ما من عاقل يقر حالات التهييج وإشاعة الفوضى التي يمارسها بعض المحسوبين على العملية الديمقراطية من أحزاب «المشترك» وكأنهم بتلك الممارسات الخاطئة يمارسون حقاً من حقوق الديمقراطية. والحقيقة ليس صحيحاً بأن الفوضى وإثارة النعرات المناطقية والأمراض الطائفية أسلوب ديمقراطي لأنه لا يقود إلى النتائج السليمة، حيث تتقاطع هذه الممارسات السلبية مع ابسط متطلبات الديمقراطية والتعددية القائمة على عرض وجهات النظر بالوسائل السلمية ودون الاضرار بثوابت الوطن ومنها الوحدة الداخلية. شيء آخر مهم لا تدركه هذه القوى السياسية وهو ان أية مترتبات على التصرفات الهوجاء سوف ترتب على هذه القوى قبل غيرها أعباءً اضافية ولذلك لابد لها ان تخرج من الدائرة الضيقة التي وضعت نفسها فيها ، خاصة وقد اعلن فخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح، بأن كل شيء قابل للحوار ماعدا الوحدة التي تمثل صمام أمان اليمن ولا يجوز لأحد المساس بها أو التمترس خلفها! ان هذه الوضعية وهذه الظروف تدفع بنا للتساؤل: لماذا تتهرب أحزاب «المشترك» من الحوار ؟ وهل ثمة اسباب وجيهة لهذا الموقف الذي يتقاطع مع كل الدعوات القائمة من قبل السلطة ! لا شك إن الاجابة على هذه التساؤلات تكمن في الموقف المسبق لهذه القوى مما يجري على الساحة الوطنية من حراك يمكن اعتباره نجاحاً لقيادة البلد بامتياز وهو مالا تعترف به أحزاب «المشترك» حيث تقف على النقيض من كل ما يعتمل من حراك إيجابي حتى وإن أدى هذا الموقف إلى التفريط بكل شيء بما في ذلك الوطن وهو أمر يؤسف له بكل المعايير !!