أوشك موسم القبول والتسجيل في الجامعات اليمنية على الانتهاء وكثير من الطلاب عادوا بخفي حنين وانتهى بهم المطاف بالتعليم الموازي بدلاً عن خليك في البيت ! في جامعة تعز شاهدت طلاباً وطالبات متذمرين بعد أن رفضتهم الجامعة بحجة عدم تمكنهم من اجتياز اختبارات القبول ومن بينهم أصحاب المعدلات العالية الذين ظنوا وبعض الظن إثم بأن سهر الليل والجد والاجتهاد سوف يوصلهم إلى التخصص الأكاديمي الذي طالما حلموا به وأعدوا أنفسهم .. وثابروا ودفعوا غالي الثمن ، وعانوا النوم ليخطبوا مقعداً لهم في كلية تتسق مع المهر الذي دفعوه من راحتهم وعافيتهم وأعمارهم.. ثم يفاجأون بالجامعة تقذفهم إلى رصيف التهميش وبقلب بارد يقال لهم : برع روحوا دوروا لكم مهرة .. قصة طالبة وفقت بين العمل والدراسة الثانوية لتحصل على معدل ثانوي «90%» رفضتها الجامعة لانها لم تجتز اختبار القبول فهل معدل كهذا يحتاج إلى مفاضلة مع آخرين أقل منها معدلاً و طموحاً. كثير من الجامعات وحتى العربية والأجنبية تتبع سياسة المفاضلة واختبارات القبول وبالذات في تخصصات معينة.. وعندما اتبعت جامعاتنا هذه الاستراتيجية نتيجة ارتفاع حجم عدد المتقدمين مقارنة مع القدرة الاستيعابية قلنا مبرراً مقبولاً بكل المقاييس.. إلا أن التعليم الموازي كسر القاعدة لتصبح الجامعة قادرة على استيعاب كافة المتقدمين وكأن لسان حال قياداتها يقول :«هل من مزيد» مادام هناك من يدفع بالدولار و بالريال مما يعني أن القائمين على التعليم العالي قد نسوا شيئاً اسمه مجانية التعليم فتحولت الجامعة من مؤسسة تعليمية إلى جهة إيرادية وياليت ما تجبيه من الموازي يدخل جيب الدولة. يقال ان الدكتور/صالح باصرة، وزير التعليم العالي هو صاحب الفكرة ومهندس التعليم الموازي.. كضرورة ملحة لحل الكثير من الاشكالات التي تواجه الجامعات الحكومية خاصة في مسألة عدم توفر الكادر وازدياد الطلب على التعليم إلى جانب ايجاد دخل جديد يساعد الجامعة على التحرك بسهولة بدلاً عن انتظار التعزيزات المالية والبنود التي تعيق تنفيذ العديد من الأنشطة.. في البداية كانت الفكرة رائعة والرسوم مقبول إلا أنها اخذت منحى آخر في اتجاه رفع الرسوم كعبء اضافي وهمٍّ لا يطاق على أولياء الأمور الذين يجدون أنفسهم مجبرين تحت ضغط أبنائهم على هذا النوع من التعليم. بعد أن أصبح التعليم الموازي هو الأساس والمجاني هو الاستثناء لدرجة أن البعض يردد أن ذلك انعكس سلباً على سياسة القبول فيرسب أكبر عدد لضمان تدفقهم مرة أخرى إلى الجامعة من بوابة الموازي الذي قد تصل مبالغ الرسوم لعام دراسي فيه إلى أكثر من ألف دولار. السؤال الذي يجب ان تسأله قيادة الجامعة نفسها هو : ما مصير الذين ليس لديهم مقدرة على هذا النوع من التعليم رغم حصولهم على معدلات تؤهلهم لدراسة التخصص الذي يطمحون إليه ؟!. وإذا كان التعليم الموازي قد حلَّ مشكلة القدرة الاستيعابية لماذا لا يستفاد منه بحيث تحل المشكلة بعيداً عن جيب المواطن. من المؤسف في ظل هذا الوضع أن تجد على بوابة الدكتور/محمد الشعيبي، عميد شئون الطلاب حاجباً ينتقي الذين يدخلون إليه لطرح مشكلة أو الطمع في الحصول على توصية الدخول بالفرازة وكل واحد وهيبته.. أما المساكين «الرعاوية» فيظلون « مرزوعين» حتى نهاية الدوام ويغادرون الجامعة ليعودوا في اليوم الثاني على أمل لقائه.. ويتكرر السيناريو ويبقى الوضع على ماهو عليه وعلى المتضرر أن لايعتب بوابة رئيس الجامعة لأن الحل ليس هناك.. وقد حالفني الحظ فنلت شيئاً من «الرزعة» لأني كنت أحد الملطوعين ساعات أمام مكتب الدكتور ولم يبقَ إلا أن اتوسل لحارس الباب كي يسمح لي بالدخول لكن مافيش فائدة..ولأن وجهي شكله ما يبشرش بخير.