اليوم.. ومنذ فترة مضت وضع العرب خيار المقاومة والحرب والتحرير، ورفعوا خيار السلام.. ومضى العرب في هذا الخيار منذ الزيارة الساداتية للقدس إلى كامب ديفيد، إلى مدريد، إلى أوسلو.. وفي جميعها يوقعون الاتفاقات مع الكيان الصهيوني، ويسارع العرب إلى الوفاء بالتزاماتهم، أو استسلاماتهم وتنازلاتهم، بينما الصهاينة يماطلون ويتعللون ويساومون، وفي النهاية يتخذون أية حجة للتنصل عن التزاماتهم.. وفي كل مرة يخسر العرب ويكسب الصهاينة. وأخيراً خارطة الطريق التي وأدتها الدولة الصهيونية، ثم المبادرة العربية التي لم تخرج عن قرارات المجتمع الدولي، ومع ذلك لا يزال الصهاينة يرفضون مبادرة السلام العربية، والشرعية الدولية، بدعم وسند ومؤازرة وتأييد أميريكي ..أي يرفضون السلام.. والعرب لا أدري يفهمون أو لا يفهمون، «أقصد النظام العربي»، يرددون عبارة السلام خيار استراتيجي.. والأرض مقابل السلام.. وهي مقولات قديمة يفهمها أو يفسرها الصهاينة بأن العرب يقدمون الأرض للصهاينة مقابل السلام.. كل هذا والعرب مازالوا يرفعون شعار «السلام»..! أيها القادة والحكام العرب.. اعلموا أن السلام لا يُوهب..ثم لا أدري أي سلام تبحثون عنه والأرض العربية مازالت محتلة، والشعب الفلسطيني مازال مشرداً..؟! فمناداتكم بالسلام قبل استعادة الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية، وعودة اللاجئين حسب القرارات الدولية يعكس للصهاينة مدى ضعفكم ووهنكم وجبنكم.. لأنهم يعلمون أن صاحب الحق لا يسالم ولا يهادن حتى يستعيد حقه.. شرط أن المعتدي هو الذي يجنح للسلم، وليس المعتدَى عليه.. المعتدَى عليه يجب أن يرد الاعتداء، ويدافع عن نفسه، وذلك يحتاج إلى قوة.. فإن وجد المعتدي قوة تردعه وتصده سيجنح للسلم، ويدعو إلى السلام. أما نحن العرب فأرضنا محتلة، وشعبنا مشرد جزء منه، وجزء يمارس عليه العدوان السافر يومياً من قبل الصهاينة، ثم نطالب بالسلام كخيار استراتيجي عربي.. ولا أدري على من نكذب، ومن نغالط..! إننا أضعف وأوهن من أن ننادي بالسلام، وحالنا الراهنة ليست سوى حالة استسلام، لأننا أعجز من أن نختار السلام ونفرضه.. فالسلام لا يطلبه إلا ضعيف رعديد.. ولا يقبله إلا نبيل قوي.. أما في حالتنا العربية فنحن نطلب السلام ضعفاً، ومن عصابات تفتقر إلى النبل والقيم النبيلة. يا «قادة وحكام العرب».. ها أنتم قد عرضتم مبادرة السلام العربية في قمة بيروت، وأخيراً في إعلان قمة الرياض، ولم تواجهوا سوى بالرفض، بل لم تُواجهوا بالرفض فقط، وإنما بالاستهتار بكم وبمبادرتكم من قبل «أولمرت، وليفني»، رغم أنهم في أسوأ حال بعد فشلهم وهزيمتهم أمام حزب الله.. حتى أمريكا التي تعولون عليها لم تعركم بالاً، سوى تندر «رايس» على مبادرتكم. إنهم يرفضون السلام فماذا أعددتم ياعرب «قادة وحكام» بديلاً بعد رفض خيار سلامكم؟! سؤال تطرحه كل شعوبكم.. وتنتظر إجابة.