تخطئ أحزاب اللقاء المشترك إن برأت نفسها من الأحداث التخريبية التي شهدتها مؤخراً عدد من مدن محافظات الضالع ولحج.. وتخطئ إن تصورت أن تحميلها المستمر للسلطة سبب أي فوضى أو تخريب قد يبعد عنها تهمة التحريض الذي تقوده منذ هزيمتها في الانتخابات الرئاسية والمحلية الماضية.. أحزاب اللقاء المشترك تذكرني بالمثل القائل «يقتل القتيل ويمشي بجنازته».. ويستطيع المرء أن يدرك ذلك من خلال تتبع الخطاب الإعلامي والسياسي الذي تكشف عنه في فعالياتها المختلفة وفي صحفها ومواقعها الأخبارية الالكترونية.. خطاب مليء بالتحريض تفوح منه الكراهية.. ويقود في مجمله إلى إثارة النعرات الطائفية والمناطقية والشللية والجهوية.. خطاب أحزاب اللقاء المشترك أسهم وبشكل كبير في إحياء الكثير من النعرات الشطرية التي كان للوحدة اليمنية أن رمتها في مزبلة الشمولية العفنة وإلى الأبد.. إن ما نشاهده اليوم من تخريب وفوضى واعتداءات على ممتلكات الناس من جانب وعلى الممتلكات العامة من جانب آخر هو نتاج طبيعي لذلك الخطاب التحريضي المليء بالضحالة والعفن الذي قادته ولاتزال قيادات أحزاب اللقاء المشترك بدءاً بالمرشحين الرئاسيين للمشترك وحزب الاصلاح فيصل بن شملان ويحيى العزب مروراً بمحمد قحطان ومحسن باصرة وآخرين.. جميعكم يتذكر ما كان يقوله ويردده فيصل بن شملان في مهرجاناته الانتخابية وما بعدها منذ انطلاق فعاليات النضال السلمي «المفترى» وحتى وقت قريب.. كما لا أعتقد بأن الكثير منكم أيضاً لم يتابع خطابات يحيى العزب ولقاءاته الصحافية الأخيرة التي طالب فيها جماهير الشعب بالانقلاب على الديمقراطية وإعلان الثورة ضد المؤتمر الشعبي العام ورميه في مزبلة التاريح حد قوله وهو ما نراه اليوم يترجم بوضوح في أعمال التخريب والفوضى وإحراق مقرات المؤتمر في الضالع والمسيمير وغيرهما!! وإلى جانب هؤلاء أيضاً أتمنى على من سيقرأ هذه المادة العودة إلى لقاءات وكلمات كل من محسن باصرة عضو مجلس النواب رئيس حزب الاصلاح في حضرموت ومحمد قحطان الناطق السابق لأحزاب اللقاء المشترك والوقوف بمسؤولية أمام النبرة الانفصالية من جانب والتحريض على الفوضى والتخريب و«الثورة الشعبية» من جانب آخر.. إن ما نشاهده اليوم في الضالع ولحج، وماشاهدناه بالأمس في أكثر من مكان لايندرج في إطار الاحتجاجات السلمية.. وإنما في إطار التخريب والفوضى المعلن عنها والمصرح لها من قبل بعض قيادات المعارضة بوضوح.. ما نشاهده اليوم يتم ويحدث بالتداخل لا بالتقاطع مع مظاهر وتحركات أحزاب اللقاء المشترك على الأرض وفي الشارع.. مايجعل هذه الأحزاب محل مساءلة وإدانة في التحريض والتشجيع على أعمال وسلوكيات فجة وعنيفة تستهدف الأمن العام والسكينة العامة والسلامة العامة.. جميعها تشير بوضوح ودون مواربة أو مواراة إلى حقيقة استخدام البعض لخيار الفوضى والشغب وإشاعة اللا أمن في الأوساط الشعبية والجماهيرية وأن المسألة ليست عَرَضاً أو تحدث من تلقاء نفسها وكأنها أثر بلا مؤثر أو فاعل ومخطط ومنفذ.. إن ما يحدث يندرج تحت عنوان واحد،وضمن مشروع تأزيمي يراد له إيصال الأوضاع إلى محرقة تحرق الأخضر واليابس.. وتدخل الوطن في دوامة من الصراعات التي يعلم الله وحده عاقبتها.. عليكم العودة إلى التحريف الفج في خطابهم لكلمة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية التي ألقاها في مهرجان الحسينية «الوحدة راسخة ومن لايعجبه فليشرب من ماء البحر».. هكذا قالها الرئيس بوضوح وبدلاً من أن يستوعب أصحاب وقيادات ذلك الخطاب المعنى الأسمى من ورائها ذهبوا لتحريفها ، والهدف إثارة الشعب ضد علي عبدالله صالح والسلطة والمؤتمر الشعبي العام.. وكشفوا في الوقت نفسه عن انتهازيتهم واستعدادهم للمتاجرة بالمبادئ والقيم الدينية والإنسانية والمصالح الوطنية.. تفكير قيادات أحزاب اللقاء المشترك اليوم محصور في زاوية ضيقة أدخلت نفسها فيها تحت يافطة «النضال السلمي» المفترى،الأمر الذي أدى بها إلى الاضرار بالوطن بوضوح..،والكفر بالديمقراطية وتقزيم مفرداتها وغاياتها الاخلاقية. زاوية ضيقة دفعتها إلى تبني ثقافات فرعية لا تحمل أو تروج سوى أفكار العنف والفوضى والتخريب.. وهو مايصعب الصمت حيالها أو عدم مواجهتها بعقلانية وحكمة.. إن أحزاب اللقاء المشترك ليسوا مبرأين مما يحدث اليوم من أعمال فوضوية تخريبية.. وأفعالهم وخطاباتهم السابقة واللاحقة،حتى يومنا هذا شاهد حي عليها.. يؤججون للصراعات ويفتعلون الخلافات والأزمات، ويضرون بالوحدة الوطنية وينتقصون من قيمتها وينالون من مكانتها.. وفي الوقت نفسه يجمعون لأنفسهم فضائل الدنيا والدين،ويتهمون السلطة والمؤتمر بأنهما سبب تلك الأحداث وبدلاً من إدانتها نراهم يوجهون إداناتهم إلى السلطة والحزب الحاكم!! أية مفارقات هذه ياقوم؟..وهل هناك معارضة في العالم شبيهة بالمعارضة في بلادنا!!! نقولها بصدق.. ليس أمام قيادات أحزاب اللقاء المشترك إلا أن تنظر إلى الواقع الوطني بمصداقية وتوجه خطابها بما يعود بالنفع على الوطن وأبنائه وتبتعد عن السقوط الفج في مستنقع المزايدات والمناكفات الاعلامية المضرة بالوطن الأرض والإنسان.. والتي كانت من نتائجها مايحدث اليوم من فوضى وتخريب متعمد.. إن الوطن لايحتمل المزيد من التأزيم والتصعيد وهو بحاجة إلى تكاتف كل أبنائه لمواجهة مجمل التحديات والتآمرات التي تستهدف الوطن وتروم به السوء.. الوطن ليس بحاجة إلى أطروحات ورؤى وخطابات ملغّمة بمفردات تكشف ضيق وتقزم وصغر أصحابها بقدر ماهو بحاجة إلى تبني خطاب عقلاني يجمع ولايفرق.. يوحد ولا يشتت . يبني ولايهدم.. فهل نكون مع الوطن ومصالح ابنائه العليا أم ضدهما؟!..