تحية للأخ محافظ تعز الذي يهتم الآن بإيجاد حل لمشكل المياه في هذه المدينة المزدحمة بالسكان والمزدحمة بالعطش معاً، فأربعة آبار انضمت إلى الشبكة الرئيسة لمقاومة العطش يومياً. غير أن لنا كلمة وهي أن هذه الآبار الأربعة حتى الآبار بعدد سبعين منها لا يمكن أن تحل المشكل.. لابد من حل استراتيجي، ولن يكون هذا الحل إلا بتحلية ماء بحر المخا، القريب من تعز. كما أن حلاً استراتيجياً آخر هو ضبط توزيع المياه في هذه المدينة بالعدل والإحسان، فهناك هدر غير معقول من قبل الذين يسيل الماء في أحيائهم المشهورة ليل نهار ومن قبل الذين لا تأتيهم الماء إلا قليلاً، ثم من قبل هذا التخريب والتكسير في الشوارع والحارات. إن مشكل الماء ليس في تعز وحدها ولكن في معظم المدن اليمنية يحتاج إلى أن تحشد له الدولة الجهود لمواجهته بحل معقول، فمسألة المياه ليست مسألة تلفيقية وإنما هي مسألة حياة أو موت. ولقد كان اليمنيون القدماء التفتوا إلى هذا المشكل، والحل الاستراتيجي الأمثل هو بناء السدود والحواجز المائية حتى لا تكاد تخلو منطقة يمنية من سد أو حاجز مائي. وكانت حكومة باجمال قد بدأت تنفق بعض المال بسخاء لإنشاء هذه السدود أو الحواجز، وترميم بعضها، ونرجو من الحكومة الجديدة أن تستمر بشكل أفضل في مواجهة هذا الموضوع الذي يهدد حياة الناس والحيوان والأرض. لابد من سياسة موازية لكل هذه الاقتراحات وهي سياسة أن تقوم الدولة ولو بالقوة واتخاذ آليات فعالة في سبيل ترشيد المياه، وأحسب أن وسائل الإعلام لابد أن تهتم بهذا الموضوع لتوعية الناس بأهمية مراعاة الاقتصاد في المياه وعدم العبث والإسراف فيها. لابد أن تقدم الدولة حلولاً جذرية.. فالآبار حلول موقتة معرضة للموت.