محاسب في باص ....عبارة تعني طفلاً صغيراً يجمع أجرة من ركاب الباصات ويتحمل غلاسة بعض الركاب وتعليقاتهم الساخرة ...عيناه تترقبان بحذر, يخاف السقوط من الباص ويخاف أن ينزل راكب دون أن يدفع ....ليست تلك هي كل الحكاية وإنما الحكاية تداول قصص بشكل خافت أن هؤلاء الأطفال هم فريسة سهلة لضعاف النفوس وعديمي الضمير ...الذين يرون في العظام الطرية فرصة للاستغلال والقهر والاغتصاب. ...لاتتحرك في بعض سواقي الباص ذرات من ضمير أو شعور بالمسئولية أو تأنيب الضمير لهذا الصغير الذي زج بسنوات طفولته الغضة لسوق العمل.. هذه قصص مؤثرة ولكنها لاتجلب لأصحابها الشهرة والحقوق والحريات....والإعلام . ماهو الحل أمام ما يحدث، أليس عدم حمل السائق لرخصة القيادة أو عدم دفعه لرسوم الغرامات يجعله ملاحقاً من قبل المرور ؟ لماذا وهناك من يسرق مستقبل اليمن وزهورها.لا يتم ملاحقة من يوظف طفلاً في باص،درءاً للمفاسد.. قضية الاعتداء على الأطفال من قبل بعض سائقي الباصات هل ستظل في طور الهمس؟. متى ستتدخل جهات الاختصاص بالمنع التام لعمل الصغار خاصة في الباصات؟. هل سيلاحق المرور كل من يشغل طفلاً ؟ هل ستظل قضايا الطفولة مرهونة بما تحدده فقط المنظمات من مهم وعاجل,وغير مهم وغير مدر للدخل؟. البرد يشتد والأطفال يلتحفون السماء ويفترشون الصقيع خاصة في صنعاء التي يمر الوزراء والمسئولون والتجار والحقوقيون وووو.بشوارعها وكلهم يتغطى أطفالهم بأجود أنواع المعاطف والصوف وأغلى المنسوجات، وعشرات الأطفال في الشوارع والجولات لايجدون المأوى الآمن . طفل لايجد مكاناً يضع فيه جسده المتهالك من لهيب الشمس وزمهرير الشتاء ...هو مشروع جريمة مستقبلي . أيها الأب سواءً كنت مسئولاً أو حتى عاملاً بسيطاً “زكّ عن وجودك» متعافياًٍ بين صغارك ....ومد يد العون والمساندة لذلك الصغير المستوطن الشارع والجولة والباصات.... فقد كفرنا بالمسئولين والوزراء ثواراً وبلاطجة وأصحاب القرار .... فأولئك لاتعنيهم الطفولة بشيء...