برزت المواقف اليمنية الواضحة والمبدئية الداعمة للسيادة اللبنانية ضد أعمال الإرهاب وبما يجنب سكان مخيم نهر البارد أية مخاطر باعتبار هذه المواقف تمثل رؤية يمنية واقعية تحرص على تجنيب أقطارنا العربية مغبة الوقوع في تداعيات خطيرة تلحق أفدح الضرر باستقرارها وأمنها. هذه الرؤية التي عبر عنها فخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح إنما تهدف أيضاً إلى عدم التساهل مع عناصر التطرف والإرهاب واحترام الشرعية الدستورية وحسن الضيافة التي تقدمها الجمهورية اللبنانية لأبناء الشعب الفلسطيني المتواجدين على أراضيها.. وهو ما يعني الحرص على أمن وسلامة واستقرار ووحدة لبنان وبسط سيادته على كامل أراضيه.. فضلاً عن تجنيب الأشقاء الفلسطينيين من سكان المخيم أية معاناة إنسانية، جراء هذه المحنة. إن هذه المواقف اليمنية القومية الثابتة والمبدئية حظيت باهتمام وتقدير الأشقاء على الساحتين اللبنانية والفلسطينية باعتبارها مواقف قومية تحرص على عدم الانزلاق إلى مخاطر الاقتتال وحفظ الاستقرار والأمن في أي من البلاد العربية التي يكفيها ما تعانيه من تحديات داخلية وما تعمله الدوائر الإسرائيلية والمتربصون بالأمن القومي العربي على تقويض حالات الاستقرار. وهذه المخاطر والتحديات تدعو إلى مزيد من اليقظة وبخاصة في صفوف قوى المعارضة التي ينبغي أن تكون حساباتها إزاء مثل هذه التداعيات محكومة بسقف الثوابت الوطنية وعدم الانجرار إلى مواقف قد تودي بالاستقرار الوطني وهو ما سينعكس على الجميع حكاماً ومعارضة.. وهي دعوة خالصة لأبناء الشعب اللبناني وقواه في هذه المحنة المحزنة.