يا الله كم من الدخلاء على المهن في هذي البلاد، بل يا الله كم من المهن تعج بالمتسلقين والمسيئين إليها؛ بحيث لا تخلو أية مهنة من المحتالين وممن لا يربطهم أي رابط بمثل هذه المهن إلا من زاوية البحث عن المزايا والحقوق التي يؤمّنها الانتماء إلى بعض هذه المهن.. ولذلك سعى الجميع إلى وضع قواعد وتشريعات ولوائح طويلة وعريضة من أجل تنقية عضوية مثل هذه المهن من الدخلاء. ومع ذلك فأنت تجد نفسك في كثير من الحالات متسائلاً ومستغرباً عن حجم المخالفات التي ترتكب، وأحياناً تتزاحم عليك الأفكار بإعلان استقالتك من عضوية هذه المهن المخترقة لكثرة ما لحق بها من أخطاء ومنها التسابق المحموم للانتماء إليها ممن لا تنطبق عليهم شروطها من قريب أو بعيد!. كلامي لا يقتصر على مهنة الصحافة أو صاحبة الجلالة، بل كل المهن، حيث تجد وسط الأطباء من لا يمتثلون لقسم «أبو الطب» حيث ينظرون إلى جيب المريض قبل وضع السماعة على قلبه المنهك!!. وحتى في مهنة «الاسكافي» هناك من لا يراعي تقاليدها، حيث دخلت إليها أعداد مهولة بعد تراجع القدرة الشرائىة عند الناس لشراء أحذية جديدة من المعارض!. وفي مهنة المحاماة لا يسأل المحامي زبونه عن عدالة ومصداقية قضيته، بل يتساءل عن حجم أتعابه.. إن شاء الله أن يكون زبونه مهرب مخدرات!. عودة إلى الصحافة.. فثمة من يؤجر قلمه لدعوات الباطل وتزييف الحقائق حتى وإن كان ثمن ذلك استقرار البلاد والعباد لمجرد أن هذا «الإيجار» سيدر عليه مالاً!!. وبعض المنتمين إليها يعتبرون أن إثارة أعصاب الناس بنشر الأكاذيب والترويج للشائعات قمة الإبداع الصحفي.. حيث همهم الأول أن ترتفع نسبة التوزيع بعض مئات من النسخ!. هذا كوم.. والكوم الآخر أولئك الذين تسلقوا الدرجات العليا في بلاط هذه المملكة وأصبحوا رؤساء تحرير، فتراهم في هذا العدد يعدون القراء بنشر فضائح فساد البعض، وفي العدد الذي يليه يتفاجأ القارئ وقد نشروا قصائد المديح ودبّجوا مقالات الإشادة بذلك «الفاسد»!!. اللهم لا حول ولا قوة إلا بالله.. وأجرنا من الدخلاء في كل مهنة.