لم يبق شيء إلا ونخاف منه على كل شيء.. رصاص القتل يحصد المزيد من الأرواح.. فجأة يجدون انفسهم قتلة مع سبق الاصرار والترصد.. يجهزون على فريستهم دون اية دوافع حقيقية لقتل النفس التي حرّم الله قتلها إلا بالحق.. مايحدث لوثة.. واللوتة هذه تحتل فيها تعز المرتبة الأولى دون منافس اذا مااجريت احصائية وقورنت ببقية محافظات الجمهورية.. هنا تفجّر قنبلة يتبعها اطلاق وابل من الرصاص وهناك يذبح بنو آدم كما تذبح الشاة.. القتل اصبح مثل شربة ماء. هذه الحوادث التي اصبحت شبه يومية ظاهرة مقلقة للامن والسكينة وهي بحاجة إلى دراستها ومعرفة ابعادها حتى يتم تدارك مايمكن تداركه.. فهذا الفلتان يحتاج إلى من يلملمه.. فتعز لاتختلف عن سينماهيليود.. كل شيء فيها غير مستحيل.. فالناس يتساقطون قتلى وجرحى لأسباب تافهة لاتستدعي ان يقدم المرء على ارتكابه الجريمة. هناك من يرى ان مايحدث المتورطون فيه كُثر.. يتصدر قائمة المشبوهين الديزبام الذي يباع في الصيدليات ويصرف دون روشتة طبيب.. ماجعل الشباب العاطل عن العمل يتعاطوه دون رقيب أو حسيب.. يقومون بجرائمهم دون أدنى شعور بالخوف من سفك الدماء البريئة بمجرد خلاف عابر يمكن تجاوزه على طريقة رجال المرور «كل واحد يصلح سيارته».. والمتهم الثاني الاجهزة الامنية التي لاتتعاطى مع شكاوى الناس بجدية.. والدليل على ذلك ان البلاطجة الذين يتم ضبطهم في اجهزة الأمن سرعان مايتم الافراج عنهم ولاتحال قضاياهم إلى النيابة.. ماجعل البلطجي يتبلطج وهو راكن بأنه لن تُمس شعرة من رأسه.. ولو قدّرالله وذهبت قضيته إلى النيابة أو المحاكم فحبالهم طوال فكم من قضية قتل لايزال القضاء يماطل فيها ولو كان هناك اسراع في القضاء.. تنفيذ حكم القصاص لخفت الجريمة وتحول القتلة إلى عبرة لمن لايعتبر.. فالعلاج لن يكون إلا« بدق الحديد وهو حامي». وآخر متهم: التمنطق بالسلاح وهو متهم لايزال فاراً من وجه العدالة.. فحمل السلاح سبب رئىسي في جرائم القتل واذا كانت هناك خطة من قبل وزارة الداخلية في سحبه ومنع حمله والاتجار به تبقى الكرة في ملف البرلمان الذي هو الآخر يماطل في اصدار قانون منع حيازة السلاح لدرجة ان هذا القانون سوف يصدر بعدما يشيخ وسنكون في حاجة إلى قانون اخر يتعاطى مع المتغيرات الاجتماعية في اليمن. في الأخير.. تعز بحاجة إلى اعادة النظر في عقال الحارات الذين اصبحوا جزءاً من هذه الاحداث المأساوية.. بعدما اقتصر دورهم على المتاجرة بالختم الذي يبيض لهم ذهباً.. ومايجرى في نطاق حاراتهم لايتعاطون معه بمسئولية بل أن الطامة الكبرى أن تجد بلاطجة في ديوان العاقل .. كلهم يمضغون القات رأس برأس والأمن له الله.