في ظل أوضاع ملتهبة يطأ الرئيس/علي عبدالله صالح بقدميه ساحة المكتب البيضاوي في واشنطن لتناقش الإدارتان الصديقتان الأمريكيةواليمنية نتائج مؤتمر فرص الاستثمار في اليمن، والوضع الدولي والإقليمي.. والأصدقاء الأمريكيون منذ أن شرعوا في التعاون الثنائي مرتاحون إلى تطور الديمقراطية في اليمن، ومطمئنون لمستوى التعاون الأمني في مجال مكافحة الإرهاب، ويشجعون على الاستثمار في اليمن، انطلاقاً من اعتبار اليمن ذا بعد استراتيجي، ومن الخسارة العامة عدم الاهتمام به أو الاستفادة من الفرص المتوافرة فيه، لذا لابد لليمنيين أنفسهم قبل المستثمرين العرب والأجانب كسب هذه الفرص وتنميتها والاستفادة من مزاياهم ومميزاتهم. وبالعودة إلى تاريخ الزيارات التي زار فيها الرئيس الصالح الولاياتالمتحدة وما أعقبها من نتائج إيجابية، فمن شأنه بعث التفاؤل على ما قد تبلغ هذه الزيارة من مستوى يعمق علاقات الصداقة. ففي يناير/كانون الثاني90م، كان الترحيب الأمريكي بالوحدة بين الشطرين اليمنيين مدخلاً لقناعة راسخة بأهمية الحفاظ على هذا التوحد وإحباط محاولات الانفصال، وتشجيع التجربة الديمقراطية ضماناً وصوناً للوحدة. ومستوى التعاون لما يكن في شأن الديمقراطية داخل اليمن فقط، بل تعداه للمسائل الخارجية بالحث على حل الخلاف الحدودي اليمني السعودي في عام 2000م عقب الزيارة في أبريل/نيسان 2000م، وهذا يعود بالذاكرة إلى عام 1969م عندما أوصى الأميركيون بعض دول المنطقة عبر وسيط إيطالي للإعلان عن الاعتراف بالنظام الجمهوري في صنعاء، ومن ثم زيارة وزير الخارجية الأمريكي وليم روجرز لصنعاء عام 72م التي فتحت مجالاً للتعاون في بعض مجالات التنمية. أما الزيارة الثالثة فهي في أواخر 2001م بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول التي هزت العالم، فكان من طيب ثمارها تجنيب اليمن ضربة عسكرية أمريكية. والزيارة الرابعة في يونيو 2004م عندما شارك اليمن في اجتماعات قمة الثماني ب«سي آيلاند» إلى جانب عدد من دول آسيا وأفريقيا؛ فنتج عنها الاجتياز اليماني لاختبار قيادة المنطقة في قمة الثماني. والزيارة الخامسة في نوفمبر 2005م التي توقع بعض من المحللين أن تكون الزيارة الأخيرة فيما عدّت محطة لزيارات قادمة ومتكررة شجعت في مواضيعها وجدول أعمالها على تأهيل اليمن للانضمام إلى صندوق الألفية. وهذه الزيارة السادسة في ظل الحديث (الاستثماري) بتشجيع من المناخ اليمني، لا شك في أنها ستفضي إلى نتائج إيجابية في كافة المستويات والأصعدة والحسم لأي من القضايا العالقة. ولا غرابة في أن يحمل الرئيس إلى الإدارة الأمريكية ملاحظات أو رسائل عربية لقياس الاستجابة الأمريكية لها قبل التطرق المباشر إليها، وكذلك لتأكيد وحدة الموقف العربي تجاه هذه القضية أو تلك.