لن أتفاءل أو أتشاءم أمام تبشير الدكتور/عبدالكريم راصع وزير الصحة برفع «سقف» الدعم الخاص بالمستشفيات الحكومية وإنما سأعمل بالمثل الشعبي «لا تسأل عن سوق وأنت قادم إليه». أما مبعث هذا «التشاؤم» وتقديم قدم وتأخير الثانية فهو أن السمعة الطيبة يجب أن تسبق كل قطاع خدمي وتحيط بكل وعد أو تصريح. ثم إن عندنا أكثر من مستشفى حكومي يعيش وضعاً مادياً مستقراً غير أن استقراره لم يظهر على أقسام الطوارئ مثلاً.. حيث «يحنب» الطبيب المناوب إن كان المصاب معوزاً أو مقطوعاً من شجرة أو لم يحضره أحد أقاربه أو أصدقائه.. نشتى إبرة.. هاتوا شاشاً.. قطناً.. رباط علاج الإسعاف الأولي.. كل شيء من الصيدليات المفتوحة أبوابها وخزناتها أمام المستشفى.. ملاحظة عارضة إذا لم تكن هذه الأمور البسيطة المستعجلة متوافرة في طوارئ المستشفى الحكومي فما هي الخدمة إذن..؟ وسنسأل أهل الثقة فيردون عليك بأن المشكلة ليست في المخصصات وإنما جرى تسليم مقاليد الأمور لضعيف أمام النفس الأمارة بالسوء.. شوية أطماع على كثير من مظاهر الترهل الإداري وهنا قم بتحريف المثل الفرنسي وقل فتش ليس عن المرأة وإنما فتش عن الرقابة الضائعة.. هذا في الحكومي فما هو حال بعض الخصوصي..؟ قبل أيام محدودة قال طبيب حاذق في مستشفى خاص لمريض خارج من غرفة العمليات: اليوم مغذيات فقط.. وغداً عصائر طازجة لا غير.. وعلى الطريقة اليمنية في احتلال الأغذية موقع «الورد» عند معظم الزيارات للمرضى جاء العصير.. ولكن.. الغرفة المكتوب فوق بابها «درجة أولى» بدون ثلاجة. مشرف القسم طرح فكرة إيداع العصير عندهم حيث توجد ثلاجة في مكان ما بالمستشفى.. فأين هي الصعوبة في أن يكون في غرفة ذلك المريض ثلاجة.. المستشفى استثماري والغرفة درجة أولى.. وتعليمات الطبيب واضحة.. والسؤال أين العيب..؟ العيب ليس في الرقابة.. وليس في السقف.. لعل العيب فينا.. لأننا لا نعرف نمرض مثل الناس..!