هل يعقل ونحن في الألفية الثالثة، وفي عصر العولمة وانتشار الديمقراطيات المتنامية، هل يعقل أن يصبح الغزو الآن حقيقة مُسلّماً بها، ودون أدنى مقاومة أو ردود أفعال؟!. بل هل تصدق عزيزي القارئ أن ترحب الدول، ومنها بلادنا بغزو كهذا لكي يكون علامة مميزة تجد صداها وتقبلها من الناس، في الحي والمدينة والشارع والبيت... إلخ؟!. نعم.. هذه مفارقة أن تجد من يرحب بحرارة بغزو دولة كالصين، وأن تجد الناس يحجّون إليها طلباً لهذا الغزو، بل يقدم البعض أنفسهم كوكلاء للغازين.. يا لطيف.. أبَعْدَ هذا يكون هنا منطق نتحدث به لكي نقنع الناس أننا على حق؟!. أنا شخصياً مع الغزو وأؤيده 100% طالما أننا غير قادرين على أن نغزو، فلنرحب بالغزو.. ونحتفي به.. وكله بمائة وعلى مائة (يا حراجاه يا رواجاه) على رأي إخواننا الباعة المتجولين. ترى هل بدأت الأعصاب تحترق.. هل طفشتم من كلامي؟!.. أكيد البعض قده (بغران) وربما يشتم، معليش الله يسامح الجميع. إن هي إلا خواطر أردت أن أستفز بها مشاعر القارئ الكريم. ما علينا يا جماعة الخير؛ الغزو الذي نتحدث عنه ملأ البلاد وأراح العباد.. كل المنتجات الصينية جميلة ورخيصة ومهمة وكل قطعة (100) ريال، وما عليك إلا أن تختار، وقد تملأ كثيراً من الأكياس البلاستيكية بريالات لا تتجاوز الألف والألفي ريال.. وكلها مفيدة ونافعة. علّق أحد الإخوة قائلاًً: ما باقي إلا أن تكون السيارة بمائة ريال، فقلت له موجودة فعلاً.. لكنها سيارة (لعبة) للأطفال ومن غير المستبعد مستقبلاً أن يحدث ذلك!!. ولنتصور أن تكون هذه السيارة بمائة ألف ريال، لكن الناس يقدمون خدمات جليلة، فالذين بنوا سور الصين العظيم الذي لاتزال عظمته حتى اليوم تدهش العالم، قادرون على إدهاش العالم اقتصادياً وسياسياً عسكرياً، وهلم جرا. وقديماً قال نابليون بونابرت عند غزوه لمصر: (دع الصين نائمة فإنها عندما تستيقظ فسيندم العالم) كان ذلك في عام 1881م تقريباً. وها قد صحت الصين وندم العالم وندمت أوروبا بالذات؛ لأن هذا العملاق صار أقرب إلى أن يتسيد العالم في ثلاثينيات أو أربعينيات هذا القرن.. تلك دراسات علمية واقتصادية تقول ذلك والواقع خير شاهد. والصين دولة صديقة لليمن، وعلاقاتنا قديمة جداً ولها جذور تاريخية، فكيف لا نرحب بالغزو المحبوب والمألوف؟!. لكن هل نحن قادرون على غزو الصين؟!.. أقول نعم، فقد غزوناهم بعدد من الكفاءات اليمنية التي تعمل هناك، وغزوناهم بفتح مكاتب تجارية عامة وخاصة، وهذه مفخرة لنا أن نكون غزاة القرن، بعد أن كنا من غزاة الأندلس زمان، ألا تتذكرون محمد بن أبي عامر المعافري اليماني؟!.