مليار وثلاثمائة مليون ويزيد، هم سكان الصين الشعبية، الذين غدوا قوة اقتصادية وعسكرية وسياسية، وربما تصدق المقولة الخالدة «السياسة اقتصاد مكثف» على الصين من منطلقات عدة.. فهي وبحسب الدراسات العالمية ستنافس «اقتصادياً» ألمانيا عام 2008م، كما ستنافس اليابان في عام 2015م ثم إنها ستنافس وربما تتفوق على الولاياتالمتحدة في عام 2040م. هذه هي الصين الشعبية التي لاتسمح بالانجاب في الأسرة الواحدة إلا بواحد «فتى أو فتاة» وهذا الواحد لو تضاعف لكان المليار الثاني قد ضاقت به الصين، التي يصفها من زارها بأنها جديرة بأن تقود العالم، إن لم يكن في الغد القريب ففي الغد البعيد، وماذلك ببعيد! الصين التي كانت نائمة في القرن التاسع عشر، وبدأت تتثاءب من نومها في القرن العشرين، وهي التي عانت من مشكلات وحروب لعل أبرزها حرب الأفيون، ثم الحرب الباردة التي أفاقت منها الصين أواخر القرن العشرين أو منتصفه.. وبدأت تركز على التعليم في الريف قبل المدينة حتى وصلت اليوم إلى صنع المعجزات. ومن يتابع تاريخ الصين بشكل جيد يكون قد أحكم العقل في القراءة المستقبلية ليعطي حكماً صحيحاً حتى ولو طال أمره للوصول إلى الحقيقة.. وهذا ماتفرد به عقل الرجل الداهية «نابليون بونابرت» عند حملته على مصر.. فقد قال حينها ولنتصور هذا القول في العام «1890م» عندما يصدق اليوم: «دع الصين نائمة لأنها عندما تستيقظ سيندم العالم»! وها قد استيقظت الصين وبالتعليم وحده مكنت نفسها من أن تكون القوة الكبرى والمسيطرة على التجارة والعسكرة والسياسة ....إلخ. لقد كانت نظرة «بونابرت» نابعة من الخوف على فرنسا، وعلى أوروبا، ولذلك كان قد تنبأ للصين بهذا الدور، لكنه كان أحرى به أن يقول: «فستندم أوروبا» وليس العالم، لكنه تجاوز ذلك وصارت الرؤيا حقيقية وصادقة! اليوم نجد أن الصين الشعبية تنافس على كل شيء وتقهر الأسعار وتدخل كل بيت، في مراحلها الأولى.. فكيف بها لو تعملق اقتصادها وغزت الفضاء لتتسوّد العالم، ولتقهر الغطرسة الأميركية التي غدت تهدد الشعوب في أميركا وأوروبا، قبل الشرق والشرق الأدنى والأوسط والعالم برمته! إن التجربة الصينية الأثيرة.. تلك التي صنعت السور العظيم مازال مأثرة الدنيا إلى اليوم ومازالت تصنع المآثر عبر مسيرة العلم والتعليم اللذين بهما ارتقت وارتفعت وغدت القوة الجديدة التي يراهن عليها لأن مسيرة الألف ميل قد تحققت فعلاً من الخطوة الأولى التي رسمت مدماكاً قوياً أساسه التعليم.. وهذه هي الأرقام: ?يوجد في الصين «150» روضة أطفال.. منها «%30» أهلية وخاصة. ?عدد المدارس الابتدائية أكثر من «400» ألف مدرسة تضم «120» مليون تلميذ. ?المدارس الاعدادية «60» ألف مدرسة وبها «60» مليون تلميذ. ?التعليم الثانوي عدد مدارسه «30» ألف مدرسة ويدرس فيها أكثر من (30) مليون طالب وطالبة. ?التعليم الجامعي « العالي» هناك (3) آلاف جامعة «ثلاثة آلاف»! بها أكثر من «30» مليون طالب وطالبة.. وقد خصصت «300» جامعة للطلاب الأجانب الذين وصل عددهم اليوم إلى «77» ألفاً ينتمون إلى أكثر من «170» دولة وبنفقة مشجعة.. وهي ترجمة لقول الرسول الكريم: «اطلبوا العلم ولو في الصين».. صدق رسول الله «صلى الله عليه وسلم». ?تبلغ نفقات التعليم الجامعي السنوية للأجانب «20» ألف يوان أي مايعادل «2400» دولار. ?التعليم العالي يكون على نوعين.. مهني/ اختصاصي ومدته «3» سنوات، أما النظامي فمدته «4» سنوات. ?عدد السكان: «3/1» مليار نسمة يشكلون خمس سكان المعمورة. ?المساحة: تبلغ مساحة الصين «9.6» ملايين كم مربع بما في ذلك هونج كونج/ مكاو/ تايوان. ?الصين هي رابع دولة في المساحة بعد: «روسيا، كندا، أمريكا». ?المساحة البحرية «473» مليون كم مربع. ? بحارها هي «بحر يوهاي - برداخلي/ البحر الأصفر/ بحر الصين الشرقي/ بحر الصين الجنوبي». ?الجزر: «5400» جزيرة، أكبرها «تايوان» «36 ألف كم مربع». ?سور الصين العظيم يمتد لمسافة تزيد عن «500» كيلو في شمال الصين. ?قام ببنائه أكثر من «300» ألف شخص في فترة تزيد عن عشر سنوات.. إبان فترة الامبراطور «تشين شي هوانج» - «259 - 210» قبل الميلاد. ?الجيش:- يبلغ عدد الجيش قرابة «3» ملايين جندي «أكبر جيش في العالم!». ?عدد الصحف «1900» والمجلات «9000».. هنا يتم التركيز على المجلات أكثر من الصحف والتلفاز.. وغير ذلك! هذه هي الصين التي ستقهر أميركا وحلفاءها عن قريب.. بإذنه تعالى! ?فهل يمكن أن تلتقي الحكمة اليمانية مع الحكمة الصينية ولو بعد ألف عام؟!