لا شك بأن قرار منع حمل السلاح والتجول به في عواصم المحافظات قرار شجاع طالما انتظرناوانتظر ابناء هذا الشعب إصداره ؛ لأن ظاهرة حمل السلاح ظاهرة لا تحمل أي معنى من معاني التحضر أو التقدم في مختلف مناحي الحياة بل إنها ظاهرة لا تأتي بخير فالقتل والاقتتال يحدث لأبسط الأشياء، يحدث بين الناس الحاملين للسلاح وتذهب بسبب ذلك نفوس بريئة وتزهق أرواح لاشأن لها بما حدث أو يحدث بين هذه الفئات من تناحر وشجار. إلا انها وجدت في موقع الحدث لتقضي حوائجها أو لشراء ما تريد من قوت أو طعام وغيره فتكون النتيجة أن تفقد هذه الجماعات نفسها وأن تفقد كثير من الأسر راعيها والمنفق عليها، ويتيتم اطفال يفقدون اباءهم أو اخوانهم أو القائمين على تربيتهم والانفاق عليهم، ولا شك أن هذا يؤدي إلى الأخذ بالثأر وهذه الظاهرة التي اهلكت الحرث والنسل وأتت على اليابس والأخضر وهدمت بسببها دور ومنازل وقرى وشردت أسر وعائلات لا ذنب لها إلا انتماؤها إلى هذه القرية، أو تلك القبيلة، التي داهمتها أو فرضت عليها من قريب أو من بعيد تلك الفتنة وتجرعت بسببها الكثير من الخسائر في الأنفس والأموال وظلت تعيش في خوف ورعب في حلها وترحالها والسبب في ذلك كله هو حمل السلاح والتفاخر والتباهي بحمله. ونتمنى أن تجد الحكومة وأن تشمر عن ساعد الاجتهاد ووفقاً لتوجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية المناضل / علي عبدالله صالح وذلك بحل مشاكل الثأر في المناطق والمحافظات التي تتحرك فيها بؤر الثأر التي تشبه بؤر الزلازل والبراكين وأن تقوم بتشكيل لجان على مستويات عليا بدراسة أسباب ومسببات قضايا الثأر وأن نستعين بأهل الخبرة والدراية والشعراء كل في محافظته ومديريته لتهيئة الافراد والجماعات للقبول والرضا بحل مشاكل الثأر والالتزام والتقيد بما تضعه هذه اللجان من حلول قاطعة لا تقبل التراجع والتراخي وبهذا نكون قد قطعنا على كل من يحملون السلاح في مختلف المناطق والمحافظات أي عذر أو ذريعة يتذرعون بها طالما والأمن قد تحقق على مستوى المناطق والقرى والمديريات. وأمام هذا فإنه يلزم بل إنه من الواجب على الحكومة أن تقوم بحملة إعلامية مكثفة للتوعية بضرورات الالتزام بعدم حمل السلاح في عواصم المحافظات بل إن على لجنة الأحزاب السياسية أن تلعب دوراً هاماً بإلزام كافة الاحزاب السياسية والقوى الوطنية للقيام بدورهم في تنفيذ مثل هذا القرار الذي تعود فوائد تنفيذه على تحقيق الأمن والاستقرار وعلى تحقيق المزيد من التنمية والبناء بعيداً عن المكايدة السياسية أو اتخاذ هذا القرار وسيلة للتشهير أو النيل من الآخرين أو بث الاشاعات بأن الهدف من تنفيذ مثل هذا القرار هو الاستهداف لزيد أو لعمرو. إن ما حدث في تعز كشف سوء نية هذه النفوس الضعيفة وكشف عن زيف ما تطرحه من اطروحات الهدف منها المزايدة والنيل من القيادة السياسية التي تسعى جاهدة رغم هذه الدعايات التي ابتليت بها من قبل هؤلاء الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب لقد كانوا يقولون أن ما يحبط التنمية هو حمل السلاح وإن انتشار الثأر بسبب انتشار حمل السلاح وقالوا إن وجود قانون يحد من وجود مثل هذه الظاهرة أمر ملح وهام وعندما اتخذت الحكومة هذا الإجراء وصممت على تنفيذه انقلبوا على اعقابهم وتراجعوا عن مقولاتهم وإذا بهم يروجون بنية حاقدة بأن هذا القرار قد جاء على غير ما يريدون، وأنه قرار يستهدف الناس بالذل والرعب وتجريدهم عن أهم ما اكتسبوه من عادات وتقاليد يعتز بها اليمانيون وهي حمل السلاح والتنقل به في شتى المدن والمحافظات. عجباً لهؤلاء الذين لا يخجلون مما يقولون ولا يستحون مما يكتبون، وكأني بهم كقوم موسى الذي أكثروا من جداله ومخالفته حتى بلغ بهم الأمر أنهم قالوا «اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون». فماذا تريدون هل تريدون .. أن تبقى الحياة في اليمن حياة لا يحكمها قانون ولا نظام أو أنكم تصنعون للوطن رحى لا يعلم بخطرها إلا الله. لقد احترت واحتار الكثيرون من ابناء هذا الشعب بأمركم أيها المتناقضون مع انفسكم ومع من تسمونهم لكم تابعين ولأرائكم مناصرين، نعم إن الذي يناصركم ويدعو لدعوتكم إنما هو الشيطان الذي يقول للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين. فما رأيكم أن تتركوا هذا العادة السيئة التي تتحلون بها وأن تعودوا إلى رشدكم وأن تكونوا مع الجماعة في مصلحة البلاد، وأنتم تعلمون بأن رأي الفرد يؤذيها ويشقها والآن ندعوكم إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، فالدستور دستور الجميع والتعديلات الدستورية مطروحة للتشاور والتحاور وما استقر عليه رأي الأغلبية هو الذي سيكون وسيتم وهذا الطرح أنتم تعلمون أنه قد جاء في برنامج فخامة الأخ رئيس الجمهورية فمالي أراكم تنكرون وكأنكم لم تقرأوا ذلك إبان الانتخابات وإنكم والله لتكثرون الجدال ولا تريدون الخير لهذا الوطن وإنكم كل يوم وانتم تبحثون عن عذر من أعذاركم الواهية ألايكفيكم مزايدات لا تحمل في باطنها سوى الكيد والضر لهذا الشعب فهل انتم فاعلون أم انكم عن الجماعة خارجون وإنا لله وإن إليه راجعون، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا فقد دعوناهم سراً وجهراً ودعيناهم ليلاً ونهاراً فلم يزدهم دعاؤنا الا نفوراً واستكباراً وهاهم يكثرون المحاججة فيما ليس لهم به علم .. انهم يفترون الكذب على الشعب وهم في هذا كله ما يضلون إلا أنفسهم ولكن لا يشعرون ومع ذلك فإننا ندعو لهم بالهداية والسير في طريق المؤمنين القائمين المصلحين، اللهم فاشهد واحكم بيننا فأنت خير الحاكمين. فسر بنا يا فخامة الرئيس نحو الإصلاح فإننا معك ولن نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى «اذهب انت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون» ولكن سنقول : اذهب انت وربك فقاتلا فإنا معكما مقاتلون. * مدير عام إذاعة تعز