كل عام وأنتم بخير.. هلّ علينا رمضان.. وهانحن نعيش أول أيام ثلث الرحمة.. يدفعنا الأمل بأن نجمع فيه ثلاثية الرحمة والمغفرة والعتق من النار.. في كتبنا الدراسية القديمة.. ونحن لانزال صغاراً.. تعلمنا أن الصوم مدرسة للصبر وتنمية القدرة على تحمل المكاره.. والإحساس بمعاناة الجائع والفقير والمسكين واليتيم.. وليس أفضل من أن نسجل البداية التي نتمثل فيها أعمال وأخلاق رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. ولن نستطيع الرفق بمن حولنا دون أن نكون عند مستوى القدرة على الرفق بأنفسنا أيضاً.. وأقصد بذلك ألا نثقل أدمغتنا بمتطلبات تتجاوز مواردنا بحجة الوفاء بطلبات رمضان مما نحتاجه ولانحتاجه.. ليس من خصائص وحكم رمضان أن نستهلك في لياليه أكثر مما نستهلكه في أيام وليالي الشهور الأخرى.. ليس من الأبعاد التعبدية للشهر الكريم أن نستهلك فيه موردنا الشهري ومانملكه من مدخرات. إن الطريق إلى إعانة الفقير والمسكين تبدأ بالسيطرة على أطماع ورغبات النفس الأمّارة بالمبالغة في الامتلاء في شهرٍ «الصوم أبرز مظاهره». رمضان قال احمدوه «والحمد مش بالشكل ذا» .. وأهلاً رمضان