كثيرون من أطفالنا لهم لغة قبيحة، يتلفظون بها في الحارات والشوارع.. لغة أقل ما توصف بها أنها مؤذية لأنها بذيئة، تستخدم الصور البلاغية المعبرة والمفردات والتراكيب الصاعدة من قاموس البغضاء والتشنج والعدوان .. وما كان على عهدنا توجد هذه اللغة، ولو تميز بها أحد من السفهاء لقي من الناس إنكاراً وهجراً وطول قطيعة، فيحذر الآخرون ان يكون لهم هذا البذيء قدوة. وكان يفترض ان تكون لغة كثير من اطفالنا على درجة عليا من التهذيب والجمال والكمال مادامت المدارس قد قامت والمدرسون قد كثروا وأدوات الاتصال قد ملأت الأجواء. وصعد المنابر الخطباء الكثيرون على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم ، فما الذي يحدث الآن ؟!. لقد يشعر الذي يسير في الشارع أو الحي بكثير من الحرج وهو يسمع هذه الألفاظ الكريهة ترميها أفواه الأطفال في سن البراءة.. ولربما ترمي هذه الأفواه هذه اللغة في عرض الأم أو الأب، لا يلقي لها الطفل بالاً وربما لا يعرف لها معنى. والحق ان التربية سياق لا يمكن ان يتجزأ، هو سلوك داخل الأسرة وخارجها.. ولما شكا المدرس بذاءة طالب في الثانوية إلى مدير المدرسة، استدعاه المدير فلما حضر الطالب إلى الإدارة سب المدير والأستاذ كما سب والديه وتوعده ان هو أقدم على عقابه برد فعل منتقم !!. بدهي أن تكون هذه اللغة غير المحترمة سلوك بعض أبنائنا الأطفال ، فالمدرس لم يعد يهتم - غالباً - بالتربية.. بالجانب التربوي الذي كاد ان يتوازى مع العلم احتراماً لعبارة أو شعار : «التربية والتعليم» !! ولم تعد الأسرة معنية بسلوك أبنائنا على أي حال!!. ولم تعد مواعظ المسجد وخطبه ودروسه قادرة على خلق نمط سلوك اسلامي، والمسجد - غالباً - أصبح يهتم بالحزبية اكثر مما يهتم بالجانب التربوي.. خطب ومواعظ لا تصلح لا لدنيا ولا لدين ؟! مع ان المسجد لابد ان يقف عند هذا الأمر الإلهي : «وقولوا للناس حسنا» وعند هذا الأمر النبوي: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت» وتوجيه نبوي آخر : «وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟!» فأين المربون وأين الأسر التي تترك أطفالها هملاً ؟!.