إن من أهم معالم النشاط الديني في مجتمعنا العربي والإسلامي اليوم إنشاء حلقات تحفيظ القرآن الكريم ومدارسه ، فلا نكاد نجد بلداً أو قرية من بلاد المسلمين إلا وفيها جمعيات وحلقات تعنى بتحفيظ القرآن الكريم للذكور والإناث ، فالعودة إلى القرآن الكريم الدستور السماوي الرباني وحفظه حفظاً كاملاً والاعتناء به وفهم ما ورد فيه من عظات وعبر يُعدّ ظاهرة صحية ، فقد قال الإمام النووي:«كان السلف لايعلّمون الحديث والفقه إلا لمن يحفظ القرآن الكريم». ومن أهم النتائج المتوخاة من حلقات تحفيظ القرآن الكريم والمدارس توجيه الناشئة من الأبناء والبنات واستقامتهم واستيعابهم لما ورد في القرآن من حكم وآداب ، فعن عثمان بن عفان رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» وفي رواية أخرى «إن أفضلكم من تعلّم القرآن وعلّمه» وعن حذيفة رضى الله عنه قال: حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر..حدّثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن، ثم علموا من السنة» رواه البخاري ومسلم. إن الهدف الرئيسي من تحفيظ وتعليم القرآن الكريم تنمية القدرة على فهم وإجادة قراءة القرآن الكريم وتدبّره وهو يحظى بالعناية الكاملة في حلقات التحفيظ ويؤهل الحافظين لهذا الكتاب الكريم . ولعل من المفيد هنا أن هذا الجانب الديني يحظى باهتمام بالغ من حكومتنا والدوائر المعنية حيث تكتظ المساجد بالعشرات من الأبناء والبنات بل إن مجاميع من هؤلاء قد بلغوا التمام والكمال وحازوا على شرف تحقيق المراتب الأولى في المسابقات المحلية والعربية إلا أن مايمكن طرحه هو أن يتم الاهتمام بتوعية المعلّمين والمرشدين ومقدرتهم العلمية وأن يتم استغلال الإجازات الصيفية الطويلة في إقامة المخيّمات والحلقات الدينية بحيث تكرّس لإجادة قراءة القرآن الكريم قراءة سليمة والعمل بما ورد على لسان نبينا الكريم سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه ومنهج الأنبياء والمرسلين ؛ للوصول إلى جادة الصواب والسير على خطى العلماء الراسخين ، والصحابة أجمعين.