عندما ينهار الذوق العام في الشارع وتلمع بذور الفتنة في فرزة أو سوق لا مفر من أن يتسلح من اعتاد على الانفعال والنزق بشيء لا أقول: من الصبر وإنما من الصبر المخلوط بالتناحة ما استطاع إلى ذلك.. بالتناحة والصبر يتحقق المقصود من الرب المعبود وتعود إلى البيت لا أقول: غانماً وإنما صابراً ومتجاوزاً تداعيات فتنة بلا قضية تختلط فيها إصابات الحابل بكدمات النابل في أحسن الأحوال.. بين بشر لا يعرفون بعضهم ولا ينطلقون من أحقاد قديمة.. بعض من يرتادون الفرز والأسواق يعانون الخيال المنفلت.. يخرجون من منازلهم وفي البال أنه لاشيء يخسرونه فلماذا لايعبرون عن الضيق والتبرم ومفردات التأنيب برفع أحد الخيارين «يا لابج يا ملبوج». أحد الشباب أحترم فيه تنوع مهاراته وكثرة تعاطيه للمهن ومحبته للناس بل وأدبه الجم وجد نفسه يحتك بدراجته النارية الحديثة مع سائق باص.. حاول الشاب أن يتعامل مع الموقف بما يتطلبه من رد الفعل البشري الطبيعى.. «أنت غلطان.. لا.. بل أنت غلطان وسبعين غلطان».. ثم تطور الأمر إلى «أبوك قال أبوك».. وما إلى ذلك من مزاد استعراض الأسماء الحساسة.. اشتباك بالأيدي بين صاحب الدراجة وصاحب الباص.. وحيث والموقف تتجمع فيه «الميني باص» الصغير فقد تداعى بعض السائقين ونصروا صاحبهم ؛ليس لأنه أخوهم في الرضاعة أو النيدو ؛وإنما لأنه صاحب باص.. وكيف «واليوم عنده وبكرة عندنا..» صاحب الدراجة كان ماشاء الله «عفطاً» قاوم، غير أن الكثرة غلبت الشجاعة فلم يسلم من تدخل إحدى الجنابي التي ألحقت أذى بيده.. وحيث و«المتفرج لبيب» كان يمكن تجنب فتنة السوق بشيء من الصبر بعيداً عن حمية الجاهلية. أنا من أنصار التمتع ببعض الصبر؛ فكثير من الفتن تبدأ بشرارة.. لحظة انفعال «إن القوي هو من يملك نفسه عند الغضب»..!