صورة ..الحوثيون يهدّون الناشط السعودي حصان الرئيس الراحل "صالح" في الحديدة    آية في القرآن تجلب الرزق وفضل سورة فيه تبعد الفقر    على الجنوب طرق كل أبواب التعاون بما فيها روسيا وايران    ما هي قصة شحنة الأدوية التي أحدثت ضجةً في ميناء عدن؟(وثيقة)    العليمي يتحدث صادقآ عن آلآف المشاريع في المناطق المحررة    العليمي يكرّر كذبات سيّده عفاش بالحديث عن مشاريع غير موجودة على الأرض    رفع جاهزية اللواء الخامس دفاع شبوة لإغاثة المواطنين من السيول    مقتل مغترب يمني من تعز طعناً على أيدي رفاقه في السكن    انهيار منزل بمدينة شبام التأريخية بوادي حضرموت    وفاة الكاتب والصحفي اليمني محمد المساح عن عمر ناهز 75 عامًا    نصيب تهامة من المناصب العليا للشرعية مستشار لا يستشار    صور الاقمار الصناعية تكشف حجم الاضرار بعد ضربة إسرائيل على إيران "شاهد"    عاجل: انفجارات عنيفة تهز مدينة عربية وحرائق كبيرة تتصاعد من قاعدة عسكرية قصفتها اسرائيل "فيديو"    صورة تُثير الجدل: هل ترك اللواء هيثم قاسم طاهر العسكرية واتجه للزراعة؟...اليك الحقيقة(صورة)    نادي المعلمين اليمنيين يطالب بإطلاق سراح أربعة معلمين معتقلين لدى الحوثيين    وزير سابق يكشف عن الشخص الذي يمتلك رؤية متكاملة لحل مشاكل اليمن...من هو؟    الدوري الايطالي: يوفنتوس يتعثر خارج أرضه ضد كالياري    مبنى تاريخي يودع شبام حضرموت بصمت تحت تأثير الامطار!    رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    شبوة.. جنود محتجون يمنعون مرور ناقلات المشتقات النفطية إلى محافظة مأرب    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    تظاهرات يمنية حاشدة تضامنا مع غزة وتنديدا بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن في منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة مميز    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    تعز.. قوات الجيش تحبط محاولة تسلل حوثية في جبهة عصيفرة شمالي المدينة    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    لحظة بلحظة.. إسرائيل «تضرب» بقلب إيران وطهران: النووي آمن    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    العثور على جثة شاب مرمية على قارعة الطريق بعد استلامه حوالة مالية جنوب غربي اليمن    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور بامحسون يشارك بالمؤتمر الدولي للغة العربية ببحث ( مستقبل اللغة العربية في غير موطنها .. إندونيسيا أنموذجاً )
نشر في هنا حضرموت يوم 12 - 05 - 2013

شارك الدكتور عمر عبد الله بامحسون مؤسس مؤسسة الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين بالمؤتمر الدولي الثاني للغة العربية المنعقد في دبي بالإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من السابع من مايو الجاري وحتى العاشر من مايو .
وقد كانت مشاركة الدكتور بامحسون في المؤتمر ببحث بعنوان ( مستقبل اللغة العربية في غير موطنها .. إندونيسيا أنموذجاً ) .
موقع هنا حضرموت ينشر نص البحث للدكتور بامحسون :
قال الله تعالى
{ وإن جعلناه قراناً عربياً لعلكم تعقلون } الزخرف الآية 3
{ وكذلك أنزلناه قرآناً عربياً } طه الآية 113
{ بلسان عربي مبين } الشعراء الآية 195
{ وكذلك أوحينا إليك قرأناً عربياً } الشورى الآية 7
اليونسكو واللغة العربية
كانت اللغة العربية لغةً رسميةً معتمدةً في اليونسكو قبل تاريخ إدخالها ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل المقررة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ولجانها الرئيسية ، وفي 17 نوفمبر 199م وفي الدورة الثلاثين للمؤتمر العام أعلنت اليونسكو يوم 21 فبراير يوماً دولياً للغة الأم من أجل النهوض بالتنوع اللغوي والثقافي ، وفي 19 فبراير 2010م اعتمدت الأمم المتحدة لشؤون الإعلام قرارها القاضي بالاحتفال بيوم عالمي لكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة وحددت يوم 18 ديسمبر يوماً دولياً للغة العربية ، ثم كان قرار المجلس التنفيذي لليونسكو في دورته التسعين بعد المائة ضمن الأيام الدولية التي تحتفل بها اليونسكو .
المملكة العربية السعودية واللغة العربية
تقوم المملكة العربية السعودية على محورين هي من حددت العلاقة بين الدولة واللغة العربية ، فالموقع الجغرافي والحضور التاريخي هي عناصر التفاعل والتأثير ، وقد نصت المادة الأولى في نظام الحكم السعودي على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة ، وكان لهذا الأثر الفاعل دور في تعليم اللغة العربية على مستوى العالم الإسلامي والدولي ، فعملت الدولة على إنشاء العديد من الكليات والأقسام المتخصصة ، ويضاف إلى ذلك المعاهد والكراسي العلمية والمراكز المهتمة بتعليم اللغة العربية في عدد من دول العالم .
لذا كان من الطبيعي أن يصدر القرار المبارك من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ت بإنشاء مركز دولي يعُنى باللغة العربية في جميع أنحاء العالم ، وذلك في 23 رمضان 1429ه ، ليكون منارة دولية متألقة للعناية باللغة العربية ، ومواكبة لعالميتها .
من عهد دخول الإسلام لإندونيسيا إلى عهد الاحتلال الهولندي
دخول الإسلام
لقد سبقت الهجرة الحضرمية إلى إندونيسيا قبل ظهور الإسلام ، ويستنتج المؤرخون إنهم وصلوا إلى إندونيسيا قبل ظهور الإسلام ، واستمرت تلك الهجرة ووصلت ذروتها في العصر العباسي ، ونتيجة لتلك العلاقة أسس العرب الممالك في السواحل الشمالية لجزيرة جاوه وأسهموا في نشر الإسلام ، فقد كان كثير منهم من المقربين لسلاطين تلك الجزر وتزوجوا من بناتهم بل تقلد بعضهم السلطة وتوارثها بنوهم فكان لهم التأثير الحضاري والثقافي ما جعلهم في الصدارة .
وقد كانت ( آتشي ) هي أقدم منطقة في إندونيسيا هاجر إليها الحضارمة نظراً لموقعها في الطريق التجاري الذي يربط بين الصين والهند وشبة الجزيرة العربية ، فهي البوابة إلى بقية الجزر الإندونيسية ، فجاءها الحضارمة عن طريق سفنهم الشراعية فاستقروا فيها ونشروا الإسلام في ( آتشي ) أولاً ثم في جزيرة جاوه وغيرها من جزر الهند الشرقية ، وتوالت الهجرات الحضرمية إلى إندونيسيا وازدادت قبل دخول البرتغاليين لتلك الجزر واتسع نطاق تجارتهم فأمسكوا بزمام الملاحة والتجارة في البر والبحر فكانت مراكبهم التي بلغت أكثر من مائة مركب تمخر عباب البحار في جزر جاوه والهند ثم تعود محملة بالبضائع ، وظلوا على تلك الحال لعدة قرون حتى تأثرت مراكبهم الشراعية بسبب منافسة السفن البخارية .
ليس من شك إن هجرة العرب الحضارمة إلى آتشي وجاوه وما حولها من جزر الهند الشرقية هي أعظم هجرة من نوعها عرفها التاريخ الحضرمي ، فقد تميزت هجرتهم إلى الجزر الإندونيسية عن غيرها من الهجرات بما تمخض عنها من تأثير كبير في المجتمعات الإندونيسية لما طاب لهم المقام واستقروا فيها ، فقد ارتبطوا بعلاقات طيبة مع أهل تلك البلاد من الملاويين والجاويين وتصاهروا معهم مما زاد من عرى العلاقات بينهم وبين أهل البلاد فكان من ثمار ذلك دخول الإسلام إلى تلك البلاد فتلاشت ديانة بوذا وقام على أنقاضها الإسلام ، فكانت الهجرة الحضرمية إلى الهند وشرق إفريقيا وجنوب شرق آسيا من الأساس للبحث عن العمل والارتزاق وكانت سبباً لانتشار الإسلام لما اتصفوا به من الأمانة والصدق وحسن المعاملة والكلمة الطيبة وحسن المعشر ، ومن نتائج هذه الهجرة وأثارها وأهم ثمارها انتشار الإسلام وخدمة المذهب الشافعي وهو المدرسة الفقهية التي تميز بها الحضارم بوصفهم طلاب علم للفقه الشافعي ونشروه في أصقاع الأرض التي استقروا فيها .
ما قبل الاستعمار الهولندي
لقد كان ارتباط الحضارم بإرثهم الحضاري الإسلام ارتباطاً قوياً رغم بعد المسافات التي تفصل بين مهجرهم وبين موطنهم ورغم اختلاطهم بالمجتمعات الجديدة التي ارتادوها ورغم تعاقب الأجيال التي ولدت في المهجر من أمهات غير حضرميات ومن ذلك الارتباط القوي بالأصول والجذور وارتباطهم باللغة العربية وذلك من خلال تمسكهم بقيمهم وأرثهم الحضاري وتمسكهم بدينهم ، قلما يكن ذلك البعد الجغرافي عن حضرموت سبباً في فقدان هويتهم وذوبانهم بالكامل في المجتمعات الجديدة وبالعكس من ذلك فقد كان تأثيرهم على تلك المجتمعات في الهند وجنوب شرق آسيا وإندونيسيا بوجه خاص ، وقد كانوا يدرسون أبناءهم مبادىء اللغة العربية والقرآن الكريم في المساجد أو في بعض الدور وتطور الأمر لإنشاء الكتاتيب وتم إنشاء المدارس والمعاهد التي تدرس فيها اللغة العربية .
ومن المظاهر الإيجابية لتأثيرهم الثقافي في تلك المجتمعات مع ازدياد الوعي والتعليم وبالرغم من تحول التعليم في إندونيسيا إلى المدارس التي يتم التعليم فيها وفق برنامج تعليم أوروبية خلال الاحتلال الهولندي لإندونيسيا فأن شغف الإندونيسيون في تعليم اللغة العربية من أبناء اندونيسيا من خلال البعثات للأزهر الشريف والمملكة العربية السعودية وحضرموت ، كما زادت عدد المدارس والمعاهد التي تولي تعليم اللغة العربية اهتمامها .
فقد كانت البعثات الحكومية للطلاب والطالبات الإندونيسيين للأزهر الشريف والمنح الدراسية التي يحصل عليها طلابهم في جامعة أم القرى في مكة المكرمة والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وغيرها من الجامعات السعودية وافتتاح فرع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في جاكرتا ن وفتح فرع لمعهد أزهري في إندونيسيا ما أدى لرفع مستوى اللغة العربية لدى الإندونيسيين وغن كثير من الطلاب استفادوا من تلك البعثات والمنح الدراسية قد عادوا على إندونيسيا وعمل بعضهم في تدريس اللغة العربية .
كتابة اللغة الملاوية بالحرف العربي
كانت الهجرة الحضرمية إلى جنوب شرق آسيا للبحث عن العمل والارتزاق ونظراً لحسن علاقاتهم في مهجرهم مع الوطنيين أهل البلاد فقد اكتسبوا ثقة واحترام المجتمعات التي يعيشون فيها أينما عاشوا ، فانتشرت عنهم الأمثال الشعبية ( كن نملة تأكل سكر ولا تكن عقرباً فتقتل ) و ( يا غريب كن أديب ) وغيرها من الأمثال الشعبية ، فانتشر الإسلام اقتداء بسلوكهم ولطف تعاملهم وانتشرت ثقافتهم بين شعوب جنوب شرق آسيا ، وانتشرت مدارسهم العربية وصحفهم ونواديهم وجمعياتهم ، فقد كتبت اللغات الآسيوية بالحروف العربية تأكيداً لعمق تأثير ثقافتهم في شعوب تلك البلاد ، فقد جاء في كتاب ( شمس الظهيرة ) لمؤلفه العلامة السيد الشريف عبدالرحمن بن محمد بن حسين المشهور أن عبدالله منشي قال في كتابه " حكاية عبدالله " بلغة الملايو والحروف العربية قبل أن تنتشر الحروف اللاتينية وتطغى على بلدان المشرق ، فعندما جاء الاستعمار الغربي البرتغالي والهولندي تحولت كتابة هذه اللغات للأحرف اللاتينية ، كما احتفظ الحضارم بملابسهم العربية وعاداتهم وتقاليدهم ، فبمجرد ما تدخل بيت عربي مهاجر أو شارعاً من شوارع العرب في إندونيسيا أو سنغافورة او ماليزيا إلا وتجد الوجود لتسجيلات القرآن الكريم أو الأغنية العربية .
المدارس والصحافة والنوادي العربية
تأسست مدارس الخيرات عام 1904م ، كما تأسست مدارس الإرشاد عام 1920م ، والتحق بتلك المدارس أبناء المهاجرين العرب وتكونت من هاتين المدرستين مئات الفروع في أنحاء إندونيسيا وتتدرج هذه المدارس من مرحلة التمهيدي إلى مرحلة الثانوية وقد تخرج منها آلاف الطلاب وأسهمت في إعداد معلمي اللغة العربية والعلوم الشرعية ، ومما يؤكد توجه جمعية الإرشاد من بداية تأسيسها فقد تضمن دستورها نصاً بالعمل على نشر اللغة العربية في إندونيسيا .
كما أسهمت الصحف العربية في بداية القرن العشرين التي أصدرها العرب الحضارم في إندونيسيا وهي اكثر من عشرين مجلة وصحيفة بدور مهم في إثراء الثقافة العربية والحفاظ على الهوية العربية ونشر اللغة العربية في مجتمعهم ، حيث صدرت صحيفة الإقبال سنة 1917م ، وصدرت صحيفة الإرشاد في سرابايا عام 1920م ، وصحيفة الهدى عام 1921م ، وصحيفة حضرموت التي أصدرها محمد بن هاشم عام 1923م ، وصحيفة الذخيرة الإسلامية لأحمد سوركتي 1923م ، وصحيفتي ( الشعب الحضرمي ) و ( السلام ) سنة 1933م ، و ( الذكرى ) في 1939م ، و ( صوت حضرموت ) عام 1943م ، فضلاً عن العديد من الكتب والمؤلفات في الفقه والفتاوى والشعر والقصة فكانت تلك الصحف والمجلات والمؤلفات من الروافد المهمة للاحتفاظ باللغة العربية ونشرها بين العرب من الأجيال التي ولدت في إندونيسيا ، كما أتقن اللغة العربية بعض الإندونيسيين وبرعوا في قراءة القرآن الكريم وتلاوته بمخارج حروف سليمة تفوقوا بها على كثير من العرب .
وقد ذكر السيد الشريف عبدالرحمن بن محمد بن حسين المشهور في مؤلفه النفيس ( شمس الظهيرة ) بأن سلطان سومنب ( فاكوناتا نينغرات ) يحب الأدب العربي والجاوي فقد درس العلوم الإسلامية على السيد عبدالرحمن البيتي الذي قدم من حضرموت وتعلم في مكة ، وقد تأثر به عندما كان أميراً فاهتم بدراسة الحضارة العربية واستقدم العرب ليكونوا طبقة علمية وكان يتحدث العربية بطلاقة ولديه مخطوطات وكان متصلاً بالشيخ عبدالرحمن بن أحمد المصري والشيخ سالم بن سمير في جاكرتا .
العرب وحركة الاستقلال الوطني
على الرغم من مشاركة العرب مع إخوانهم المسلمين الاندونيسيين النضال في مقاومتهم للاستعمار البرتغالي والهولندي والياباني وتعرض الكثير منهم للسجن سواء إبان الاحتلال الياباني والهولندي ، وفي جزيرة جاوه الغربية قتل البرتغاليون عشرات الآلاف من السكان العرب والمسلمين ، كما تنكر سوكارنو لرفيقه محمد حتّى ومحمد ناصر وتنكر لدور العرب وطلب منهم تغيير أسمائهم فرفضوا ذلك وعلى رأسهم السيد العطاس وزير الخارجية الأسبق .
انهزام اللغة العربية
وقد طرأت الحروف اللاتينية من الغرب مع الاستعمار على أقطار الشرق ومنها جزر الشرق الأقصى ولم يتمكن الاستعمار من جعل الحروف المستوردة من الغرب بدلاً من الحروف العربية إلا في الربع الأول من القرن العشرين الميلادي .
وكانت الحروف العربية هي الشائعة وتسمى في سومطرا حروف ملايو وفي ملايا حروف جاوه ، وفي جاوه حروف فيكون وحروف عرب ، كما أن للغة العربية مكانتها وقداستها ، بها تؤلف الكتب غالباً وبالحروف العربية دائماً ، وقد تلحق بترجماتها بلغة الملايو التي تكتب بالحروف العربية ، بل كان العلماء يتراسلون بها ، وبها تكتب الإعلانات والنشرات وكل مسلم لابد وأن يتعلم قراءة القرآن ومعرفة حروفه من صغره .
يحدثنا التاريخ أن سلطان الملك الظاهر ملك فاسي يجيد اللغة العربية ن ويعقد مجالس العلم يحضرها العلماء ، وكان لملوك آتشيه كتبه يتلون ديوان الرسائل بالعربية ، ويطلق على رئيس الديوان ، كاتب الملوك وكانت المفاوضات بينهما وبين الدول الأجنبية تجري باللغة العربية وتكتب الاتفاقيات والمعاهدات باللغة العربية .
واستمر الأمر كذلك حتى في عهد الاستعمار ولم تُقدم حكومة هولندا على محو الحروف العربية بالقوة بل كانت بالعملة المتداولة في مستعمرتها " الهند الهولندية " عليها حروف عربية بخط جميل وكانت تصدر بلاغاتها بلغتها أولاً ثم ترجمتها بالملاوية مكتوبة بحروف عربية وكانت مطبعتها الرسمية تطبع الكتب الملاوية بالحروف العربية بجانب ما تنشره بالحروف اللاتينية وكانت المدارس الأولية في القرى تدرس فيها الحروف العربية ، وقد رأيت ملفات بعض شيوخ القرى مكتوبة بالحروف العربية في الدفاتر الرسمية كل هذا كان يجري منذ العهود الإسلامية إلى أواخر العهد الاستعماري الهولندي أو التي أسستها الإرساليات التبشيرية في القرن العشرين وتوجهات البعثات التعليمية إلى هولندا وخاضوا في محلات الثقافة والتعليم فكان جل اتصالهم العملي بالدوائر الهولندية أكثر من اتصالهم ثقافياً بعلماء المسلمين فقد باعدت بينهم الثقافات وجهل كل منهم بثقافة الآخر ، حتى انفصلت أسر كبيرة من بعضها ، فهذا يميل إلى ثقافة الإسلام العربية ، وهذا يميل إلى الغرب ويعيش بين كتب الغرب وتحتضنهم الحكومة المستعمرة فتقدم لهم الوظائف والمراتب والرواتب ، فطبيعي ان تنحصر ثقافة الفرد منهم وميوله في أمور معينة ، ولا يستطيع غالباً من لم يثق بثقافة المستعمر أن يتولى وظيفة إدارية في حكومة الاستعمار والذين تلقوا علمهم في الغرب هولندا أو بريطانيا يحملون بعد عودتهم إلى أوطانهم آثار من الثقافة التي تلقوها في أوروبا والحنين اللاشعوري إليها ، وبقيت هذه الآثار في النفوس حتى بعد أن تحررت بلادهم فمن كان يدرس في لندن يبقى في نفسه الحنين إليها ، ومن تلقى في الحرمين يجد ملء نفسه العطف والحب لهما ، وهذا أمر طبيعي في النفوس .
كانت هولندا ترعي الحروف الجاوية الباقية من مخلفات الهندوكي في جاوه الوسطى ، فألفت فيها الكتب وطبعت بها الرسائل والبلاغات ودرست في مدارس الحكومة للأهالي في جاوه بدعوى إنها جزء من الثقافة الجاوية الأصلية بجانب تعلم الحروف اللاتينية كما رعت الحروف المحلية في المناطق الأخرى ، ولكن النتيجة إنها نجحت نجاحاً واضحاً في بث الحروف اللاتينية في مدة وجيزة ولولا الإسلام والتعاليم الإسلامية والمدارس الإسلامية والمعاهد ووجود العلماء المدرسين في المعاهد ، لولا ذلك لمحيت الحروف العربية تماماً .
ولما احتلت اليابان الشرق كله في الحرب العالمية الثانية فرضت على الناس تعلم اللغة اليابانية والكتابة بالحروف اليابانية وأهملت غيرها ما عدا الحروف اللاتينية ولغة الملاوية ، فإنها بقيت معمولاً بها فهي الحروف التي يفهما اليابانيون والاندونيسيون وغيرهم ، فضعف استعمال الحروف العربية بل جهلها الكثير .
ثم أعقب الاحتلال الثورات والاضطرابات سنوات كانت فيها اللاتينية هي السائدة لأن معظم الذين تولوا زمام الأمور من خريجي مدارس الاستعمار الهولندي فلا سبيل للتفاهم معهم كتابياً إلا بالحروف اللاتينية .
وكان رجال من الجاويين وعلى رأسهم الرئيس سوكارنو لهم ميول خاصة إلى الفنون الجاوية القديمة المتوارثة ، فدخلت كلمات منها واصطلاحات إلى اللغة الاندونيسية فحلت محل كلمات عربية ، كما دخلت كلمات عربية إليها واعتبرت ذلك تجديداً في اللغة الاندونيسية ، ولم يكن المجتمع اللغوي الذي أقيم في ميدان منذ أول عد الاستقلال قادراً على مقاومة التيار السنسكريتي والغربي .
وسوكارنو في الأصل ينتمي إلى طائفة جاوية بالوراثة تسمى " المسلم الأحمر " وكذلك والده وكانت أمه هندوكية من جزيرة بالي ، فليس بغريب أن تكون ميوله إلى تلك الثقافة المتوارثة وانضم غليه عدد من أرباب هذه الميول وإلى أساطيرها فصارت هذه الثقافة ولغتها وأساطيرها تدرس في المدارس .
هذه موجات خلقت ظروفاً واجهت اللغة العربية وحروفها علاوة من السيول الدفاقة من الكتب العلمية والأدبية والحكايات والأقاصيص التي ترسل مجاناً إلى الجامعات والمكاتب والأساتيذ والكتّاب والطلاب ، ترسل من شتى أنحاء العالم ، هذا في إندونيسيا ، أما في ماليزيا فقد بقيت الحروف العربية معمولاً بها حتى اليوم ولكن يخشى أن يصيبها ما أصاب إندونيسيا ، فقد ظهرت البوادر وانتشرت الحروف اللاتينية فيها وفطاني والفلبين .
نشر اللغة العربية
دور رباط تريم
لقد كان رباط تريم شعلة متقدة وله دور عظيم في تعليم اللغة العربية ونشرها وكثير من الحضارم المهاجرين لإندونيسيا كان يدرسون في هذا الرباط ونقلوا المعرفة والعلم في مهجرهم ، ومازال الرباط يؤدي دوره في تعليم أبناء المسلمين من بقاع العالم ومنهم الإندونيسيين ، ومن الجهات التي ساهمت في تعليم نشر اللغة العربية دار المصطفى وجامعة الاحقاف ، وهي جامعات حديثة تقوم بدور كبير لتعليم اللغة العربية لأبناء المسلمين .
الدور الكويتي
كان للدور المدني الكويتي إسهام مقدر في دعم معاهد اللغة العربية والمدارس العربية التي قام الإندونيسيون بتأسيسها في إندونيسيا قبل الغزو العراقي للكويت .
دور مصر
لقد كان ومازال لمصر دور مهم في تعليم أبناء الأمة العربية والإسلامية في جامعاتها ، فبحكم العلاقة بين مصر وإندونيسيا سافر عدد من الطلاب الاندونيسيين للالتحاق بالأزهر الشريف سواء من هم ذوي أصول عربية أو إندونيسيين أصليين ، وقد أنشأت مصر معهد الأزهر الشريف في إندونيسيا ، واسهم خريجو الأزهر الشريف ومعهده الذي أسس في إندونيسيا في تعليم عدد كبير من الطلاب الذين أسهموا في نشر اللغة العربية في مجتمعهم ، وقد ساهم المهاجرون الحضارم في الكتابة في الصحافة المصرية في جريدة المقطم وفي الرسالة وفي الأهرام وفي جريدة الفتح وغيرها من الصحف المصرية .
دور السودان
السودان من الدول التي بادرت بتأسيس معاهد وكليات لغير الناطقين باللغة العربية وهي رائدة في تدريس اللغة العربية بمعهد اللغة العربية لغير الناطقين بها التابع لجامعة الخرطوم وجامعة أم درمان الإسلامية وجامعة إفريقيا العالمية وجامعة القرآن الكريم وقد تخرج من تلك الجامعات أعداد كبيرة من الاندونيسيين .
دور الجامعات السعودية في نشر اللغة العربية
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية نموذجاً
* . تعلم الإندونيسيين اللغة العربية في الحرم المكي .
* . بعد إنشاء الجامعات التحق المبتعثون في جامعات المملكة وبصفة خاصة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
* . عندما تولى معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي إدارة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فتحت الجامعة فرعاً لها في جاكرتا وهو أول فرع للجامعة في جنوب شرق آسيا ، وهو معهد العلوم العربية في جاكرتا ، وقد تخرج من الجامعات السعودية ومن هذا المعهد أفواجاً من الطلاب الذين تولوا نشر اللغة العربية في المعاهد التي سعوا لإنشائها من خلال الدعم الذي يحصلون عليه من دول الخليج بصفة عامة ونخص بالذكر الدور الكويتي قبل الغزو ثم المملكة العربية السعودية من خلال دور منظماتها المدنية المتميزة وهي منظمة العالم الإسلامي ، والندوة العالمية للشباب الإسلامي ، ومؤسسة الوقف الإسلامي ، ومكاتب توعية الجاليات في المملكة .
ومن أجل إحياء اللغة العربية وتوسيع دائرة نشرها فلقد تطلب هذا جهد كبير ، فقد أسهمت عدد من الجامعات العربية والإسلامية وفي المعاهد المتخصصة في تعليم اللغة العربية لغير المتكلمين بها ، ونظراً لطول هذا الجزء سوف نركز على نشر اللغة العربية في إندونيسيا .
وإذا كان الحرمان الشريفان والأزهر الشريف بدأ بتأدية الرسالة الأسمى الذي سبق تأسيس المعاهد والكليات المتخصصة في المملكة ، فمن الناحية التاريخية فإن رباط تريم الذي يدرس به كثير من أبناء الدول الإسلامية من غير العرب قد قام بدور كبير ورائد في تعليم اللغة العربية ونشرها على مدى قرون من الزمن ، كما لجامعة الزيتونة وعدد من الجامعات المعاصرة أدوار مشهودة في عديد من البلدان العربية التي عملت أدواراً مهمة في تعليم الغير الناطقين باللغة العربية ، وإسهام جامعات المملكة العربية السعودية إسهام عظيم وملموس فالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وجامعة أم القرى وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من خلال البعثات والمنح التي تقدم للطلاب من تلك الدول لتلقي الدراسة فيها وأكثرهم من الدول الغير ناطقة باللغة العربية ، وقد فتحت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عدداً من الكليات والمعاهد في كل من إندونيسيا واليابان والولايات المتحدة ومن أهم مظاهر الاهتمام باللغة العربية وتعليمها في غير موطنها المؤتمرات التي تهتم باللغة العربية وقد عقد منها :
* . 1/ ندوة تطوير تعليم اللغة العربية في إندونيسيا مع وزارة الشؤون الدينية عام 1406ه 1986م
* . 2/ ندوة تطوير تعليم اللغة العربية في إندونيسيا بالتعاون مع جمعية نهضة العلماء عام 1409ه 1989م .
* . 3/ ندوة تعليم اللغة العربية في الجامعات الإندونيسية الواقع والمستقبل وقد نظمها المعهد في مقره معد العلوم الإسلامية والعربية في إندونيسيا 1431ه
* . 4/ ندوة تعليم اللغة العربية للطلاب المبتدئين في الجامعات الإندونيسية التي أقامتها الجامعة المحمدية عام 1414ه .
* . 5/ ندوة جهود المملكة العربية السعودية في نشر اللغة العربية التي عقدها معهد العلوم الإسلامية والعربية في إندونيسيا بالتعاون مع جامعة ابن خلدون في بوقور عام 1420ه 2010م
* . 6/ الندوة الدولية بعنوان محاولة اكتشاف الخصائص الجديدة للتربية الإسلامية المعاصرة التي عقدت في جامعة الأمير سلطان طه الدين الإسلامية الحكومية في سومطرة الجنوبية 1432ه 2010م .
دور الجمعيات الاندونيسية
1 – للجمعيات الاندونيسية الكبرى كالجمعية المحمدية وجمعية نهضة العلماء والمؤسسات التعليمية دور كبير في تدريس العلوم الإسلامية واللغة العربية، ومن تلك المؤسسات على سبيل المثال " مؤسسة الخيرات(5)" وهي مؤسسة تعليمية تربوية ثقافية دعوية أسسها السيد عيدروس بن سالم الجفري الحضرمي عام (1930م) وبلغ إجمالي عدد مدارسها (1124) مدرسة ويتبعها جامعة الخيرات الإسلامية.
2 – مرّ تعليم العربية للاندونيسيين بمراحل وتطورات كثيرة يمكن إجمالها في خمس(6) مراحل مهمة هي:
* المرحلة الأولى : عن طريق تعليم الألفاظ العربية المستخدمة في العبادات والأذكار.
* المرحلة الثانية : عن طريق شرح الكتب الدينية العربية وترجمتها شفوياً من قبل عالم فقيه في حلقات الدرس.
المرحلة الثالثة : نهضة تعليم العربية وظهور الاتجاهات الحديثة وتحويلها من لغة الكتب إلى لغة الاتصال والتواصل.
* المرحلة الرابعة : مرحلة التطوير والبحث عن الأسلوب التعليمي الأنسب للاندونيسيين.
* المرحلة الخامسة : مرحلة النضج في تطوير تعليم العربية نتيجة للتجارب الطويلة والدراسات المنهجية المقارنة.
3– وقد اهتم الدارسون الاندونيسيون بقضايا تعليم العربية في اندونيسيا فأعدوا رسائل ماجستير ودكتوراه في عدد من الجامعات العربية حولها، ومن تلك الرسائل:
* مناهج تعليم اللغة العربية في المدارس الابتدائية باندونيسيا، شهداء صالح، رسالة دكتوراه ، جامعة النيلين، السودان ، 2006م.
* تعليم اللغة العربية في المستوى الجامعي باندونيسيا، نصر الدين إدريس جوهر، رسالة دكتوراه ، جامعة النبيلين، السودان.
* اللغة العربية وتأثيرها في اللغة الاندونيسية .. دراسة معجمية، ثوركيس لوبيس، رسالة دكتوراه، جامعة محمد الخامس ، المغرب ، 2001م.
* معايير التحكم في الألفاظ في تعليم العربية للمجتمعات الإسلامية في جنوب شرق آسيا، عبدالرحمن شيك، دكتوراه ، جامعة الإسكندرية.
* المعاجم العربية الاندونيسية : دراسة تحليلية ، باشوني إمام الدين بحري، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، رسالة ماجستير، 1416ه.
* اللغة العربية في اندونيسيا : دراسة وتاريخاً، أحمد هداية الله زركشي، رسالة دكتوراه، 1991م.
* الاتجاهات الحديثة في تعليم العربية لغير الناطقين بها في اندونيسيا، دحيه مسقعان، دكتوراه ، 2001م.
* 12– وأخيراً أشير إلى بعض الإحصاءات المهمة:
* عدد الاندونيسيين من أصول عربية حضرمية(7) أكثر من ستة ملايين شخص أي أضعاف سكان حضرموت التي جاء أجدادهم منها، وهذا لا يعني أن كل هؤلاء يعرفون العربية.
* عدد المدارس والعاهد والمراكز والجامعات التي تقوم بتدريس العربية في اندونيسيا حوالي سبعين ألف مدرسة ومعهد يدرس بها حوالي سبعة ملايين طالب وطالبة.
* في اندونيسيا اتحاد مدرسي اللغة العربية ينتمي إليه أعداد كبيرة من المعلمين وينظم اجتماعات دورية وندوات لرفع كفاية المعلمين في مجال تعليم العربية للاندونيسيين وقد نظم مؤتمراً في مدينة مكاسي تحت عنوان : " رفع مستوى اللغة العربية ودورها في مواجهة التحديات في عصر العولمة ".
دور الجامعات والمعاهد التعليمية الاندونيسية
نماذج من الجامعات والمؤسسات التعليمية المعنية بتعليم العربية في اندونيسيا:
لا يدعي الباحث أنه سيقدم دراسة تفصيلية عن الجامعات والمعاهد والمؤسسات المعنية بتعليم العربية في اندونيسيا ولكنه سيكتفي بتقديم نماذج من تلك الجامعات والمؤسسات ، وقد تم اختيار ستة نماذج تمثل تنوعاً في التبعية والتمويل وطرائق التعليم وهي:
1 – معهد العلوم الإسلامية والعربية بجاكرتا التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
2 – جامعة مولانا مالك إبراهيم الإسلامية الحكومية بمالانج وهي تمثل الجامعات الاندونيسية الإسلامية التي تموّل من الحكومة الاندونيسية.
3 – جامعة دار السلام للتربية الإسلامية في كونتور (جاوا الشرقية) وهي تمثل الجامعات الإسلامية الأهلية التي لا تموّل من الحكومة الاندونيسية.
4 – جامعة سونان كاليجان الإسلامية الحكومية جو كجاكرتا .
5 – الجامعة الإسلامية الحكومية بيكالونجيان جاوى الوسطى .
6- جامعة ابن خلدون بوجور .
المعاهد العربية في اندونيسيا
أولاً : معهد العلوم الإسلامية والعربية في اندونيسيا:
يعد هذا المعهد نموذجاً بارزاً للجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في نشر اللغة العربية في العالم؛ فإندونيسيا بلد كبير، بجزره الكثيرة، وموقعه المهم في شرق آسيا، ومكانة الإسلام في حياة أبنائه، لذلك فإن العمل التعليمي يقتضي إمكانات هائلة وخبرات متعددة، الأمر الذي جعل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تولي هذا المعهد عناية خاصة.
وقد أنشئ هذا المعهد عام 1401ه (1981م)، وفي هذه الأعوام الثلاثين التي مرت عليه توافدت عليه أعداد غفيرة من الراغبين في دراسة العربية والعلوم الشرعية، وأسهم المعهد في معظم أوجه النشاط الدعوي والتعليمي في أرجاء هذه البلاد المترامية الأطراف.
ويضم المعهد أربعة أقسام نظامية صباحية:
* قسم الإعداد اللغوي.
* قسم الشريعة.
* قسم تأهيل المعلمين.
* قسم التعليم التكميلي.
وتمّ اعتماد قسم جامعي في تخصص اللغة العربية وآدابها وبدأت التحضيرات لافتتاحه وقبول الطلاب فيه هذا العام (1433ه).
جهود المعهد في إقامة الندوات والمؤتمرات واللقاءات والدورات:
1 – ندوة " تطوير تعليم اللغة العربية في إندونيسيا"، بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية عام 1406ه (1986م).
2 – ندوة " تطوير تعليم اللغة العربية بالمعاهد الإسلامية" بالتعاون مع جمعية نهضة العلماء عام 1409ه (1989م).
3 – ندوة " تعليم اللغة العربية في الجامعات الاندونيسية.. الواقع والمستقبل " ، وقد نظمها المعهد في مقره في المدة من 6 إلى 8/6/1431ه الموافق 1 إلى 3/12/1992م، وشارك فيها عدد كبير يمثلون ثلاثين جامعة حكومية وأهلية وبعض المهتمين بتعليم اللغة العربية في اندونيسيا، إضافة إلى عدد من الباحثين والمهتمين من خارج إندونيسيا.
4 – ندوة " تعليم اللغة العربية للطلاب المبتدئين في الجامعات الإندونيسية " خلال المدة من 8 إلى 10/8/1414ه الموافق 19 إلى 21/1/1994م، التي أقامتها الجامعة المحمدية في سوراكرتا في جاوه الوسطى بالتعاون مع المعهد.
5 – ندوة " جهود المملكة العربية السعودية في نشر اللغة العربية " التي عقدها المعهد بالتعاون مع جامعة ابن خلدون في بوقور في قاعة الجامعة يوم الجمعة 25/8/1420ه الموافق 3/12/1999م.
6– الندوة الدولية بعنوان " محاولة اكتشاف الخصائص الجديدة للتربية الإسلامية المعاصرة: التي عقدت في جامعة سلطان طه سيف الدين الإسلامية الحكومية بمحافظة سومطرة الجنوبية ، وقد شارك المعهد في حضورها وتقديم أحد بحوثها، وأقيمت في 12/1/1432ه الموافق 19/12/2010م.
7– إقامة دورات في الترجمة وفنونها لطلاب المعهد وبعض أساتذة الجامعات الاندونيسية.
9– شارك المعهد في الدورة الوطنية في فنون الترجمة وطرقها في المدة من 14/8/1416ه إلى 16/8/1416ه بالتعاون مع الجامعة المحمدية في سوراكرتا في جاوا الوسطى.
10– إقامة دورتين لتعليم اللغة العربية في وزارة الخارجية الإندونيسية في العام الدراسي 1430/1431ه .
11– الدورة التأهيلية لمعلمي اللغة العربية في جامعة إمام بونجول الإسلامية في 8/3/1431ه.
12– إقامة دورة تأهيلية لمعلمي اللغة العربية في سومطرة في العام الدراسي 1430/1431ه.
13– نظم المعهد عدداً من اللقاءات العلمية لرؤساء أقسام اللغة العربية في المدارس والجامعات الاندونيسية.
14– أنشأ المعهد رابطة لخريجيه لزيادة التواصل معهم وتزويدهم بمطبوعات المعهد.
15– الإشراف على دورة تعليم اللغة العربية في مركز تعليم اللغات بالشرطة الإندونيسية في العام الدراسي 1430/1431ه.
16– إقامة ثلاث دورات لتعليم اللغة العربية بالتعاون مع مركز التدريب بوزارة الدفاع الإندونيسية في العام الدراسي 1430/1431ه.
17– إقامة العديد من الدورات المختلفة لطلاب المعهد خلال العام الدراسي 1431/1432ه.
الدور الأهلي السعودي واللغة العربية
وللمنظمات والجمعيات السعودية دور مهم في تعليم أبناء الأمة الإسلامية وتوفير الدعم المادي والمعنوي لهم ، وتنشط في هذا الجانب :
- رابطة العالم الإسلامي
تم توقيع مذكرة تفاهم مع جامعة مولانا مالك إبراهيم الإسلامية الحكومية بمالانق في اندونيسيا في 29 ديسمبر 2012م .
- الندوة العالمية للشباب الإسلامي
تقدم الندوة منح للطلاب الاندونيسيين
- مؤسسة الوقف الإسلامي
تمثل المؤسسات التي تعمل من داخل المملكة العربية السعودية، ولكنها تقيم نشاطات تعليمية متنوعة في الجامعات الاندونيسية
- مكاتب توعية الجاليات
سنقتصر على دور جمعية الدعوة والتعليم نظراً لاتساع الأنشطة في هذا النطاق .
دور جمعية الدعوة والتعليم في جنوب شرق آسيا
قدمنا من خلالها ندوة بعنوان ( دور اللغة العربية في تحقيق الحضارة العالمية ) في نوفمبر 2012م بالجامعة الإسلامية الحكومية بيكالونجان جاوى الوسطى اندونيسيا ، وسبقتها ندوة اللغة العربية لجامعة مولانا إبراهيم الإسلامية الحكومية بمالانغ خلال ديسمبر من العام 2011م .
وصدرت الموافقة الرسمية على تسجيلها في جاكرتا باندونيسيا في 20/1/1419ه الموافق 20/5/1999م لتمارس نشاطها في مجال الدعوة والتعليم ، وقد حدد تسجيلها إطار أهدافها بما يتطابق مع الأهداف المرسومة لها من قبل اللجنة العليا للدعوة والتعليم لمنطقة جنوب شرق آسيا في جاكرتا وتشرف على أعماله ، ومن تلك الأهداف تعليم اللغة العربية وإعداد وتدريب المدرسين لنشر اللغة العربية بين المسلمين باعتبارها لغة القرآن الكريم وتزويدهم بما يساعدهم على فهم أمور دينهم ، وإنشاء ودعم معاهد لتعليم العلوم الإسلامية واللغة العربية ، ومراجعة وتطوير مناهج اللغة العربية ، وتوفير المقررات الدراسية في العلوم الإسلامية واللغة العربية ، وفتح مكتبة إسلامية جامعة في مقر الجمعية لمساعدة الباحثين وطلاب العلم
ولكي يتسنى للجمعية أداء رسالتها ودورها المناط بها القيام به في مجال الدعوة والتعليم فأنها قد أنشأت ثلاث وحدات أساسية تختص كل وحدة بواجبات واختصاصات محددة وهي كما يلي :
1/ وحدة الدعوة والتعليم
وتقوم تلك الوحدة بكفالة الدعاة والمدرسين وإقامة الدورات للعاملين في الجمعية والمدارس والمعاهد والجامعات والمؤسسات الإسلامية يقبل فيها جميع المدرسين والدعاة العاملين في المؤسسات الأخرى .
2/ وحدة المطبوعات
وهي أحد الوحدات المساندة في الجمعية وتقوم بتوزيع النشرات والمطبوعات الأسبوعية والشهرية والموسمية على الأفراد والمعاهد والجمعيات والمؤسسات الإسلامية بالوسائل المناسبة وتوزيع الكتاب الخيري عليهم .
3/ وحدة الكتبة المرئية
وهي تهتم بجانب مهم في إعداد البديل الإسلامي عما يتداوله الناس من ألشرطة المرئية التي تسهم في هدم القيم والأخلاق وعقائد المسلمين ، وتكون مهمتها توفير البديل المناسب عن ذلك ، عن طريق ترجمة المحاضرات المسجلة في الفيديو أو عمل دبلجة لها أو إعداد شريط جديد يخدم هذا الجانب ، وتولى هذه الوحدة اهتماماً بالمرأة والطفل بتوفير ما يناسبهم من أشرطة مرئية تعالج قضايا المرأة وتعتني بالطفل .
وتتبع للجمعية أربع مراكز إسلامية في أربع أقاليم في إندونيسيا وتقوم تلك المراكز بتعليم اللغة العربية في برنامج دراسي مكثف لمدة خمسة أيام كل أسبوع خلال السنة الدراسية بالإضافة إلى الدروس لا منهجية في المراكز .. ويدرّس في المراكز منهج ( سلسلة تعليم اللغة العربية التي أصدرتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ) وهو منهج متكامل شامل للعلوم العربية والشرعية ، وقد لوحظ تحسن مستوى الطلاب وإتقانهم اللغة العربية ، ولدى المراكز مكتبات كبيرة تحتوي على أمهات الكتب والمراجع باللغة العربية والكتب المترجمة للغة الاندونيسية وهي متاحة لطلاب العلم والمعرفة سواء الملتحقين بالدراسة في المراكز أو غيرهم من طلاب العلم والمعرفة .
ومدة الدراسة في ثلاثة مراكز وسنتين في أحد المراكز بواقع فصلين دراسيين ، كل فصل عشرين أسبوعاً بما فيها الاختبارات ، والدراسة بمعدل خمس وعشرين ساعة أسبوعياً ، ويحصل الدارس على شهادة تصدر عن الجمعية وهي معترف بها لدى الجامعات الإسلامية في إندونيسيا حيث يستطيع أي طالب مواصلة دراسته في تلك الجامعات فيدخل مباشرة المستوى الثالث ومدة الدراسة ثمان سنوات .
وقد بدأ تفعيل عمل لجنة الدعوة والتعليم لمنطقة جنوب شرق آسيا بشحن مجموعة كبيرة من الكتب الإسلامية إلى دول جنوب شرق آسيا ( اندونيسيا ، الفلبين ، ماليزيا ، تايلاند ) سلمت للجمعيات الإسلامية عن طريق الملحقيات الدينية لسفارات خادم الحرمين الشريفين في تلك الدول .
وتم تزويد كل داعية بمكتبة إسلامية تحتوي على الكتب والمراجع العلمية للاستفادة منها في عمله وتقوم الجمعية بعقد دورات مكثفة لتأهيل الدارسين ، ويلتحق تلك الدورات معلمون من مختلف المعاهد والمراكز ، فلا يقتصر القبول للالتحاق بتلك الدورات على منسوبي المراكز التابعة لجمعية الدعوة والتعليم فقط ، فالباب مفتوح لجميع الراغبين من المدرسين للالتحاق بتلك الدورات ، وتقام تلك الدورات عدة مرات في السنة ويقدمها أساتذة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ويشارك في تقديمها بعض خريجي الجامعات السعودية من الاندونيسيين ، كما أن الدورات التي تقيمها الجمعية للدعاة تؤهلهم وتعدهم إعداداً جيداً يتيح لهم الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والتصدي للفرق الضالة والمنصرين والحركات الهدامة والمتطرفة وتبصير الناس بأمور دينهم .
وقد استطاعت جمعية الدعوة والتعليم لجنوب شرق آسيا بفضل الله من تنفيذ خططها وبرنامج عملها في مجال تعليم اللغة العربية بكفاءة واقتدار ، وهي تعتبر نموذجاً يحتذى للجمعيات ذات الأهداف المشابهة لأهدافها لكي تتمكن من أن تقود العمل التعليمي في مجتمعاتها .
المناهج الدراسية :
يتم تدريس اللغة العربية في المعاهد التابعة لجمعية الدعوة والتعليم في إندونيسيا وفقاً للمنهج الذي أعدته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، ويتم تدريس اللغة للمعاهد والمدارس لمؤسسة الوقف الإسلامي وفقاً للمنهج الذي أعدوه وهنالك منهج مسلسل كتب ( العربية جسر الثقافة الإسلامية ) التي أعدها ممدوح نور الدين محمد المستشار التعليمي في الولايات المتحدة الأمريكية .
التوصيات :
1/ الاهتمام بالأسرة : فالأسرة هي رأس الرمح في العملية التربوية والتعليمية ، فدور الأسرة متمم لدور المؤسسات التعليمية مما يوجب أن يكون هنالك تثقيف وتعليم للأسر ليتكامل دورها مع دور مؤسسات التعليم لتحقيق الأهداف التربوية المتوخاة ، وهي الحفاظ على الهوية الإسلامية .
2/ العناية بتعليم المرأة وإعدادها لتكون أماً مسلمة تربي أطفالاً مسلمين : وهذه من الأساسيات في التربية والتعليم ، فإن تعليم المرأة اللغة العربية وشئون دينها يمثل أهمية قصوى ويوفر كثيراً من الجهود ، فالطفل يكتسب المعارف الأساسية في سنوات عمره الأولى والأم هي الأقرب للطفل في تلك المرحلة من العمر ، فإعداد الأمهات هو من أهم الركائز التي يبنى عليها كيان الأسرة ، فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق ، وما تلقنه الأم لأطفالها منذ الصغر سيبقى محفوراً في الذاكرة .
3/ التركيز على الأطفال صغار السن في مرحلة رياض الأطفال والتمهيدي والمرحلة الابتدائية لتعليم اللغة العربية ولغرس القيم والمبادىء الإسلامية في نفوسهم منذ الصغر وتربيتهم على مكارم الأخلاق والفضائل والعفة والصدق والأمانة والاعتدال … الخ .
انتهاج أساليب تعليم مشوقة وجذابة لتعليم الأطفال وتغريهم وتحبب لهم التعرف على دينهم والافتخار بهويتهم .
4/ إنشاء معاهد متخصصة لإعداد معلمي اللغة العربية والعلوم الإسلامية وتكثيف تدريبهم وتأهيلهم لاستيعاب دورهم المناط بهم القيام به حيال مجتمعهم ودينهم مع إعطاء مزيد من الرعاية والاهتمام بمعلمي مرحلة رياض الأطفال والتمهيدي والمرحلة الابتدائية .
5/ التوسع في توفير المنح الدراسية لأبناء الدول الإسلامية غير العربية : بما أن خريجي الجامعات العربية كالجامعات السعودية والأزهر الشريف وما في حكمها وما يماثلها من الجامعات كان لتحصيلهم العلمي بعد تخرجهم في تلك الجامعات مردود إيجابي عند عودتهم على ديارهم ، فإن الأمر يتطلب أن تتوسع الدول الإسلامية والعربية على وجه الخصوص في إعطاء ابناء وبنات المسلمين من غير العرب مزيداً من المنح الدراسية للدراسة في جامعات الدول الإسلامية لدراسة اللغة العربية والعلوم الإسلامية ليعودوا إلى بلادهم ليسهموا في رفع مستوى تعليم اللغة العربية والعلوم الشرعية .
6/ أن يكون دور المراكز الإسلامية ومنهج عملهم يؤدي إلى تحصين المسلمين في الدول غير الإسلامية من الانحرافات العقدية والتنصيرية وتشجيعهم على الوسطية ونبذ الصراعات الحزبية والفكرية والطائفية .
وهذا الجانب من الأمور المهمة التي يلزم العناية بها بدرجة عالية ، ويتطلب الأمر أن يتم تأهيل الدعاة والمدرسين تأهيلاً جيداً في هذا الجانب ليقوموا بتثقيف الأسر والمجتمع وتعليمهم ما يحصنهم ويحميهم من التعصب والتحزب والفرقة ، ويلزم أن يكون ذلك من الأهداف الأساسية التي يتم التركيز عليها لتعميق ثقافة التسامح وقبول الآخر دون المساس بالثوابت لتجنب الصراعات والخلافات بين المسلمين .
7/ تحسين الاقتصاد والتنمية من خلال الاستثمار في أقاليم التجمعات الإسلامية : ونرى أن تقوم الحكومات الإسلامية ورجال المال والاقتصاد بالاستثمار في الأقاليم الخاصة بالأقليات الإسلامية كهدف من أهداف تحسين الأوضاع الاقتصادية في تلك الأقاليم ، وكرسالة ومسئولية دينية يؤدونها نحو أمتهم الإسلامية وإلا تكون تكون الربحية العالية هي ما يسعون لتحقيقها فقط وإنما يكون الهدف الأسمى هو المساهمة في تحسين مستواهم الاقتصادي من باب التكافل والمساندة وعدم تركهم فريسة لأطماع أعداء الإسلام ( لا تعطني سمكة علمني أن أصطاد ) .
مستقبل اللغة العربية
لقد أضحى تعليم اللغة العربية اليوم في اندونيسيا نموذجاَ يحتذى بها سواء من حيث الاهتمام من قبل الحكومة الاندونيسية خاصة وزارة الشئون الإسلامية المشجعة لتعليم اللغة العربية في جامعاتها الإسلامية ، كما أن مدراء الجامعات متحمسون لنشر اللغة العربية وفتحت أبوابها للداعمين من أبناء المملكة العربية السعودية ، فقد تم عمل ركن سعودي ثقافي في أربع جامعات اندونيسية وهي :
1/ جامعة مولانا إبراهيم الإسلامية الحكومية بمالانغ
2/الجامعة الإسلامية الحكومية بيكالونجان جاوى الوسطى
3/ جامعة سونان كاليجان الإسلامية الحكومية جوكجاكرتا
4/ جامعة دار السلام الإسلامية كونتور فونوروكو
5/ جامعة ابن خلدون بوجور
ويضم الكتاب العربي حيث الرغبة الجادة من محبي اللغة العربية في اندونيسيا كما تعقد ندوات في هذه الجامعات بمشاركة سعودية سواء بالحضور أو من خلال الداعمين لهذه الجامعات ، وكما تم عقد اتفاقية بين جامعة مولانا إبراهيم وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، ثم أبرمت اتفاق مع رابطة العالم الإسلامي ، وهذه الجامعة ومديرها الإمام حنفي المهتم بلغة القرآن حتى أضحت الجامعات الاندونيسية الإسلامية الحكومية تنتهج نهجه الصحيح وتستفيد من تجربته الثرية بل إن الأخوة في ماليزيا وخاصة في ولاية برليس قد طلبوا منا المساهمة في هذا الشأن بعدما لمسوا النجاحات التي حصلت في اندونيسيا .
وقد يكون الحديث النظري عن انتشار اللغة العربية ومستقبلها في اندونيسيا يفسرها البعض نوعاً من المبالغة ولكن عندما يزور الجامعات الاندونيسية ومعاهدها سيتحقق له حقائق منها سلامة نطق الإنسان الاندونيسي للغة العربية حتى أنه يتفوق على منّ تخرجوا من بعض العرب خريجي الدول العربية .
وبالإضافة إلى الدراسات المعمقة التي يقدمها الباحثين والدارسين في بحوثهم لنيل الماجستير والدكتوراه من العرب هامشية وليس بعمق الدراسات اللغوية التي يقدمها الباحث والباحثة الاندونيسي ، ولن أستغرب يوماً إذا أصبحوا في المستقبل أئمة اللغة العربية في العالم الإسلامي ، وليس من الغريب ذلك على أمّة الإسلام فالذين خدموا اللغة العربية من غير أصل العرب يقودهم سيبويه والزمخشري وغيرهم …
والله ولي التوفيق والسداد ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.