دعونا نساير العرب المتوجّهين صوب المفاوضات،واللجنة الرباعية، ورعاة المفاوضات” الولاياتالمتحدة الأمريكية” ونكون معهم ومع المفاوضات مع العدو الصهيوني للوصول إلى السلام العادل والشامل في المنطقة. لكن لابد من أن نسأل سؤالاً عقلياً وموضوعياً: ماذا سيعمل هؤلاء “أنصار المفاوضات” إذا فشلت المفاوضات وهي فاشلة حتماً في نظر كل ذي بصيرة، وبصر، لأن الكيان الصهيوني غير جاد، ويشترط شروطاً تعجيزية، ومسبقة على الفلسطينيين .. إنها شروط تطالب الفلسطينيين بالتنازل عن قيام دولة فلسطينية والقبول بمحمية يحددها الكيان الصهيوني، وتكون قابعة تحت هيمنة الجيش الصهيوني. ونعود إلى السؤال: ماذا سيعمل الفلسطينيون،وعرب المفاوضات؟! أما الرباعية، والولاياتالمتحدة فسيظلون على السير في وساطتهم المنحازة لكيان العصابات الصهيونية، ويعتبرون أن المفاوضات تعطي الصهاينة الضوء الأخضر للمضي في سياساتهم الاستيطانية والتهويدية في فلسطين “1948م” وفلسطين مابعد “ 1967م” ويبقى السؤال للفلسطينيين وعرب المفاوضات: ما الذي أعدوه في حالة فشل المفاوضات؟! أنا على ثقة بأنهم لم يعدوا شيئاً بينما حكومة العدو الصهيوني لم تعد فقط, بل إنها تنفّذ سياسات حُضِّرَ وأُعِدَّ لها مسبقاً, أما الفلسطينيون والعرب المفاوضون لم يعدوا سوى عبارة واحدة “ تمسكهم بخيار السلام” ولا أدري أي خيار سلام هذا الذي يتمسكون به في الوقت الذي يرفضه العدو الصهيوني، ويمارس خياراً آخر غير خيار السلام, إنه يمارس وينفذ خيار العدوان والاحتلال والحرب والتوسع والاستيطان الجديد، والتهويد في فلسطين “ 1948م” وفلسطين مابعد “1967”. ليفهم فلسطينيو وعرب المفاوضات أن العصابات الصهيونية لاتريد السلام مقابل الأرض، أو الأرض مقابل السلام، وهما عبارتان عائمتان غير مفهومتين ،وغير شفافتين.. الحقيقة التي لايريد أن يراها ويفهمها فلسطينيو وعرب المفاوضات هي أن العصابات الصهيونية تريد الأرض والسلام معاً .. حتى وإن أُعطيت فلسطين كلها لن تجنح للسلام وماهي إلا مسألة وقت تتهيأ فيه، وتعد العدة للتوسع من جديد وبالقوة بكل الاتجاهات “ الأردن،سوريا، لبنان، مصر”, فإسرائيل من النيل إلى الفرات مازالت استراتيجيتهم.