غريب حالنا مع أسراب الجراد.. ومؤسف تفاعلنا مع أخطارها.. والسبب أننا أطلقنا نصف كذبة وصدقناها وكان الثمن أضعاف وسيتواصل. حسناً! نحن من أكلة لحوم الجراد.. والقادرين على الاستفادة من حلال الميتتين.. لنا طرقنا في اصطياد الجراد ووسائلنا في سلعة وتجفيفه وتذوقه.. نحن بارعون في تهيئته للمائدة وفي صورة جمبري مشوي ومع الكاري.. لكن المثير للدهشة أنه فيما أسراب الجراد تغزو مناطق كثيرة في اليمن مانزال أسرى الحديث حول براعتنا في جمع الجراد في شوالات وقوارير.. نتبادل «النكت» حول بورصة سوق الملح وحول قيام قبائل هنا وهناك بمنع فرق المواجهة من أداء عملها والتباري في وضع أرقام لسعر الكيلو من الجراد.. الملهاة في الموضوع الذي ستفضي بنا إلى كارثة أن هذه الأسراب مهولة وملايين اعدادها من الكثافة في مستوى القدرة على حجب عين الشمس تكرر التهام أضعاف أوزانها ممانزرعه ونحن نتبارى في التعليقات السامجة. وليس الخطأ في أن يكون عندنا وجبات إفطار وغداء وعشاء من الجراد.. ولا في أن نتفنن في طباخته بعد القبض عليه وتناوله مقلياً على الزيت.. ؟؟ أو مندياًً.. الخطأ أن نجري وراء بطولاتنا في أكلة على حساب وعينا بحجم مايمثله من المخاطر. - إن الأصل في الجراد أنه خطر ماحق إن هجم على الزراعة في أي بلد.. اسراب الجراد خطيرة وليس أخطر من التعامل مع الكوارث بتحويلها إلى ملهاة إلى قفزنا على المأساة. ليس من العقل أن نواجه مشاكلنا بالجدل البيزنطي حول نصف بطولة.. نصف كذبة.