يحل علينا شهر رمضان الكريم هذا العام متزامناً مع بداية العام الدراسي الجديد 2007 2008-م مما يعني مضاعفة الطلبات والتي بلا شك أنها تقصم ظهور الغالبية العظمى من الناس الذين أصبحوا عاجزين عن توفير المتطلبات الأساسية اليومية في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار الذي تجاوز كل الحدود وفاق كل التوقعات وهو مايجعل توفير متطلبات شهر رمضان والعام الدراسي الجديد من الأمور الصعبة جداً التي يعجز الكثيرون عن تجاوزها . خصوصاً أن التجار يجعلون من شهر رمضان موسماً لرفع أسعار المواد الاستهلاكية وحتى بائعي الخضروات بأنواعها يجارون التجار في استغلال إقبال الناس على شراء احتياجاتهم للشهر الكريم فيعمدون إلى رفع الأسعار وكأن البطاط والبصل والبامية والبسباس والبقل والكراث يتم استيرادها من الخارج بالعملة الصعبة رغم أن سعر صرف الدولار لم يطرأ عليه أية زيادة وكذلك أجور المواصلات لكن حمى ارتفاع الأسعار أصابت الجميع وكل واحد يريد أن يحقق الربح الذي يشبع جشعه وياليتهم يشبعون والمواطن المسكين حيران ويصرخ بكل صوته «كيف أسوي كيف أعمل بس دلوني» ولايجد جواباً سوى «اشتكي حالك إلى الله منصف المظلوم» طلبات رمضان «كوم» وطلبات المدارس والجامعات «كوم» ومسكين من معه «كوم» أولاد وبنات كيف سيوفر رسوم التسجيل وشراء الملابس والأحذية والحقائب والدفاتر والأقلام في وقت واحد مع متطلبات شهر رمضان؟! . في الحقيقة مطلوب من الجميع مراجعة حساباتهم..الحكومة تراجع حساباتها وتضع في اعتبارها أنه لابد من وضع خطط عملية تترجم في الواقع الملموس قولاً وفعلاً للحد من البطالة والفقر من خلال الاتجاه نحو ايجاد مشاريع استراتيجية كبيرة تستوعب أعداداً كبيرة من الأيادي العاملة والضرب بيد من حديد «من حديد» ضد كل من يعمل على عرقلة تدفق الاستثمارات الخارجية إلى البلاد. كذلك المواطنون يجب أن يعيدوا حساباتهم ويعملوا على تنظيم النسل والمباعدة بين المواليد حيث لايعقل أبداً أن الشاب الذي يتزوج هذا العام سيصبح بعد خمس سنوات أباً لخمسة أطفال أعتقد أن ذلك كارثة ليس على الأب وحده بل على البلاد فإذا كان عدد الشبان الذين تزوجوا مثلاً هذا العام على أقل تقدير خمسين ألف شاب وكل واحد أنجب خلال الخمس السنوات القادمة خمسة أطفال فإن العدد سيكون ربع مليون من بني آدم وهؤلاء بحاجة إلى تعليم وصحة وكساء وغذاء وكله مستورد بالدولار من الخارج.. يعني بالمختصر إرباكاً لخطط التنمية. نصيحة لكل الشباب الذين دخلوا القفص الذهبي خلال هذا العام ألا يفكروا بالإنجاب السريع وأن يتمتعوا بحياتهم لأكبر فترة ممكنة لأنهم لو استعجلوا الانجاب فإنهم سيدخلون دوامة الطلبات اليومية التي لاتنتهي. وختاماً رمضان كريم وعام دراسي جديد وكان الله في عون الجميع.