التقى رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجوَّر- ومعه أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من فخامة الأخ رئيس الجمهورية بالحوار مع شباب جامعة صنعاء -أمس مجموعة من ممثلي الشباب المعتصمين أمام بوابة الجامعة. حيث استمعت اللجنة إلى قضايا الشباب والتحديات المختلفة التي تواجههم وتحد من الاستفادة من طاقاتهم الخلاقة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإدارية والاجتماعية في ميادين البناء والتحديث في يمن ال 22 من مايو المجيد، ونظرتهم إلى مبادرة فخامة الأخ رئيس الجمهورية للإصلاح السياسي وتوجيهاته بشأن إنشاء صندوق لدعم المتخرجين من الجامعات والكليات والمعاهد العليا، وكذا توظيف 25 بالمئة من المتخرجين المسجلين في وزارة الخدمة المدنية حتى نهاية عام 2010م. .وتحدث رئيس الوزراء إلى الشباب المشاركين في اللقاء. منوهاً إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية- للشباب وحرصه المستمر على النهوض بواقعهم ودورهم في خدمة وطنهم وأمتهم ومواكبة تطلعاتهم في شتى نواحي الحياة ..واستعرض الدكتور مجوََّر جملة التحديات والمخاطر التي تواجه الوطن خلال المرحلة الراهنة والتي تتطلب تضافر جهود أبنائه وفي المقدمة الشباب أمل الأمة وعنوان تقدمها وازدهارها. محذراً من المخاطر المتعددة التي يواجهها الوطن في المرحلة الراهنة والتي تهدد أمنه وسلامة وحدته الوطنية وضرورة وعي الشباب بها وتأكيد فعلهم الايجابي في التصدي لها . وأضاف :«نحن جميعاً ننشد التطوير والإصلاحات في كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والإدارية ومكافحة الفساد ». وأشار الدكتور مجور إلى مسيرة الإصلاحات التي يتم تنفيذها في إطار أجندة الإصلاحات الوطنية، والتي تشمل إلى جانب الإصلاحات الاقتصادية تطوير النظام السياسي عبر التعديلات الدستورية التي تستهدف تطوير النظام الانتخابي وإقامة نظام الغرفتين التشريعيتين وتأكيد دور المرأة في الحياة السياسية وتعزيز نظام اللامركزية المالية والإدارية. وعبر رئيس الوزراء عن تفهم القيادة السياسية لقضايا الشباب وحرصها على معالجتها في حدود ما هو متاح من إمكانيات، ولاسيما ما يتعلق بتوفير فرص العمل وسبل العيش الكريم لهم. مؤكداً على حق الشباب في التعبير عن قضاياهم ومطالبهم المشروعة بالطرق السلمية وبرؤية واضحة تكفل الحوار الإيجابي الذي يفضي إلى إجراءات عملية تترجم تلك التطلعات المشروعة. ولفت الدكتور مجور إلى الدور المحوري للاستثمار في استيعاب الشباب وتوفير فرص العمل لهم.. موضحاً أن من أهم مقومات جذب الاستثمار هو الأمن والاستقرار وخلق البيئة الجاذبة التي من الصعب توفيرها في ظل ما يسمى بالفوضى الخلاقة التي يسعى البعض إلى تكريسها وتقليد بعض دول المنطقة في هذا الأمر دونما مراعاة لخصوصية الوضع الاجتماعي للشعب اليمني. وتحدث الطلاب المشاركون في الاجتماع من المعتصمين أمام جامعة صنعاء.. معبرين عن تقديرهم وامتنانهم لهذا اللقاء الحواري الذي يجمعهم برئيس الحكومة وعدد من الوزراء. مستعرضين أبرز قضاياهم وتطلعاتهم، والتي تتمثل في توفير فرص العمل للخريجين منهم وكذا تثبيت المتعاقدين، فضلاً عن إيجاد البرامج الشبابية العلمية الكفيلة بتنمية وعي الشباب وتحقيق مشاركتهم الفاعلة في خدمة وطنهم وأمتهم، بالإضافة إلى تعزيز مبدأ تكافؤ الفرص في العيش الكريم والحصول على الوظيفة والخدمات التعليمية والصحية ومعالجة الاختلالات المنهجية والإدارية والنظم التعليمية في التعليم العام والجامعي، وكذا الاهتمام أكثر بالبحث العلمي كأساس لتطوير المناهج وإيجاد الحلول لمختلف القضايا وتعزيز جهود مكافحة الفساد وتقديم الفاسدين إلى العدالة، إضافة إلى سرعة استكمال التحقيقات لكشف ملابسات الحوادث المؤسفة التي شهدتها بعض المحافظات خلال الأسابيع الماضية. ولفت الشباب إلى قيام بعض القوى السياسية باستغلال اعتصامهم لأهداف سياسية بعيدة كل البعد عن مطالب الشباب الحقيقية التي تجمعوا من أجلها، وإسماع صوتهم للقيادة السياسية للتجاوب معها في إطار الشرعية الدستورية.. مطالبين بالتسريع بإجراءات تنفيذ التوجيهات الرئاسية بشأن التوظيف وإفساح المجال أمامهم للمشاركة في برنامج التوظيف الذي وجه به فخامة رئيس الجمهورية وفي التواجد الفاعل في مختلف الأطر المؤسسية المعنية بالشباب، بما يمكنهم من التعبير عن قضايا وتطلعات الشباب على النحو المنشود. وأكدوا ضرورة التوسع في إقامة الأندية والمنتديات الشبابية والرياضية، والعمل على تقييم وضع الأندية والمنتديات الحالية في اتجاه إحداث التغيير المطلوب الذي يعزز ويطور من دور هذه الجهات في خدمة الشباب وتوعيتهم واستثمار طاقاتهم بالمفيد لصالح مجتمعاتهم ووطنهم. وعقب رئيس الوزراء على أطروحات الشباب.. مجدداً التأكيد على وقوف الحكومة مع قضايا الشباب المختلفة وسعيها الدؤوب لترجمة التوجيهات الرئاسية بمعالجة تلك القضايا. وقال:«إننا نقدر درجة الوعي التي وصل إليها شبابنا، والتي جسدتها تلك الأطروحات». منوهاً بالمستوى المتطور الذي وصلت إليه التجربة الديمقراطية اليمنية، والتي مثلت انتخابات 2006 الرئاسية أبرز تجلياتها في ظل حالة التنافس غير المسبوق ليس على المستوى المحلي وإنما على مستوى المنطقة العربية.. لافتاً إلى الإصلاحات الجديدة لتعزيز وتطوير هذه التجربة الناشئة. وتطرق الدكتور مجور إلى مشكلة البطالة.. مجدداً التأكيد على أن هذه المشكلة لن تحل عبر الاعتصامات، وإنما عبر الحوار، ومن خلال تهيئة الأجواء الآمنة أمام المستثمرين.. مشيراً إلى الدور المناط بصندوق دعم خريجي الجامعات والكليات والمعاهد العليا، والمتمثل في تأهيل وتدريب الشباب، بما يفسح المجال أمامهم للانخراط السريع في سوق العمل المحلي والإقليمي. وقال:«لا مانع لدينا في إشراك الشباب في لجان التوظيف لتأكيد الشفافية في عمل هذه اللجان». مشيراً إلى أنه وفيما يخص الفساد فإن هناك آلاف الملفات المحالة إلى نيابة الأموال العامة للتحقيق مع أصحابها على طريق اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم. ولفت رئيس الوزراء في نفس الوقت إلى حجم القضايا التي تم البت فيها خلال الفترة الماضية، والتي أدت إلى استرجاع الدولة لمئات الملايين من الريالات.. مؤكداً أن الحكومة تعمل جاهدة للقضاء على الاختلالات الإدارية، بما في ذلك الجوانب المتعلقة بالتوظيف والابتعاث، وكذا التدقيق المستمر في حالات الضمان الاجتماعي. وخلص اللقاء إلى تشكيل فريق تواصل مع بقية الشباب يضم وزيري التعليم العالي والبحث العلمي والتربية والتعليم، والشباب المشاركين في هذا اللقاء، لاستلام مقترحات وآراء الشباب بشأن معالجة قضايا الشباب المعتصمين، على أن يتم بلورتها عبر أربعة محاور تتمثل في: المحور السياسي والمحور الاقتصادي، والتحديات التي تواجه الوطن، والمحور الثالث معالجة مشكلة البطالة، والرابع يتعلق بالبعد الاجتماعي للشباب في خدمة قضايا المجتمع، وبحيث يتم مناقشتها على نحو موسع، وبحضور أكبر للشباب غداً الإثنين في جامعة صنعاء. حضر اللقاء نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي، ووزير التربية والتعليم الدكتور عبدالسلام الجوفي، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور صالح باصرة، ورئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد طميم، وعضو مجلس النواب ياسر العواضي، وعدد من المسئولين بالجامعة.