ما زالت أحزاب اللقاء المشترك تتعمد التضليل والتعامل بجهل وتجهيل مع أبناء الشعب..، فبعد أن تكشفت حقيقة النضال السلمي سيئ الصيت هاهي قيادات هذه الأحزاب تصر عبر تصريحاتها وخطاباتها المسمومة أن مسيراتهم ومظاهراتهم التي يُسيرونها لا زال طابعها سلمي في الوقت الذي تتكشف حقيقة هذه «السلمية» عبر الصور المبثوثة التي لا تكذب، وتظهر العناصر والمليشيات المسلحة المرافقة لتلك المسيرات سواء التابعة للمنشق عن الشرعية الدستورية علي محسن صالح أو تلك التابعة لعصابات أولاد الأحمر والإخوان المسلمين التي نراها تلازم وترافق تلك المسيرات كما نراها وهي تطلق الأعيرة النارية في الهواء بهدف ترهيب الناس وتخويفهم وخلق أجواء من القلق في نفوسهم.. ما حدث في اليومين الماضيين دليل واضح وأكيد يكشف حقيقة هذه «السلمية» المفترى عليها وحقيقة تلك الأكاذيب التي لا تزال قيادات المشترك تستغبي من ورائها أبناء الشعب هدفاً في تسميم الأجواء ووصولاً إلى مآربها الانقلابية للاستيلاء على السلطة..
إن ما حدث ويحدث من قبل هذه القيادات التي تدعي حرصها على عدم إراقة الدماء كذباً وزوراً تدحضها أفعالهم وممارساتهم وتحركاتهم التي رفضها الشباب المعتصمين من غير المنتمين للإخوان المسلمين في ساحة الجامعة وأدى إلى انسحابهم من تلك المسيرات بعد رؤيتهم للمسلحين المرافقين لها وتأكدهم أن الطابع الذي تحمله تلك المسيرات هو طابع العنف والفوضى والتخريب والتوجه الصريح لإثارة الفتنة بين أبناء الشعب!..
إن ما قام به بعض الشباب المعتصمين من رفض واضح وصريح لوجود المسلحين في مسيراتهم هو تأكيد واضح لرفض المساعي الخبيثة لقيادات أحزاب المشترك للاتجاه نحو العنف والاتجاه نحو تعميم الفوضى والخراب في البلاد..، وذلك عبر استغلال الشباب والدفع بهم ليكونوا وقود حرب قذرة يتجه المشترك لإشعالها بدم بارد..
وما حدث اليومين الماضيين من قبل أحزاب المشترك لا سيما حزب الإخوان «التجمع اليمني للإصلاح» يأتي عقب التصريحات النارية التي أطلقها محمد قحطان وحسن زيد وآخرون وقالوا فيها أن الأيام القادمة هي أيام الحسم الثوري وأكدوا أن ذلك لن يتم إلا عبر العمل المسلح وأنهم جاهزون لهذا العمل بالفعل!..
تلك التصريحات هي من كشفت لمن تبقى من الشباب المستقلين المتواجدين في ساحة الاعتصام بجامعة صنعاء سوء النوايا التي تتجه نحوها قيادات هذه الأحزاب لا سيما حزب الإخوان المسلمين الذي يؤكد بتحركاته وتوجهاته وتصريحات قياداته أنه هو من يسعى لإشعال الحرب وهو من يقود البلد نحو تأزيم الأوضاع أكثر، وسد كل منافذ الأمل والانتقال بالوطن إلى مربع المواجهات والصدامات التي لا نهاية لها..
باستطاعة هؤلاء الشباب الذين انسحبوا اليومين الماضيين من مسيرات المشترك «الحربية» احتجاجاً على تواجد مسلحين بمسيراتهم باستطاعتهم الانسحاب الكلي من ساحات تلك الاعتصامات وتحديد مطالبهم بشفافية مطلقة والتحاور من أجلها مع الحكومة للعمل على تنفيذها، وإيصال رسالة واضحة لأحزاب المشترك بأن اللجوء إلى العنف لن يقود إلى حلول بقدر ما سيؤدي إلى إدخال الوطن في مغبة صراعات دموية لن تهدأ أو تنام ولن يستفيد منها سوى أعداء الوطن الذين يهدفون إلى تسيّد الفوضى في اليمن وإشغال أبنائها بها.. وليكونوا في نفس الوقت تحت رحمتهم وتوجهاتهم الاستعمارية المعروفة، وليس عنا ببعيد ما يحدث في العراق اليوم وما سيحدث أيضاً في ليبيا غداً!..
ليس في صالح أحزاب اللقاء المشترك اللجوء إلى خيار العنف كما تخطط قياداتها وتجار الحروب المنضويين في إطارها.. فهذا الخيار الذي يرفضه أبناء شعبنا بوضوح كما يرفضه الشباب المستقلين المتواجدين في ساحات الاعتصامات لن يكون في صالح اليمن كما لن يؤدي أو يقود إلى التغيير المرتجى والمرحب به من كل أبناء الشعب.. التغيير السلمي بعيداً عن العنف والأعمال المسلحة..، وينبغي على قيادات أحزاب المشترك وأمراء حروبهم أن يدركوا أن أية خطوات أو مساعي تصعيدية للاتجاه نحو العنف لن يكون في صالحها..، بل ستكون هذه الخطوات الشرارة التي ستحترق بها ومن ثم كتابة نهاية قصتها المأساوية غير مأسوف عليها..
وعلى الشباب الذين تكشفت لديهم حقيقة دعاة التغيير والنضال الأحمق..، وحقيقة حزب الإخوان المسلمين وشركائه الذين جندوا أنفسهم للإضرار باليمن واليمنيين عليهم أن يقولوها كلمة واضحة.. نعم للحوار لإنقاذ اليمن.. لا للعنف والإضرار باليمن..