اليوم.. صحيح أن هناك العديد من المشاكل، وهي مشاكل طبيعية في بلد مثل بلادنا.. بل إنها تتواجد في كثير من البلدان الأحسن حالاً من بلادنا.. صحيح أن الأسعار مؤرقة، صحيح أن مشكلة المياه مؤرقة، صحيح ان الفساد مؤرق.. صحيح كل ما يمكن ان يقال من سلبيات وأخطاء قد تمس حياة مدينة أو فئة من الناس أو اقليم من الوطن. ومن حقنا في ظل الديمقراطية أن نتذمر ونسخط من الأوضاع، وان ننتقد الحكومة، والأجهزة التنفيذية، ونحملهم المسؤولية، ونقول إنهم مقصرون وفاسدون ومهملون، بل أكثر من ذلك بالامكان توجيه اللوم والعتاب إلى المسؤولين في قمة الهرم الحكومي، بل وان نصل بذلك إلى رئيس الدولة ؛ فالديمقراطية هي كذلك. لكن أن نستغل السلبيات، ومغالاة السوق وجشعه، وأخطاء الأجهزة الإدارية تجاه بعض الموظفين العسكريين، وشحة المياه التي تعانيها معظم المدن اليمنية.. بل والبلدان العربية ذات الأنهار الطويلة والعريضة.. نعم ان نستغل مثل هذه القضايا ضد القيادات التنفيذية في المحافظات والمديريات، وضد الحكومة، وحتى ضد الرئيس، وضد المؤتمر أمر طبيعي في دولة نظامها ديمقراطي.. لكن أن نستغل ذلك ضد الوطن.. ضد الجمهورية اليمنية، ووحدة أرضها، وشعبها، ومبرراً للتخريب والفوضى فهذا هو غير الصحيح، وهذا هو الخطأ بعينه.. لأن الوطن وحدة وجمهورية وديمقراطية خط أحمر لا يجوز تجاوزه. ومن المؤسف جداً أن تستغل السلبيات والإشكالات والأخطاء لارتكاب ممارسات وسلوكيات ذات طبيعة فوضوية، وتخريبية، وتعطيلية، وماسة بالأمن والاستقرار الوطنيين، وبث السموم الفكرية المناطقية، والسلالية والأسرية والقبلية، والإقليمية والتشطيرية، والانفصالية بهدف تسميم أفكار الناس وتضليلهم.. ومحاولة جرهم إلى صوملة اليمن.. وهو ما يرفضه الشعب اليمني كونه اليوم اكثر إدراكاً ووعياً، ويصعب تضليله.. ودفعه للوقوف ضد الوطن وحدة وجمهورية وديمقراطية. إن المواطن لن يكون إلا مع الوطن ضد كل الحركات والتحركات المريضة التي تفوح منها روائح منتنة، وعفنة، وضد كل من يقف وراءها من المصلحيين والانتهازيين دعاة الفوضى والتخريب والشرذمة والتمزق.. ولن يكون النصر إلا للوطن والشعب.