يوماً عن يوم ، تتحول الأسماء والمسميات إلى شيء أشبه ما يكون بالماركة التجارية .. المسجلة ، إنما لدى أطراف وجهات عدة وكل بحسب الوجهة التي يوليها. كل شيء خاضع لقانون السوق العرض والطلب حتى الولاءات والكيانات التأطيرية والالتزامات الأخرى السلعية! إذا استحكمت المصالح، هان الأفراد وذلت جباه الرجال، وأمسى السوق متجراً كبيراً، وفيه يباع ويشرى هذا وذاك .. وأولئك ! زمن النخاسة ، أم السياسة .. هذا ؟ لا فرق ، قل هو زمن «التجارة الحرة» حيث لا حر فيه ، إلا من عف وكف ، يده ولسانه .. وكرشه. عرفت الشعوب الكثير من هؤلاء ، الذين يفتحون جيوبهم وكروشهم للدافعين من كل نوعٍ وجهة وجبهة ، ومعها يفتحون للارتزاق باباً واسعاً ، ويسعون على الأرض بأقدام «الدافعين»! لا أحد يمكنه منهم مقاومة الإغراء أو التحكم في اللعاب السيال أمام قوة المغريات الخارجية وضعف النفوس والهوان على الناس. أسماء وهيئات مختلفة يأخذها معنى الترزّق أو الارتزاق ، وفيها جميعها يقايضون وطناً ، أو خيانة بحفنة من الهبات والعطايا. قد يخدعون أنفسهم فيسمونها «منح» أو «مساعدات» أو «هبات» أو «معونات» أو حتى «صدقة» من فاعل خير. التسميات غير مهمة، «التسول» واحد ، وأبوابه عديدة، وأفراده يسكبون ماء الوجه ومعه يسكبون الوجه حتى آخر قطرة في كأس من هوان. من يعطيك اليوم ، يسلبك أكثر وأكثر، ومن ترهن لديه حاجتك أو نفسك يبيعك غداً بأرخص مما تجد أو تقبض. الذين يولون وجوههم قبل كل دافع أو بائع أو شارٍ ، لا يستشعرون فداحة السوء الذي يجرونه على الشعب والوطن ، ولا يفهمون معنى العار الذي يلحقونه بشعب أعف وأشرف وأعز نفساً ويداً من ملء الأرض جميعاً من أمثال هؤلاء. أخزى التجارة، من يبيع نفسه ليقبض أبخس الأثمان . الوطن أعز، والناس لا ينسون ، واليمن لا يزايد عليه ، أو به والأيام تريك ما أنت جاهل.