*أن تتحول أحزاب (المشترك) من المعارضة الديمقراطية إلى صناعة الأزمات وتأجيج الفتن الداخلية وإشاعة الأجواء الملبدة بالاحتقانات السوداء، كسواد النيات والمقاصد المحركة لماكينة التأزيم المتصاعد منذ ما بعد الانتخابات الرئاسية والمحلية في سبتمبر 2006م . فذلك في عرفها هو (النضال) حتى لو جاء محملاً بشتى أمراض وأوبئة المناطقية والانفصالية والعنف وإثارة النعرات الملعونة، والتحريض على الكراهية المقيتة. وفي المقابل لا تزال أحزاب (المشترك) تخدع نفسها، وهي تعتقد أن أحداً غيرها يصدق ما تقول وتزعم، حينما تبرر هروبها الكبير من الوفاء بتعهداتها والتزاماتها تجاه الحوار والاتفاقات الأخيرة بشأن تعديلات قانون الانتخابات وتشكيل اللجنة العليا، وقد شاهد الجميع المسرحية الهزلية التي نفذها الفرقاء وعادت عليهم بالخيبة وعض أصابع الندم والخسران المبين.. *في مؤتمرها الصحفي الأخير حاولت قيادات المشترك التستر ومدارات فضيحتها المدوية فراحت تسوق الاتهامات المكررة والممحوجة تجاه المؤتمر وقياداته متناسية أن المؤتمر مارس واجبه وحقه الدستوري والديمقراطي في اللحظات الأخيرة لاغير، وهو حق الأغلبية وواجبها تجاه الدستور والقانون وتجاه الأغلبية الشعبية الناخبة التي أعطت ثقتها لبرنامج المؤتمر ومرشحيه الذين يتحملون مسئولية الوفاء بالتعهدات والبرامج الوطنية الملزمة، وعدم السماح بتعطيل الدستور والاستحقاق الديمقراطي كما أراد وسعى المشترك إلى خلق أزمة وطنية عبر إدخال البلاد في فراغ دستوري بتعطيل الانتخابات التشريعية الأهم.. *لم يعد أحد يصدق كذب وأراجيف قوى التعطيل في "المشترك" فهي وحدها تنخدع لنفسها ولا تخدع العقلاء الذين يدركون تماماً أن إثارة الفوضى والشغب والتواطؤ مع أعمال العنف والتحالف مع المناطقية ومثيري الكراهية والأزمات والاحتقانات، كل ذلك ليس إلا خروجاً على أعراف وآداب الديمقراطية والشراكة الوطنية..، ولا يمكنه أن يكون برنامجاً للحياة أو الإصلاح، والتغيير، اللهم إلا إذا كان هدفهم يتحدد في التغيير إلى الأسوأ فإنهم أصحاب خبرات وتجارب طويلة وثقيلة تشهد لهم بالكفاءة النادرة في هذا الطريق ويكاد لا يختلف (الأخوان) وهم يمثلون أقصى اليمين عن (الرفاق) الذين يقبعون في أقصى اليسار بالنسبة إلى تجاربهم السيئة ومشوارهم الطويل في الإدارة وسياسة التسلط والتصلب. أما الشراكة فليست هي الشركة التي يريدونها غنيمة لأحزابهم .. وهزيمة للديمقراطية