تعتبر الوحدة اليمنية صمام أمان الشعب اليمني والأمة العربية وأساساً قوياً يدعمه في التقدم نحو آفاق رحبة وطموحات طالما قد حلم بها، فبمجرد إعلان الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو1990م قطعنا أكبر الأشواط، وتأتي بعد ذلك المسؤولية الكبرى وهي الأهم مسؤولية الحفاظ عليها من كل ما قد يمسها من بعض العابثين وأصحاب النفوس المريضة الذين يرون كل الإنجازات بنظرة عكسية، ويبثون أفكاراً رجعية لا تمت إلى الدين والوطن والتاريخ بأية صلة.. فما يحدث من قبل الفئة الضالة في بعض مديريات محافظة صعدة التي مرقت عن النظام والقانون ومبادئ الثورة والجمهورية والوحدة عمل إجرامي وجبان لا ترضى به أية ديانة أو مذهب أو عرف. بل إن الناظر إلى حال هذه الفئة ليصطدم بكل ما تدعو إليه وما تعمله، لقد اتخذت هذه الفئة الضالة شعار «الموت لأمريكا.. الموت لاسرائىل» ستاراً لأعمالها الدنيئة والرخيصة والتي لو أمعنا النظر في أعمالهم لوجدناهم وكما قال أحد خطباء المساجد يوم الجمعة الماضية في حديث جرى بينه وبين أحد علماء محافظة صعدة حيث قال إنهم لا يدخلون المساجد إلا لترديد الشعار فقط، مع العلم أنهم يدخلون المساجد وهم دون طهارة، فكيف وصلت بهم الجرأة إلى أن يرتكبوا هذه الأعمال؟!. لقد بانت كل أهداف هذه الشرذمة الضالة للعيان، وأصبح الجميع يدرك خطورتها على الدين والوطن، فممارستها نشر أفكار تسيء إلى الدين الإسلامي الحنيف وحملها السلاح في وجه أفراد القوات المسلحة والأمن جريمة يعاقب عليها الشرع والقانون. والجريمة الأكبر منها هي قتل هؤلاء الأفراد الذين يسهرون على حماية وصون ممتلكات الثورة والوحدة والجمهورية دون مبرر، بل قد تعدى ذلك إلى قتل المواطنين والنساء والأطفال واستخدامهم دروعاً بشرية، وبهذا فقد خرجوا عن طاعة ولي الأمر التي أوجب الله الانقياد لها في قوله تعالى: (وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم) صدق الله العظيم. فهؤلاء قد خرجوا عن الطاعة وقتلوا النفس التي حرم الله قتلها، وارتكبوا أبشع الجرائم التي لا يرضى بها ضمير حي، فرغم كل الدعوات التي وجهها لهم فخامة الرئىس/علي عبدالله صالح - حفظه الله - لم يمتثلوا؛ بل قد كابروا ولم يقصر الرئيس معهم؛ فقد أمهلهم أكثر من مرة. وقد شاهدنا في الأسبوع الماضي وقائع مؤتمر علماء اليمن الذي ناقش هذا الموضوع وخرج بنتائج وتوصيات هامة عَّل الشرذمة الضالة تعود إلى صوابها، ولكن وكما يبدو أن هذه الشرذمة متعطشة للدماء ولن ينفع معها سوى الحسم العسكري، وهو الخيار الوحيد، والسبب هو عدم رجوعهم إلى جادة الصواب والجلوس إلى طاولة الحوار الذي لم يتوانِ فخامة الرئيس في أي وقت عن الرجوع إليها، بل قد جعلها هدفاً رئيسياً لحل أي نزاع، ويعتبر مبرراً كافياً للحسم عسكرياً وتطبيقاً لقول الله تعالى: «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتّلوا أو يصلبّوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، أو ينفوا من الأرض، ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم» صدق الله العظيم، فقد ارتكبوا كل ما ورد في هذه الآية الكريمة، وبقي أن يتم تنفيذ حكم الله فيهم. ان المسؤولية تقع على الجميع في الحفاظ على الوحدة من كل الأشرار والحاقدين على الإنجازات والتطورات التي تحققت، وبإذن الله سيندحر الخونة، وستبقى الثورة والوحدة والجمهورية رغم أنوفهم.