اتصالات ومساع مكثفة قام بها يوم أمس الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مع القيادات اللبنانية والفلسطينية لاحتواء التطورات المؤسفة بمخيم نهر البارد وكانت اليمن ممثلة بقائدها تؤدي ما يمليه عليها ضميرها القومي تجاه أشقائها منطلقة من التزامها المبدئي الراسخ بوحدة الصف والتضامن العربي واستشعارا للخطورة المزدوجة لما يحدث في نهر البارد على الشأن اللبناني والقضية الفلسطينية يأتي التحرك اليمني لتمكين الإخوة هناك من تخطي هذا الطارئ وتجاوز الأزمة باقتلاعها من جذورها وما حدث من قبل جماعة متطرفة تتدثر بالإسلام ليس بينه وبين الدين الحنيف أية صلة أو أدنى علاقة نسب أو انتماء إذ لم يرع معروفا ويحافظ على آداب الضيافة أو يحفظ حقا من الحقوق الثابتة للمضيف ولم يراع المتطرفون حتى حقوق وضرورات النضال الفلسطيني وما يحيط بقضية الشعب الفلسطيني من تحديات خطيرة ترقى إلى الدرجة المصيرية ليتورطوا بذلك في واحدة من الأفعال المساعدة للعدو وكأنما يقدمون التسهيلات له ويوفرون له إمكانية التسريع بتحقيق? ?غاياته من حرب الإبادة التي يشنها ضد الفلسطينيين ولا يخرج هدف عصابة التخريب للعلاقات الفلسطينية اللبنانية كما دلت عليه تصريحاتهم عن السعي لخلق بؤرة جديدة للإرهاب في المنطقة إن لم يكن تحويل المنطقة برمتها إلى ساحةٍ للعمليات الإرهابية ووسط نُذُر الشؤم التي يحاول أعداء الأمة بثها في بلاد العرب يسطع المحيطان اللبناني والفلسطيني بالحقائق المضيئة للتوافق بل وحدة الموقف بين القيادات والمكونات السياسية والنضالية بين طرفي العلاقة المباشرة بما يحدث ويلتقي الجميع حول التأكيد الحازم على احترام حقوق السيادة اللبنانية والحرص على تفهم المعاناة الفلسطينية ودعم النضال المقاوم للعدوان الإسرائيلي والضامن لحق تقرير المصير في إطار قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ورسالة اليمن إلى إخوتها في كافة الدول العربية كما عبرت عنها وحملتها مبادرتها لوضع نهاية عاجلة لأحداث نهر البارد أن على كل العرب،دولا وشعوبا، أن يجعلوا من التحرك الفوري والإسهام الفاعل والسريع في إخماد أي بؤرة للتوتر في أية بقعة من الأرض العربية من أولويات وأسس العمل المشترك المترجم والمجسد لمبدأ الشراكة في الحياة الآمنة المستقرة وعلى كافة أبناء الأمة مغادرة مواقع الترقب والانتظار التي كانت وما تزال وراء العديد والخطير من النكبات والمخاطر التي أحدقت بقضيتها وأضرت بحقوقها جراء تأخر التفاعل ورد الفعل الفاعل إلى ما بعد تفاقم الأمور ويكون الأداء قد فقد كل جدوى وعلى أرضية الموقف السياسي المشترك بل الموحد في إدانة وتجريم ما أقدمت عليه عصابة التطرف والإرهاب يمكن البناء لخيارات وآليات الشراكة اللبنانية الفلسطينية لمواجهة واستئصال تداعيات نهر البارد من جذورها ومما يلزم الوعي لعربي العام ألاّ يستبعد على الدوام حدوث تطورات وتداعيات من النوع المؤسف والمدمر بعد كل حالة عربية إيجابية وموقف جاد وحازم تجاه قضية الصراع العربي الإسرائيلي وعملية إحلال سلام الحق والعدل في المنطقة كما تجلى في قمة الرياض العربية وأن يكون عمل حساب لاحتمالات خلق الصعوبات أمام المسيرة التضامنية العربية وتحديد كيفية التعامل معها جزءاً من المشروع السلمي العربي في المنطقة ولذلك ضروراته حتى لا تبقى الساحة خالية للألاعيب الصهيونية ومحاولاتها التدميرية