سواء خرج الزائر لمعرض صنعاء الدولي للكتاب بحصاد من الكتب أو اكتفى بالفرجة وتناول بعض الآيسكريم فإنه يكون بشكل أو بآخر اقترب من خليات النحل المعرفي واقترب بأية صورة من زحام الناس هذه المرة ليس على سوق القات أو مركز بيع للأحذية. أولياء الأمور فعلاً بحاجة لأن يزوروا معرض الكتاب بصحبة أبنائهم ليقولوا لهم: نحن هنا في سوق الكتب .. المركز الكبير للتذكير بحقيقة أن الكتاب يغذي العقل ويصقل الوجدان ويضيف إلينا الكثير من العمر برحيلنا في عقول وحياة مبدعين وعظماء تركوا بصمة قبل أن يغادروا. بودي أن تسأل المدرسة والبيت.. هل الأطفال يقرأون..؟ وهل وفرنا لهم مكتبة صغيرة تخلق عندهم البذرة الأولى لتجليات الإبداع الإنساني.. تقنعهم بأن قراءة كتاب يعني الاقتراب من أحد جذور المعرفة.. وأبرز منابع اكتساب تعريف المثقف وهل هو الذي يعرف شيئاً عن كل شيء أم الذي يعرف كل شيء؟! هذه المرة لن أسأل أين ذهبت كتب«23» معرضاً دولياً فالقديم لايزال قابلاً للقراءة فالأهم هو أن يكون لكل منا دور في تجديد انتماء أفراد أسرته إلى القراءة والاعتراف بأن البيت الذي ليس فيه مكتبة صغيرة تمتد إليها الأيدي بين الحين والآخر هو بيت للأميين ولو فكّوا خطوط القراءة .. تماماً كما أن مدرسة بدون مكتبة هي وعاء معرفي ينقصه الكثير. معرض الكتاب موعد مهم للطفل مع قيم مهمة تنمي عنده حسنة القراءة.. استعارة قصة من زميله.. فالمعرفة بحجمها الكبير ليست فقط في الكتاب المدرسي وليست في أفلام الكارتون أو ملاحق الإعلان عن السيارات أو أجهزة نوكيا..!!