبة لن تنتهي مادمنا نكره المستقبل ؟ وبانتظار ان يكتشف الجيل القادم عظمة إنجازات الرئيس «المستهدفة في ذاتها» أو أن يمارسها فعلينا ان نكتشف نحن أولئك المزايدين وخاصة أولئك الذين يعطون للصراع بعداً دينياً ويفصلونه عن أبعاده الحقيقية ، لاشيء يمكن ان يكون بديلاً لليمن الجديد سوى الشظايا والمديونية الأمنية والحضارية التي لن يتمكن أحد من سدادها بعد أن تتفاقم فواتيرها وفوائدها في جيوب أعداء المستقبل.