كغيرها من المدن التاريخية الموغلة في القدم والحضارة ..كانت عدن ولا تزال تحظى باهتمام بالغ لموقعها وتفردها في المنطقة من حيث المكان والزمان وعراقة الوجود. فهي قد جذبت التجار والساسة والاقتصاديين والشعراء إلى جانب السكان الأصليين من صيادين وتجار خلص وكانت طوال فترات التاريخ وحقبه المختلفة القلعة الحصينة التي تصد الغزاة وتذود عن أهلها بتكاتفهم وحبهم وحرصهم على أن لاتقهر أبداً! عدن هي جنة حقيقية ولها في العقول والقلوب سحر طالما ترك أثره على الحياة سواء لليمانيين أم العرب أم لأولئك الوافدين وحتى الغزاة الذين تمكنوا في حقب تاريخية معينة من دخولها والحلول فيها سنوات طويلة..إلى أن تمكن الشعب من التخلص منهم نهائياً! هذه عدن..عدن صيرة ،القلعة الصامدة الشامخة .. هذه القلعة التي تضاهي قلعة القاهرة«هنا في تعز» من حيث الشموخ والعلو وسمو الموقع والمقاومة الباسلة.. إنها صيرة التي صدت الغزاة البرتغاليين في فترة زمنية عندما حاول الفونسو غزوها،وولى هارباً مذعوراً رغم دخول جيوشه إلى أحياء المدينة،لكن ثبات المقاومة من جبال شمسان والتعكر والمنصوري مكن من هزيمة البرتغال وولوا يلملمون أشلاء جنودهم مهزومين مدحورين، لقد انتصر المقاومون في قلعة صيرة وسجلوا انتصاراً لهم وللمدينة بفضل القلعة الشامخة إنها صيرة..صيرة التي هي وجه عدن وعروسه الجميلة .. صيرة التي عندما تشاهدها تشدك وتأسرك... ولكنك تذهل عندما تراها عن قرب ،ومن الداخل عندها ستجد عظمة الإنسان اليمني وقدرته على تحمل الصعاب وخلق روح الاستبسال والصمود...! صيرة مأثرة اليمانيين وعينهم على البحر،وشاهد تاريخي يحكي كفاحاً ونضالاً تحقق بفضله النصر..وشمخت صيرة وغدت في قلوبنا رمزاً للصمود والنصر.. إنها المعلم الذي ينبغي الاهتمام به وصيانته من حيث الموقع والداخل والمنظر الخارجي،فلا ينبغي لنا أن ننحت الجبل أسفلها ونشوه موقعها،كما لا ينبغي أن تقام مبانٍ أو ترميمات إلا من نفس الحجارة والمادة الجيرية المستخدمة في البناء كالطين والنورة وغيرها من المواد التي تشير إلى عراقة في تاريخ وحضارة تليدين! لننتبه إلى هذا العلم والمعلم الخالد،وأضم صوتي إلى صوت الزميل الغيور/عبدالسلام هائل تجاه آثار عدن خاصة واليمن عامة..فلعل في الذكرى فائدة وتذكير لمن يعنيهم الأمر..وأي تفريط أو إهمال سوف تلعننا عليه الأجيال لامحالة !