أي متابع للنشرة المحلية «التلفازية» يندهش من العدد الهائل لورش العمل، والدورات التدريبية في مختلف المجالات بغية تحسين الأوضاع، وإصلاح الاختلالات والقصور والسلبيات الإدارية والفنية، ورفع مستوى الأداء المالي إنفاقاً واستثماراً.. وكذا توظيف الإمكانات المادية توظيفاً أمثل، وتطوير الأداء بحيث يؤدي إلى الإنجاز والنجاح في تحقيق الأهداف بأقل تكلفة وأقل جهد وأقل زمن. لكن رغم الدورات والورش المكثفة والمتنوعة إلا أن الواقع يشير إلى أن الأوضاع لا تمضي إلى الأمام بقدر ما تراوح في مكانها في أحسن الأحوال.. أما الشكوى العامة هي أن الأوضاع تزداد تدهوراً وسوءاً بعد الدورات وورش العمل.. الأمر الذي يؤدي إلى القلق والخوف من استمرار هذه الدورات والورش، ويشعر الفرد منا مع تزايد السلبيات بعد الورش والدورات، أن هناك خللاً في هذه الورش والدورات مما يجعلها تنقلب إلى الضد.. وهذا لاشك يعود إلى العديد من الأسباب، نسرد هنا أهمها، وقد تكون إحداها سبباً في عدم جدوى ورش العمل والدورات.. وهذه أهم الأسباب : 1- أن التخطيط والتحضير والإعداد للمواضيع والتنفيذ للدورات لا يشتمل على آلية لاحقة للمتابعة وتقييم جدوى الدورات ومدى التزام وقدرة من شملتهم الدورات على توظيف ما تلقونه وتعلمونه. 2- قد تكون مواضيع الدورات بعيدة لا تعالج الإشكالات والسلبيات الموجودة في الميدان، وأن المستهدفين غير مؤهلين لاستيعاب الدورات. 3- قد يكون الحاضرون في الدورات من غير المستهدفين نتيجة لاختلالات في الترشيح للدورات والورش. 4- قد يكون من شملتهم ورش العمل والدورات من اللامبالين والمستهترين، خاصة في ظل غياب الرقابة والمحاسبة والثواب والعقاب. لذا فإعادة النظر في مثل هذه العوامل السلبية التي تفشل نجاح الدورات والورش وتضيّع جدواها.. فهذه الأسباب مجتمعة أو نصفها، أو أكثرها، أو إحداها، تقف وراء استمرار الأوضاع السلبية، أو تدهورها، وتزايدها رغم أنف الورش والدورات التأهيلية المكثفة والمتنوعة.