لا يساور ويليامز شك حول وجود تحدٍ كبير وملح في المنطقة. ويحذرويليامز من أن أحد الأخطار الحقيقية في المنطقة هو انهيار الدول فيها. يستدل ويليامز بما هو حادث في العراق، و لبنان، وإلى حد ما في غزة واصفاً ما يحدث بأنه انهيار للدولة واستبدالها بميلشيات تتبنى عادة تأويلات متطرفة للإسلام، ولا تتورع عن استخدام الإرهاب إلى حد بعيد. التحدي الكبيرأمام بريطانيا والمجموعة الدولية إذاً وكما يقول ويليامز: محاربة هذا النهج وضمان عدم تمكنه من المنطقة. سيكون مايكل ويليامز مسؤولاً أمام غوردون براون رئيس الوزراء البريطاني، بعدما كان مسؤولاً أمام الأمين العام للأمم المتحدة. فخلال أيام يتسلم ويليامز الذي يرى أن على بلاده التواصل أكثر مع إيرانوسوريا منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة في الشرق الأوسط. يستند الرجل الى أن سياسة المملكة المتحدة كانت نشطة دائماً بالنسبة لإيران، عكس الولاياتالمتحدة التي قطعت العلاقات الدبلوماسية معها بعد الثورة الإيرانية عام 1979. وتعد سوريا وايران دولتين ليست للولايات المتحدة اتصالات مباشرة معهما. ويشير ويليامز إلى أنه قد سافر إلى إيران خمس مرات في الفترة ما بين عامي 2001 و2004، بصفته مستشاراً خاصاً لجاك سترو وزير الخارجية حينئذ. ويقول: إن رئيس الوزراء (جوردون براون) ووزير الخارجية (دافيد ميليباند) يريان أن علينا التعامل مع دول كإيرانوسوريا. في الشأن الفلسطيني كان ويليامز وبعدعودته إلى مقره في المبنى المعروف بالبيت الحكومي في القدس من لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وجه كلاماً قاسياً للحكومة الإسرائيلية على إسرائيل أن تبذل جهوداً أكبر للإبقاء على الرئيس عباس، خاصة في ضوء النكسة التي تعرض لها باستيلاء حركة «حماس» المنافسة له على قطاع غزة . وأضاف: لقد كانت هناك بعض التحركات.. مشيراً إلى إطلاق سراح 250 سجيناً والإفراج عن بعض عائدات الضرائب. لكن هذا لا يكفي أبداً، ففيما يتعلق بالقضايا الرئيسة كالبؤر الاستيطانية والحواجز العسكرية (التي ينصبها الجيش الإسرائيلي) عدا عن المستوطنات في الضفة الغربية لم نر أي تحرك كبير أو بالأحرى حقيقي من قبل الحكومة الإسرائيلية. كما يدعومايكل ويليامز ممثل الحكومة البريطانية المعين في الشرق الأوسط والذي يرى أن الأمور تبدو أفضل من أي وقت مضى في الأعوام السبعة الماضية إسرائيل إلى بذل جهود أكبر لتحسين الحياة في الضفة الغربيةالمحتلة. البيت الحكومي مكان ملائم لويليامز، سواء أكان في منصبه القديم أم الجديد، فالبيت الحكومي هو مقر بعثة الأممالمتحدة في إسرائيل والمناطق الفلسطينية. وكان سابقا مقر الانتداب البريطاني في فلسطين طوال العقود الثلاثة الماضية السابقة عن عام 1948 وإعلان إسرائيل الاستقلال. وخلال القرن الماضي كان البيت الحكومي مسؤولاً عن كثير من الهزات التي ضربت المنطقة أو على الأقل الشعور بها. يحيى ويليامز ما يصفه ب(التواصل) الشخصي القوي بصورة غير طبيعية بين إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي ومحمود عباس الرئيس الفلسطيني. وهو سيقوم بجولات عدة في أنحاء المنطقة، فعمله حيوي جداً كما يعتقد. فلبريطانيا دور خاص في المنطقة كما يقول، بسبب مقعدها في مجلس الأمن الدولي، وتاريخها الطويل في المنطقة. والأكثر من ذلك فإن مشاكل هذه المنطقة تتردد أصداؤها داخل المملكة المتحدة ذاتها، بسكانها المسلمين، ولأنها المنطقة الأكثرتهديداً للسلام والأمن الدوليين. يصف مايكل ويليامز نفسه بالمتفائل بحذر إزاء الدبلوماسية والاتصالات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ويقول: إن الأمور تبدو أفضل من أي وقت مضى خلال الأعوام السبعة الماضية، رغم إقراره بأن البعض قد يقولون هذا لا يعني الكثير. ولا يرغب مايكل ويليامز الانجرار إلى الحديث مباشرة عما إذا كانت السياسة البريطانية في المنطقة وثيقة الارتباط بالسياسة الأمريكية في الأعوام القليلة الماضية. لكنه يقول: إن المهم الآن هو دفع العملية قدما قبل الاجتماع الكبير الذي دعا إليه الأمريكيون في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. لكن حين يسأل عما إذا كانت بريطانيا ستلعب دوراً في الاتصال بدول والحديث إلى شخصيات قد تجد الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي صعوبة في التحدث إليها يشير إلى أن هذا قد يكون استفادة من مواطن القوة لدى البريطانيين. [email protected]