مرحباً رمضان، فما أثقلها أوزارنا التي اكتسبناها دون خشية من ربنا الرقيب الحسيب. مرحباً رمضان وظننا بالله حسن أن يكون رمضان هذا الكريم مرتحلاً بذنوبنا. إن قدوم رمضان مرة أخرى علينا هو فرصة أخرى للقاء ربنا بقلوب سليمة، فما أشقى المرء حين لا يغتنم مناسبات التوبة، وما أكثر خساره حين لا يتعرض لنفحات الله في مواسم الخير. يا أيها الذين زارهم رمضان مراراً فلم يتوبوا، بئس المسلمون أنتم.. فرمضان كرامة الله للمسلم؛ ولا يأبى الكرامة إلا لئىم. ولما كان القضاء يصفّد أبوابه في هذا الشهر، فإن في ذلك فرصة لمراجعة الإنسان الظالم نفسه الذي يأخذ حقوق المستضعفين من الأرامل والأيتام والأرحام، كي يعود المسلم إلى ربه، فيكون أهلاً لرحمة الله في هذا الشهر المبارك. ولما كان سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام هو القدوة الأعلى، فإنه كان أجود من الرياح المرسلة في رمضان، فلابد أن يخفف الأغنياء من مصائب فقر المعدمين والمعوزين. ونسأل الله العلي القدير أن يكرم الباذلين أموالهم في سبيل الله، على أمل أن يضاعفوا للفقراء أعطياتهم هذا العام نظراً لارتفاع الأسعار. رمضان فرصة لتجديد الإيمان، وتوطيد صلتنا بالله الكريم، ربنا الغفور. اللهم اجعل رمضان بركة علينا جميعاً، وامنحنا فيه فرصة زيادة إيماننا بك وتوكلنا عليك.