أنا أيضاً لا أقلل من خطر آفة أسراب الجراد.. ولا أعتقد بأكله أو شربه أو حتى الاستفادة منه كمحلول دهان على سبيل التشافي والبركة. الأستاذ القدير/عبدالله الصعفاني غير راضٍ بالمرة عن التقاط فكرة جانبية والتعامل معها في مادة كتابية تقر ماهو واقع وحاصل بالفعل، لأنها تخلق واقعاً متخيلاً، أو تختلق وقائع بعيدة عن الواقع. لا أعلم إن كنت واقعياً في افتراض المتفائل بأن الأستاذ/الصعفاني كان في «نقطة وفاصلة» في الجمهورية يوم الأربعاء إنما يعنيني كوني كتبت قبلها بيوم في«حوار و 1/2 » في الصحيفة ذاتها موضوع «بحجر الله خلونا نشتغل» لاتكافحوا الجراد»؟ وعند الصعفاني الحق كل الحق فيما قال أو كتب على وجه الدقة. وإذ أشعر بسعادة لاتوصف، على افتراض أن قلماً مميّزاً وقامة بحجم العزيز الصعفاني قد شرَّف مثلي بقراءة ما أكتب.. ولم يعد مهماً بعد هذا شيء حتى لو كان قد أطلق العنان لأسراب حروفه كي تغزو عوالمي الخربة وتعمل فيها «الدقدقة»! فإنني أشعر بما يشعر به من استياء كبير وغيظ أكبر تجاه الغزاة. إنما كنت أود المقارنة الضمنية بين الاحتفاء الشعبي إن صح الوصف أكلاً وبيعاً وطهياً وتطبيباً، وبين العجز أوقلة الحيلة والإمكانات في مكافحته ومحاصرة أسرابه المدججة بالقحط والخراب. في كل الأحوال.. هناك اتفاق جامع حول خطر وكارثية أسراب الجراد على المحاصيل الزراعية، وإن كنت لا أرى خطراً يذكر على شجرة وحقول ومدرجات القات كون الجراد يزهد فيها رغم أمنياتنا الوافرة بعكس ذلك. ولا أعتقد أن التقاط مشاهد جانبية ضمن المشهد العام سوف يؤثر قليلاً أو كثيراً على مجهودات مكافحته، أو يعني تحريضاً للجراد على المزيد من التدمير واهلاك الحرث والزرع، لأن الجراد لا وقت لديه لقراءة «الجمهورية» أو غيرها ولديه خيارات عمل أفضل بكثير من هذه التهمة. وأتفق مع الصعفاني بأنها «ملهاة»، و لكن أيضاً، هل «نصف كذبة» قادرة على سحب الحقيقة والمأساة؟ كلا .. وهل الحديث الجاد أو الكتابة حول خطر وكارثية أسراب الجراد سوف تعمي أعين الغزاة وتضللهم؟!. حقيقة ليست «نكتة» مجردة ،وإن كانت كذلك وليست «نصف كذبة» اخترعناها، وبالله أحلف أن هناك شوالات وقوارير تباع وهي معبأة بالجراد.. وقد رفضت شراء واحدة منها الاسبوع الماضي، أقصد أنها حقيقة وليست كذبة أو حتى نصفها. ونعم «أسراب الجراد خطيرة» كما كتب عبدالله الصعفاني وأعتقد جازماً أن من يأكل الجراد يعلم يقيناً أنه «خطر ماحق على الزراعة» فتلك لاتنفي هذه.. أما أننا «نحول الكوارث إلى ملهاة» فهذه «خُسيم» نوعاً ما! فسواء أكلنا الجراد أو لم نأكله، فهو على حاله يغزو ويفعل ما يشاء، والأصل «المكافحة» العملية للفرق الميدانية.. أما التندر بالكارثة فقد يخفف قليلاً من مرارتها. شكراً لأنكم تبتسمون