الأسبوع الماضي صعدت قيادات اللقاء المشترك من اتهاماتها ضد الحزب الحاكم وقياداته مستخدمة في ذلك لغة مثيرة للاشمئزاز والقرف.. هذا التصعيدالمعروف أهدافه مسبقاً أرادت قيادات المشترك من ورائه التستر من الخيبة التي تعيشها والهروب من مكاشفة الشعب بأزماتها الداخلية التي كادت تفاصيلها تنكشف تحت قبة البرلمان منتصف أغسطس الماضي.. إضافة لمحاولتها تغطية الهفوة التي أقدمت على ارتكابها والمتمثلة بالتنصل عن الالتزامات القانونية أمام مجلس النواب.. لاندري لماذا كل هذا الضجيج الملبد بسوء النيات والمقاصد.. وهل تعتقد هذه القيادات أن الاستمرار في إثارة النعرات الملعونة، وتلبيد الأجواء الديمقراطية والحياة السياسية ومواصلة الحديث بلغة الكذب والتضليل والإساءة للحزب الحاكم وقياداته سيكون كفيلاً بتحسين صورتها أمام جماهير الشعب وبالتالي وصولها إلى السلطة ؟!.. منذ مايزيد عن العامين وبالتحديد منذ مابعد الانتخابات الرئاسية والمحلية الماضية التي صوت فيها الشعب لصالح المؤتمر ومرشحيه للرئاسية والمحلية.. وقيادات أحزاب المشترك فقدت بصيرتها وبصرها في آن.. وبدأ خطابها التحريضي يأخذ منحىً مغايراً عما كانت عليه أثناء الحملة الدعائية الانتخابية.. اتجه خطاب المشترك نحو أسلوب هو أقرب إلى الحرب ليس ضد المؤتمر ومرشحيه وحسب، بل وضد الوطن والإضرار بمصالحه العليا وسيادته الوطنية.. تبنوا خطاباً تحريضياً كريهاً ينفث بأوبئة المناطقية والانفصالية والفتن، ويثير النعرات ويحرض على الكراهية المقيتة، وكل ذلك تحت مسمى «النضال السلمي» المفترى!!.. خروج واضح عن أعراف وآداب الديمقراطية والشراكة الوطنية.. وابتعاد كلي عن مسار التعددية الحزبية.. وفي العموم برنامجهم لايكرس للحياة بالمفهوم الواسع المنطلق من قيم التسامح والمحبة والإخاء ومن الحقيقة القائلة «الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية»!!.. على العكس من ذلك تماماً بدا برنامجهم يتحدد بالتغيير إلى الأسوأ، مستشهدين في ذلك بتجاربهم السيئة في الإدارة وسياسة التسلط والتصلب.. أكدوا بالمطلق صعوبة العيش مع الآخر المخالف لآرائهم وتوجهاتهم وأفكارهم التي هي في قاموسهم ليست سوى إساءات واتهامات وتخريب في تخريب.. قيادات أحزاب المشترك أكدوا حقيقة أنهم البديل الأسوأ.. وأثبتوا عجزهم عن تبني خطاب عقلاني يوحد ولايفرق.. يعزز من قيم البناء وليس الهدم.. يؤسس ويرسخ لقيم الحب والتسامح والإخاء.. محاولاتهم عبثية مستمرة تستهدف إرهاق المجتمع وإزهاق روح الوئام والسلام الاجتماعيين وإحياء النعرات والصراعات المرضية وإثارة الأزمات .. والهدف واحد لاثاني ولا آخر له وهو الوصول للسلطة بأي ثمن كان!!.. صفة البديل الأسوأ التي أكد عليها فخامة الأخ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - في وقت سابق ليست افتراضاً أو رجماً بالغيب، ولكنها حقيقة موثقة نراها اليوم بوضوح في مطالبهم ونضالاتهم التخريبية المستمرة.. حضور أحزاب المشترك اليوم في معترك الفوضى والتخريب لم يعد مخفياً أو يعتمل من وراء حجاب بل أصبح واضحاً للعيان.. لم يعد هناك من لايعلم بأساليب الابتزاز الرخيصة التي تلجأ إليها هذه الأحزاب للفوز بمناقصاتها الفاسدة وتفصيل المشهد السياسي والحياة السياسية كما تريد!!.. ومع هذه العبثية التي تحكم وتسيّر قيادات أحزاب اللقاء المشترك يبقى أن نسأل: متى تدرك قيادات هذه الأحزاب أن التواطؤ مع أعمال العنف والتحالف مع المناطقية ومثيري الكراهية والأزمات لن توصلها إلى الفوز بالسلطة بقدر ماتؤدي بها إلى الفوز بسخط الشعب؟!