الرئيس واسع الصدر، كبير القلب، رحب التسامح، ومهما ادلهمت الشدائد واشتدت الخطوب، فإن الرئيس ومن ورائه الشعب بعزيمته التي لا تلين يستطيع بإذن الله النصر والخروج من كل المآزق بسلام. من يعرف الرئيس/علي عبدالله صالح يجد عزاء وطمأنينة في أن كل زوبعة سوف تصير إلى عدم، وكل أزمة ستنتهي إلى زوال، وقد عشنا مع الرئيس كثيراً من الأزمات والخطوب، وبحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات انتصرت إرادتنا، وباء أهل الشر وعادوا بالخذلان والارتكاس. ولعل الأمر الذي هو السبب في هذه الانتصارات وتجاوز المحن والخطوب هو أن الرئيس رجل لا يتسرع في اتخاذ رد فعل أحمق أو يلجأ لما من شأنه أن يكون منافياً للحكمة والسماحة، ولكنه يلجأ للعقل الذي يغلب المصالح العليا للوطن مهما توجعت العواطف وتعبت الانتصارات للأهواء وعجز الصَّبر. الرئيس يلجأ لكبح جماح الذين يضيقون بالآخرين ذرعاً، فيطلب إليهم المزيد من الحماس للصبر ورؤية استحقاقات لا ترى بالعين المجردة، عين رد الفعل والحسابات الصغيرة. إن الرئيس يحاول جاهداً أن يمنع الحمقى من خرق السفينة، بينما هم يطمعون أن يشربوا، ويطفئوا ظمأهم ولو كلفت شربة مائهم غرق السفينة بمن عليها. ربما كان أبرز مكون من مكونات شخصية الرئيس هذه الرؤية البعيدة للأخطار المحدقة التي لم يرها كثير من الناس بسبب قصر نظرهم أو غشاوة وقعت على أعينهم فتحول دون الرؤية الحقيقية الباصرة. الرئيس رجل حكمة، ومادامت الحكمة رديفة المرء فلا خوف من الحاضر والمستقبل، فهو لا شك سيوزن الأمور بقدرها، وسوف يقوم بمراجعات شاملة لأداء مؤسسات الدولة، وسينظر بعين العدل للكثير من الأمور التي تحتاج تقويماً وتصحيحاً. وهو مع كل ذلك لا يكف ولن يكف من أن يضع يده في يد المخلصين من أبناء الوطن العزيز، الذي يستصرخ ضمير كل فرد منا أن يكون ولاؤه لله وله وحسب. إن الأخطار المحدقة التي تحيق باليمن لن نتركها تغالب الرئيس وحده، بل سنكون كلنا ومن هذه اللحظة معه للوقوف في وجه هذه الأفكار، وكل من موقعه للحفاظ على الأمانة. إن اليمن لن يخاف من خطر ولن يهاب كارثة مادمنا نسعى لتشييد مؤسسات العدل والديمقراطية.