إن الإجابة عن السؤال المحوري المطروح في الشارع اليمني قد لا يكون بالأمر السهل، نظراً لما للموضوع من ملامسة لواقع وحياة الناس؛ ولكون المسؤول عنه يمثل حجر الزاوية في التغيير المنشود، ولب الحكمة اليمانية الضائعة التي نبحث عنها في وعي وتفكير وأمانة وضمير حكوماتنا اليمنية المتعاقبة. ترى هل نلقى حكمتنا الضائعة في الحكومة الجديدة التي يرأسها الدكتور/علي مجور، ونشد أحزمتنا، ونراهن معه وأعضاء الحكومة على «يمن دون فساد» دون أن يتحول هذا المفهوم إلى محرقة جديدة لجهود وتطلعات المجتمع اليمني الذي شعر بقليل من الارتياح وعاد يحلم بوطن يقدس النظام والقانون وليس فيه مكان للهبارين والمحتالين وميتي الضمائر؟!. إننا في حالة من الانتظار والترقب لبرنامج حكومتنا الجديدة، والذي سيكون في اعتقادي برنامجاً وخطة عملية للبرنامج الانتخابي الذي التزم به الأخ الرئيس أمام الناخب اليمني الذي أعطاه صوته ومنحه ثقته، ومازلنا نراهن على أن البرنامج سيتحول إلى مشروعات ومنجزات مادية ومعنوية، وسيعزز أمن واستقرار ورفاهية وتنمية الإنسان اليمني. من خلال الكلمة التوجيهية لفخامة الأخ الرئيس في أول اجتماع للحكومة الجديدة يلمس المتابع المرارة التي نكابدها جميعاً بسبب ما وصل إليه الفساد من نخر للوعي والضمير، وتسببه في إرهاق البلاد والعباد، وتحوله إلى قوة تخريبية تتعمد الفتك بإمكانيات وطاقات وسمعة اليمن. وقد كانت عبارات فخامة الرئيس واضحة وصريحة وليس فيها لبس فيما يخص محاربة الفاسدين، ووضع خطة محكمة لتصيّد الأفاعي الكبار الذين يعتقدون أنهم أصبحوا في مأمن من القانون وفوق إمكانيات وقدرات وقوة ومنعة الدولة، وعقاب ومحاسبة المجتمع، وعدل وقصاص المولى عز وجل. كانت كلمة الأخ الدكتور/علي مجور، رئيس الوزراء مكملة لما قاله فخامة الأخ الرئيس وفاتحة خير في أول مواجهة له مع المجهول الذي نتمنى من الله أن يكون صارماً وقادراً على تشخيص الخلل ومعالجته؛ وألا تستقطبه الأمور الجانبية عن معركته التي نراه أهلاً لها، وقد تم اختياره بعناية ليكون في المحك، وهو في اعتقادي واعتقاد الكثيرين رجل المهمات الصعبة. ثمة قراءة لكف الحكومة الجديدة وما ينبغي عليها فعله، وهل من رؤية ستلد معها تكون بمثابة الأمل المتجدد عند المواطن البسيط الذي أرهقته البرامج والآليات غير المدروسة؟!. مع تقديري للحكومة الجديدة، أرجو أن تنزل من الأبراج العالية لتعايش نبض الشارع وهمومه وواقعه بمصداقية. ولا نطالبهم بالمعجزات وإنما باحترام وتقدير الأمانة التي تحملوها.