اؤكد أن «الحركات اليسارية المتشددة.. والحركات اليمينية كما يسميها النظام العالمي الجديد، والتي كانت تسمى خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي بالحركات التحررية، والثورية في العالم، والتي بدأت تنكفّ على نفسها وتتلاشى مع نهاية سبعينيات القرن الماضي وبدأت تحل محلها حركات ليبرالية في معظم جهات العالم عملت على تهاوي وسقوط الأنظمة اليسارية رويداً رويداً لصالح الأنظمة الليبرالية ولصالح النظام العالمي المبشر به من قبل الغرب «الولاياتالمتحدة» وما سيحمله معه من حياة فردوسية للعالم..حتى انتهت الأنظمة اليسارية بشكل «درامي» مع انهيارً الاتحاد السوفيتي في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، وسط تهليل وهتافات أنظمة العالم الثالث «المسكين» بزوال عصر الشمولية، وولادة عصر الحرية..دون أن يفكروا ولو للحظة واحدة بشكل صحيح..ويدركوا..أن انهياراً الاتحاد السوفيتي لم يكن انهياراً للشمولية والدكتاتورية..وإنما انهياراً للتوازن الدولي وليس ولادة لعصر الحرية والرخاء وإنما ولادة لعصر القطب الواحد، والشمولية العالمية وبداية لظلم عالمي جديد. ومرت السنون متسارعة ليكتشف العالم النامي والوطن العربي والإسلامي «أنظمة وشعوباً» وجه النظام العالمي القبيح والبشع والجشع وطبيعته العدوانية والإرهابية المتطرفة في الشمولية والدكتاتورية والاستبداد وحقيقته الكولونياليه أي الامبريالية الاستعمارية وكل ذلك اتضح من خلال سياساته وسلوكياته وممارساته مع شعوب العالم وقيادته للعالم من الاستقرار والسلام إلى الفوضى والعنف وإشعال الفتن والحروب والاضطرابات والتآمر والدس والعدوان والغزو لكل من يقف في وجه أطماعه الاستعمارية دون تمييز بين حلفائه وأصدقائه، وأعدائه فالجميع في ميزان أطماعه الابتزازية سواء «أي كلهم أعداء يجب التخلص منهم». اليوم..وجد العالم أن النظام العالمي الذي وعدهم بالجنة ونعيمها..إن هم تخلصوا من النظم الشمولية الاشتراكية الراديكالية..نعم وجد العالم النظام العالمي أنه الشر عينه والظلم نفسه، والطغيان حقاً والاستبداد فعلاً والتطرف والارهاب والدكتاتورية الأخبث والأمر والإذلال والمهانة الأعنف..وأن أنظمتهم التي أسقطوها كانت أرحم وأرأف من الغول العالمي الجديد..الذي سيواجه بمقاومة عالمية شاملة.. وموضوع المقاومة يحتاج إلى عمود آخر.