قال الحق تعالى:«كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله» صدق الله العظيم، وفي يمن الإيمان والحكمة والبلدة الطيبة لم يكن مصير كل تلك البنادق المأجورة التي صوبت فوهاتها ورصاصها ونيرانها نحو الثورة، والجمهورية، والوحدة، والأمن والاستقرار، إلا السقوط في هاوية الفشل، ومستنقع الخيانة، وكان لسان حال شعبنا يقول مع الشاعر: لا تركن إلى من لا وفاء له الذئب من طبعه إن يقتدر يثب ولهذا كان مصير هذه الذئاب المسعورة والمكشرة عن أنيابها أن تكون في مزبلة التاريخ، وأن تلاحقها لعنة الشعب وغضبه.. وقد أثبتت صفحات التاريخ النضالي لشعبنا أنه لامكان بيننا .. وعلى ترابنا الطاهر لكل قوى التخلف،والاستبداد ،والخيانة، والتطرف، والتعصب الأعمى. ونحن عندما نحتفل في كل عام بأعيادنا الوطنية المجيدة « سبمتبر، وأكتوبر، ونوفمبر، مايو» إنما نجدد من جديد العروة الوثقى والوفاء والاخلاص للوطن، والحفاظ على المكاسب والمنجزات في كل هذه القوى التي باعت ضمائرها،وخانت الوطن، وارتهنت للشيطان، ولا تريد لليمن السعيد سعادة وخيراً، وغدا الاحتفال بأعيادنا وأعراسنا الوطنية يشكل صفعة قوية على وجوههم، ويقض مضاجعهم،ويزعزع أوكارهم الخبيثة، فيما يبقى الوطن وانسانه شامخاً، وعالياً، وجبلاً مايهزه الريح وفوق هامات السحب، قال الشاعر: ومن كان في أوطانه حامياً لها فذكراه مسك في الأنام وعنبر ومن لم يكن من دون أوطانه حِمِى فذاك جبان بل أخس وأحقر نعم يظل الوطن شامخاً ومصاناً لأن تلك الأرواح الزكية، والدماء الطاهرة لقوافل الشهداء الابرار، قد منحت لجسد الوطن المناعة والحصانة من كل فيروسات الخيانة، وعدوى العمالة والارتزاق الرخيص. يبقى الوطن شامخاً، وعزيزاً، وغالياً، بإعادة منجز وحدته المباركة، ولحمته الواحدة، وتشابك وتعاضد أيادي سبأ وغدا أكثر من أي وقت مضى يسكن في حدقات العيون، وشغاف القلوب. وخلاصة الخلاصة: يبقى الوطن شامخاً وشجاعاً لأنه يستمد أيضاً شجاعته من حكمته اليمانية المتألقة، والحكمة «ضالة المؤمن» كما يقول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وعندما تقترن الشجاعة بالحكمة في الذات اليمنية يكون لها ذلك المعنى الذي عبَّر عنه الشاعر المتنبي: وكل شجاعة في المرء تغني ولا مثل الشجاعة في الحكيم مع التذكير أنه خير للمرء أن يموت في سبيل فكرته، من أن يعمر طول الدهر خائناً لوطنه، جباناً عن نصرته،وذات يوم قال نابليون بونابرت:« مثل الذي خان وطنه وباع بلاده، مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه، ولا اللص يكافئه»..!! وكم من مثل هؤلاء الذين عرفهم واختبرهم شعبنا.. وكان مصيرهم الفشل والندم، والخزي والعار.